وكأن فتنة (تهنئة غير المسلمين بأعيادهم) لا تكفينا حتى تظهر لنا فتنة جديدة حول الاحتفال بالمولد النبوى الشريف. المعارضون للاحتفال، الذين ظهروا بقوة هذا العام، يقولون إنه لم يثبت عن الرسول أنه احتفل بيوم مولده أو طالب صحابته بالاحتفال به، وبالتالى فلا يوجد سند شرعى للاحتفال. ومنطق هؤلاء قريب الشبه من منطق داعية إسلامى شهير يملأ الدنيا ضجيجا عبر شاشات التلفاز، فقد تحاورت معه يوما حول منطق الفتاوى الذى يستند غالبا إلى (ما ثبت فعله فى عهد الرسول عليه الصلاة والسلام أو لا)، بينما كنت أرى أن المنطق يجب أن يستند إلى (ما نهى الرسول (صلى الله عليه وسلم) عنه أم لا) وكأن رأيه أن المنطقين لا فارق بينهما. يومها أوضحت للداعية الشهير أن المنطقين مختلفان كل الاختلاف، لأن الأول يقصر الحلال على ما كان الرسول الأكرم وصحابته يفعلون فقط، وهى أمور محدودة ومرتبطة أحيانا بالبيئة والثقافة، وبالتالى فركوب السيارات حرام واستخدام المحمول وكثير من أمور عصرنا الحديث. أما المنطق الثانى فيقصر الحرام على ما نهى عنه الرسول الأكرم سواء ورد ذكره فى القرآن أم لا، وبالتالى فكل ما وراء ذلك حلال، حتى ولو لم يفعله الرسول أو يأمر بفعله. وانطلاقا من ذلك فإن الرد الطبيعى على من يحرمون الاحتفال بالمولد النبوى الشريف هو سؤالهم: هل نهى الرسول بوضوح عن الاحتفال بمولده؟ وننتهز الفرصة لنسألهم أيضا: وهل نهى عن تهنئة غير المسلمين بعيدهم؟ إذا كانت الإجابة نعم فليأتونا بنص قرآنى أو حديث صحيح وعلينا السمع والطاعة وإلا فعليهم أن يشغلوا أنفسهم بقضايا أكثر نفعا للناس، وكفانا فتاوى لا هدف وراءها إلا عرض الحياة الدنيا وشهرة قد تكون سببا فى جهنم وبئس المصير. [email protected] لمزيد من مقالات سامح عبد الله