زيارة الرئيس مبارك لألمانيا اليوم جهد آخر من الجهود التي يبذلها بلا توقف لإعطاء دفعة لمساعي حل القضية الفلسطينية وإعادة الاستقرار الي منطقة الشرق الأوسط, وكذلك لتدعيم علاقات التعاون الثنائي بين مصر والدول الأخري ذات النفوذ والتأثير في العلاقات الدولية من أجل النهوض بالاقتصاد المصري ومايتبعه من تحسين مستوي معيشة المواطنين. فألمانيا هي القاطرة الرئيسية للاتحاد الأوروبي, ولها كلمتها التي تؤخذ في الاعتبار من جانب أعضائه السبعة والعشرين, وكذلك بقية دول المعسكر الغربي, وهي التي قامت بدور كبير في مساعدة إسرائيل اقتصاديا وعسكريا كتعويض عما ارتكبه النازي من جرائم في حق اليهود, وفي ظل الجهود المبذولة حاليا من الولاياتالمتحدة ومصر والسعودية وفرنسا لتهيئة الأجواء لاستئناف عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يحتاج ذلك الي التنسيق بين مصر وألمانيا والاتفاق معها إذا أمكن علي كيفية تحقيق هذا الهدف من خلال محاولة إقناع حكومة إسرائيل بإبداء المرونة اللازمة لتحريك عملية السلام, الأمر الذي إذا حدث فسيقنع السلطة الفلسطينية بأن هناك جدوي من استئناف المفاوضات. أما علي المستوي الثنائي فإن هناك تعاونا تجاريا واقتصاديا لا بأس به بين مصر وألمانيا يحتاج الي المزيد من الخبرة ورأس المال الألمانيين باعتبار برلين أقوي قوة اقتصادية في أوروبا, فألمانيا تعرف مدي أهمية مصر كدولة محورية في الشرق الأوسط من ناحية تحقيق الاستقرار وحل الصراع العربي الإسرائيلي, وبالتالي أي تعاون معها يصب في هذا الاتجاه, كما أن فتح السوق الألمانية الكبيرة أمام المنتجات المصرية الخام والمصنعة عامل مهم يحقق رواجا للاقتصاد المصري, ولابد أن هذا الهدف سيكون أيضا أحد محاور مباحثات الرئيس مبارك مع القادة الألمان وعلي رأسهم المستشارة أنجيلا ميركل.