مظاهرات و احتجاجات شهدتها ضاحية سانت لويس بمدينة فيرجسون بولاية ميزوري الامريكية عقب مقتل الشاب الاسود مايكل براون علي يد الشرطة هناك. تري هل تكون بداية ثورة في بلاد العم سام لكشف كافة اعمال التمييز بين البيض والسود وانتهاكات حقوق الانسان اضافة الي المعاملة السيئة لكل الجنسيات الاخري والتي يتمتع بها الشرطي الاوحد في العالم. احداث ميزوري تعيد الي الاذهان الحديث الدائم لواشنطن واجهزتها ومؤسساتها ومنظماتها عن حقوق الانسان وارساء الديمقراطية وضبط النفس وعدم التمييز بين المواطنين بسبب اللون او الجنس او النوع ولكن من الواضح ان هذه الشعارات فقط في حالة وقوعها في دولة اخري. اما في الحالة الامريكية فالصمت هو سيد الموقف فلا يستطيع احد ان يوجه اية انتقادات لشرطي العالم اما خوفا او طمعا او خنوعا وتبعية فكافة دول العالم المتمدين والذين يسمون انفسهم بالعالم الاول ونحن العالم المتخلف تخشي غضب هذا العملاق الامريكي وتسير في ركبه وتخضع له فضلا عن اي هذه الشعارات توجه فقط الي دول العالم الثالث من فتح المجال امام التدخل في الشئون الداخلية لهذه الدول في اطار منظمومة السيطرة علي العالم وتقسيم وتفتيت المفتت . ولم نسمع من قريب او بعيد صوت اي من منظمات حقوق الانسان هناك او في الدول الاوروبية او بيان صادر عن الاتحاد الاوروبي يدافع عن حقوق الانسان والديمقراطية الغائبة في بلاد العم سام او طلب اجراء تحقيقات شفافة ومحايدة او ارسال وفد لتقصي الحقائق حول الاحداث المؤسفة التي وقعت واستخدام الشرطة الامريكية للرصاص المطاطي وقنابل الغاز ضد التظاهرات التي تستنكر مقتل براون. كما لم يخرج علينا بيان من وزير خارجية احدي الدول المتقدمة ليعلق علي احداث ميزوري او ينتقد القاء لشرطة القبض علي بعض المتظاهرين اثناء تعبيرهم عن غضبهم الشديد من الاحداث. ان إرساء الديمقراطية وتمكين الحريات العامة للشعوب وتطويرها اقتصاديا لتصل الى الغنى والرفاهية مازالت هي شعارات المخططات الاستعمارية الامريكية تجاه العالم الثالث فقط ولا مجال للحديث عنها في امريكا. لمزيد من مقالات محمد حجاب