حملة لتوفير أجهزة كمبيوتر.. دعوات لتأهيل المدارس لتعليم التكنولوجيا | تفاصيل    تراجعت على العربات وبالمحال الصغيرة.. مساعٍ حكومية لخفض أسعار سندوتشات الفول والطعمية    وفقا لوزارة التخطيط.. «صيدلة كفر الشيخ» تحصد المركز الأول في التميز الإداري    الجيش الأوكراني: 96 اشتباكا قتاليا ضد القوات الروسية في يوم واحد    طائرات جيش الاحتلال تشن غارات جوية على بلدة الخيام في لبنان    3 ملايين دولار سددها الزمالك غرامات بقضايا.. عضو مجلس الإدارة يوضح|فيديو    كرة سلة - ال11 على التوالي.. الجندي يخطف ل الأهلي التأهل لنهائي الكأس أمام الجزيرة    المقاولون العرب يضمن بقاءه في الدوري الممتاز لكرة القدم النسائية بعد فوزه على سموحة بثلاثية    تصريح مثير للجدل من نجم آرسنال عن ليفربول    السجن 15 سنة لسائق ضبط بحوزته 120 طربة حشيش في الإسكندرية    إصابة أب ونجله سقطا داخل بالوعة صرف صحي بالعياط    خناقة شوارع بين طلاب وبلطجية داخل مدرسة بالهرم في الجيزة |شاهد    برومو حلقة ياسمين عبدالعزيز مع "صاحبة السعادة" تريند رقم واحد على يوتيوب    رئيس وزراء بيلاروسيا يزور متحف الحضارة وأهرامات الجيزة    بفستان سواريه.. زوجة ماجد المصري تستعرض جمالها بإطلالة أنيقة عبر إنستجرام|شاهد    ما حكم الكسب من بيع التدخين؟.. أزهري يجيب    الصحة: فائدة اللقاح ضد كورونا أعلى بكثير من مخاطره |فيديو    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    بديل اليمون في الصيف.. طريقة عمل عصير برتقال بالنعناع    سبب غياب طارق مصطفى عن مران البنك الأهلي قبل مواجهة الزمالك    شيحة: مصر قادرة على دفع الأطراف في غزة واسرائيل للوصول إلى هدنة    صحة الشيوخ توصي بتلبية احتياجات المستشفيات الجامعية من المستهلكات والمستلزمات الطبية    رئيس جهاز الشروق يقود حملة مكبرة ويحرر 12 محضر إشغالات    أمين عام الجامعة العربية ينوه بالتكامل الاقتصادي والتاريخي بين المنطقة العربية ودول آسيا الوسطى وأذربيجان    سفيرة مصر بكمبوديا تقدم أوراق اعتمادها للملك نوردوم سيهانوم    مسقط تستضيف الدورة 15 من مهرجان المسرح العربي    فيلم المتنافسون يزيح حرب أهلية من صدارة إيرادات السينما العالمية    إسرائيل تهدد ب«احتلال مناطق واسعة» في جنوب لبنان    «تحيا مصر» يوضح تفاصيل إطلاق القافلة الخامسة لدعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة    وزير الرياضة يتابع مستجدات سير الأعمال الجارية لإنشاء استاد بورسعيد الجديد    الاتحاد الأوروبي يحيي الذكرى ال20 للتوسع شرقا مع استمرار حرب أوكرانيا    مقتل 6 أشخاص في هجوم على مسجد غربي أفغانستان    بالفيديو.. خالد الجندي: القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا أنواره الساطعات على القلب    دعاء ياسين: أحمد السقا ممثل محترف وطموحاتي في التمثيل لا حدود لها    "بتكلفة بسيطة".. أماكن رائعة للاحتفال بشم النسيم 2024 مع العائلة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط    جامعة طنطا تُناقش أعداد الطلاب المقبولين بالكليات النظرية    الآن داخل المملكة العربية السعودية.. سيارة شانجان (الأسعار والأنواع والمميزات)    وفد سياحي ألماني يزور منطقة آثار بني حسن بالمنيا    هيئة الرقابة النووية والإشعاعية تجتاز المراجعة السنوية الخارجية لشهادة الايزو 9001    مصرع طفل وإصابة آخر سقطا من أعلى شجرة التوت بالسنطة    رئيس غرفة مقدمي الرعاية الصحية: القطاع الخاص لعب دورا فعالا في أزمة كورونا    وزير الأوقاف : 17 سيدة على رأس العمل ما بين وكيل وزارة ومدير عام بالوزارة منهن 4 حاصلات على الدكتوراة    «التنمية المحلية»: فتح باب التصالح في مخالفات البناء الثلاثاء المقبل    19 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن الحقوقية هدى عبد المنعم    رموه من سطح بناية..الجيش الإسرائيلي يقتل شابا فلسطينيا في الخليل    تقرير حقوقي يرصد الانتهاكات بحق العمال منذ بداية 2023 وحتى فبراير 2024    مجهولون يلقون حقيبة فئران داخل اعتصام دعم غزة بجامعة كاليفورنيا (فيديو)    حملات مكثفة بأحياء الإسكندرية لضبط السلع الفاسدة وإزالة الإشغالات    «الداخلية»: تحرير 495 مخالفة لعدم ارتداء الخوذة وسحب 1433 رخصة خلال 24 ساعة    "بحبها مش عايزة ترجعلي".. رجل يطعن زوجته أمام طفلتهما    استشاري طب وقائي: الصحة العالمية تشيد بإنجازات مصر في اللقاحات    إلغاء رحلات البالون الطائر بالأقصر لسوء الأحوال الجوية    عبدالجليل: سامسون لا يصلح للزمالك.. ووسام أبوعلي أثبت جدارته مع الأهلي    دعاء آخر أسبوع من شوال.. 9 أدعية تجعل لك من كل هم فرجا    مفتي الجمهورية مُهنِّئًا العمال بعيدهم: بجهودكم وسواعدكم نَبنِي بلادنا ونحقق التنمية والتقدم    نجم الزمالك السابق: جوميز مدرب سيء.. وتبديلاته خاطئة    برج القوس.. حظك اليوم الثلاثاء 30 أبريل: يوم رائع    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأديب الذي خطفته السياسة
نشر في أخبار الأدب يوم 23 - 01 - 2016

في بداية عقد الخمسينيات من القرن الماضي، وقبيل ثورة 23 يوليو، كانت الحياة الثقافية والسياسية والأدبية ذات حضور واضح ومؤثر بدرجة كبيرة، والمجلات والصحف والنشرات السرّية علي أشدها، واليسار المصري أحد اللاعبين بجدارة وفاعلية في ذلك المناخ، وكان مكتب الأدباء والفنانين في الحركة الديمقراطية للتحرر الوطني "تنظيم حدتو" يعمل بقوة لقيادة الحياة السياسية والثقافية والأدبية في معظم المجلات والصحف والمنتديات المؤثرة، وأصدر عبد الرحمن الشرقاوي قصيدته الثورية "رسالة من أب مصري إلي الرئيس الأمريكي ترومان"، وألهب بها حماس الناس، واستطاع أن يتجاوز بها كل حواجز النخبة، لتصبح القصيدة شائعة ومعروفة ومقروءة.
كذلك أصدر الشاعر كمال عبد الحليم ديوانه الأول "إصرار" عن دار الفن الحديث، وكتب محرر الدار مقدمة حماسية ليدشّن بها نوعا جديدا من الكتابة، فيقول :"الكتاب والمفكرون والشعراء هم الطليعة، ومكانهم دائما في المقدمة ورسالتهم لا يمكن أن تنفصل عن الشعب الذي خرجوا من أعماقه، فالكاتب أو المفكر أو الفنان أول من يحسّ بما تعانيه الملايين وماتأمله وما تكافح وتضحي من أجله، والتخلي عن رسالة التعبير عن الشعب وآلامه وآماله معناه الصريح الخيانة ...الخيانة الواضحة للشعب وللفن وللفكر وللعدالة وللحرية ولكل القيم الانسانية التي هي أساس حياتنا".
لم تكن تلك الكلمات التي جاءت في مقدمة ديوان "إصرار"، إلا التعبير الأمثل عن ذلك الشباب الثائر، والذي ظهر بقوة في الساحة السياسية والفنية والأدبية والثقافية، وكان كل من هؤلاء الشباب يقدم إبداعاته المختلفة في كل المجالات، وكانت الصحف والمجلات تنشر ليوسف ادريس وعبد الرحمن الخميسي وصلاح جاهين وصلاح حافظ وفتحي خليل وحسن فؤاد ومحمد يسري أحمد ومحمود توفيق وزكي مراد ومحمد خليل قاسم ونعمان عاشور وأحمد رشدي صالح وغيرهم.
كان من بين هؤلاء المثقف الشاب لطفي الخولي، الذي تخرّج من كلية الحقوق، وأصغرهم سنّا، فهو من مواليد 1929،وكان آنذاك في الجادية والعشرين من عمره، ولكنه كان منخرطا بشكل واضح في الحركة السياسية، و مرتبطا بالحركة اليسارية والشعبية علي السواء، وبدأ يكتب مقالاته الأولي في صحيفة "الكاتب"، والتي كانت لسان حال اليسار في ذلك الوقت، وكان رئيس تحريرها وصاحب امتيازها الكاتب والفنان والمثقف يوسف حلمي،و يديرها معه الشاب المثقف سعد كامل، وكانت الصحيفة تتصدي لكل أشكال الفساد والخيانة والانحرافات التي كانت سائدة في ذلك الوقت.
وكان لطفي الخولي في ذلك العمر المبكر من مسيرته، يكتب عمودا ثابتا في الصحيفة تحت عنوان "من الشارع"، ينقل فيه نبض الناس والجماهير، ويعبّر عن الغضب العارم الذي يشعر به الجميع في ذلك الوقت، و يكشف عن بعض أحداث الكواليس التي تخفي علي الجميع، ففي 19 مايو 1951 كتب عن الأزمة التي حدثت في جامعة فؤاد، والتي تسبّبت في حرمان الطلّاب من دخول الامتحانات، إذ كتب الخولي قائلا :"حدث في الوقت الذي استهلك فيه أكثر من نصف مليون جنيه في حفلات وأنوار وزينات، أن حاولت جامعة فؤاد منع مئات الطلاب الذين أمضوا شهورا مضنية فاضت عرقا وتعبا ودرسا وتحصيلا من دخول امتحانات آخر العام ...لماذا؟.. لأنهم عجزوا عن أن يؤدوا ثمن العلم ..وثار الطلاب وتمسكوا بحقهم في أن ينالوا قسطا من العلم، ولم يستطع طه حسين باشا وزير المعارف إلا أن يقف بجانبهم، فنشبت أزمة بينه وبين مدير الجامعة الدكتور كامل مرسي باشا الذي صمم علي أن يتقاضي الثمن فجرفه تيار الشعب خارج الجامعة".
وجدير بالذكر أن معركة طه حسين، والتي اتخذت عنوان "التعليم كالماء والهواء" كانت علي أشدها، وكان الخولي بالطبع ينتصر للطلاب الفقراء الذين لا يقدرون علي تأدية المطلوب منهم علي مستوي المصروفات الباهظة، وفي هذاالمقال يكشف الخولي عن تعنت الرأسمالية المقيتة والمستغلة،ومحاولات تعطيلها لأبناء الفقراء لينالوا حقوقهم في التعليم، وكان يتم ذلك تحت شعارات باطلة، وذرائع زائفة، وفي هذا المقال كشف الخولي عن انحيازه الواضح إلي الطبقات الكادحة من الشعب المصري، كذلك وضحت في المقال موهبته الأدبية، وقدرته علي صياغة جملة سردية واضحة، وبدأت مقالاته تتخذ هذين المنحيين البارزين، حيث كان النواة الأولي لكاتب وفنان وأديب ومسرحي مرموق،والذي يتابع مقالاته في مجلة "الكاتب" سيدرك ذلك بوضوح.
"مرحلة روز اليوسف"
كانت صحيفة "الكاتب" صحيفة يسارية واضحة الهوي والاتجاه والمقصد، وكان طابعها الأيديولوجي كذلك بارزا جدا، وكان غالبية كتابها منتمين إلي تنظيمات يسارية، وهذا كان يعمل إلي حد ما علي حصر دوائر القرّاء في نطاقات محدودة، رغم الانتشار الواسع لصحف ومجلات اليسار في ذلك الوقت، ولكن لطفي الخولي ورفاقه، كانوا طامحين لتبرز كتاباته في منبر أوسع انتشارا، وأقل وضوحا من الناحيةالأيديولوجية، وكانت المجلة الأقرب إلي اليسار في ذلك الوقت، هي مجلة "روز اليوسف"، تلك المجلة العريقة التي كانت تعمل بحماس بالغ ضد الفساد والاستغلال والانحراف الوطني، لذلك انتقلت الأسماء الشابة المرموقة إلي رحاب روز اليوسف، وكان ألمعهم في ذلك الوقت الشاب الموهوب صلاح حافظ، والذي كان يكتب بابا لافتا هو باب "انتصار الحياة"، ثم لحق بصلاح حافظ، صديقه ورفيقه لطفي الخولي، ليكتب بابا أسبوعيا عنوانه "تعلّم حقوقك"، وكان مقاله الأول في العدد الصادر في يونيو 1952، وقدمه بكلمة موجزة، وهي بمثابة الخطة التي سيتبعها الخولي في تلك المقالات، تقول الكلمة :"من حق كل مواطن اليوم بل ومن واجبه أيضا أن يقف بوعي علي القواعد السياسية والقانونية التي تهيمن علي المجتمع الذي يعيش فيه ...وهنا في هذا الباب ننزل بالقانون من برجه العاجي إلي الشارع بعيدا عن المصطلحات الفقهية المعقدة، مؤمنين بأن القانون الصالح هو الذي لا يرهب المجتمع بل يكون موضع احترامه وثقته..."، وكان مقاله الأول في ذلك الباب، عنوانه "هذا هو الدستور"، وبلغته البسيطة ومعرفته الواسعة واليافعة وكذلك الطازجة، راح لطفي الخولي يشرح ويقدّم دفاعه الأول في معركة الدستور، وتوالت مقالاته التي اتخذت أشكالا ووجوها كثيرة، ولكنها تلتزم بالأبعاد القانونية التي يريد إيضاحها، وبدأت تتضح موهبته الأدبية في تلك المقالات، بل أجزم بأن تلك الموهبة راحت تنمو في إطار هذا الباب، ففي مقال له تحت عنوان "تشرشل في مصر"، يبدأه بداية قصصية لافتة، إذ يقول :"جاءني طبيب صديق ثائر ينتفض غضبا، فلما استوضحته الأمر دفع إليّ بورقة توجت بخاتم الدولة، وقد تآكلت جوانبه كالعادة، عرفت فيها إعلان حكم صدر ضده من محكمة بلدية القاهرة بتغريمه مائة قرش لقيامه بسد نافذة في عيادته كانت تطل علي أحد الشوارع وفتح أخري جديدة تطل علي شارع آخر، دون أن يستصدر بذلك رخصة رسمية، من مصلحة التنظيم كما شمل الحكم ضرورة إعادة الحال فورا إلي ماكانت عليه .."، ومن الواضح أن سردا جميلا لا تخطئه العين الناقدة والفاحصة، ثم يدور خلال المقال حوار بين الكاتب وصديقه، هو حوار قصصي بامتياز، لذلك كانت تلك المقالات هي الحاضنة الأولي للموهبة الأدبية البارزة، وهذا لا يعني أن المقالات كانت أدبا في أدب، ولكنها مزيج من الأدب والثقافة والقانون والمتعة، وبدأ ينحو نحو عناوين ليست بعيدة عن الأدب والثقافة، عندما كان يكتب "حق القراءة، ثم حق المعرفة، ثم حق الثقافة "، وهكذا، ثم استكتبه إحسان عبد القدوس في باب آخر هو باب "أدب"، وكان يتناوب علي هذا الباب بعض الأدباء الشباب مثل ألفريد فرج ومصطفي محمود وصلاح حافظ ونعمان عاشور وغيرهم.
"رجال وحديد"
تنوعت وتوسعت موضوعات وأنواع الكتابة التاريخية والقصصية، فبدأ ينشر بعضا من القصص، وبعضا من المقالات التاريخية، ففي 29 مارس 1954كتب مقالا طويلا عنوانه "ثورتنا بدأت سنة 1795 ..القاهرة وباريس تثوران في وقت واحد"، وكان هذا المقال ينحو فيه نحو إيضاح أن الثورة المصرية لها جذور عميقة ومديدة في الزمن، وكان ذلك التاريخ الذي كتب فيه المقال من أشد الأوقات حرجا، إذ كانت ما أطلق عليها "أزمة مارس 1954" محتدمة تماما، وكان المجتمع كله علي قدم وساق، يترقب الأحداث بلهفة وقلق، وفي صدر هذا المقال كتب لطفي الخولي قائلا :"ماذا يريد الشعب؟..نستطيع أن نقول في تعبير بسيط ..الشعب يريد مجتمعا انسانيا يحكمه دستور ديمقراطي ..وليست هذه أول مرة ينبغي للشعب فيها أن يحقق هذا الهدف الذي يتعرض له اليوم بعض الكتّاب فيصورونه وكأنه منحة من الحكّام.."، ويكرر لطفي الخولي تلك الجملة الأخيرة مرة أخري، ليذهب مكتشفا جذور إرادة الشعب لبناء حياة ديمقراطية صحيحة وعادلة، وفي أسلوب ممتع، يسترسل في رصد بعض الهبّات التي قام بها الشعب المصري لتحقيق ذلك الهدف الغالي.
وكان تنوع كتابات الخولي مدهشا، إذ من بين مقالاته الممتعة، كتب مقالا طويلا تحت عنوان "الانجليز والمرأة الشرقية ..في القرن التاسع عشر!"، وفي ذلك المقال لفت النظر إلي أحد الأعلام الكبار، وهو أحمد فارس الشدياق المفكر العربي المرموق في القرن التاسع عشر، وعقد مقارنة طريفة وممتعة بينه وبين تشارلز ديكنز، وفي هذا المقال برزت ثقافة الخولي الأدبية بوضوح، وكذلك توسعه في المعرفة التاريخية الأدبية، وتحليله النقدي والفكري لهاتين الشخصيتين، وأعتقد أن مقالات الخولي هذه، لو تم جمعها ونشرها، ستكون مفيدة إلي حد كبير، مثلما كان كتاب "أيام لها تاريخ " لأحمد بهاء الدين.
كانت تلك الفترة من الزمان، تضج بالاتجاه الواقعي في الأدب، وكان يوسف ادريس قد أصدر مجموعته الأولي "أرخص ليالي"، ولفت النظر إليه بقوة، وتوقف عنده النقاد عميقا وطويلا، دون الانتباه لأي أحد آخر، وكانت المكانة التي شغلها يوسف ادريس علي المستوي الأدبي والثقافي والسياسي، قد رسخّت من فرادته، فكان كل مايصدر عن آخرين، لا يلفت النظر إليه إلا نادرا، وهنا ظهرت المجموعة القصصية الأولي للطفي الخولي في أواخر عام 1955، وصدرت عن دار النديم، وكانت مجلة روز اليوسف تنشر تباعا عن اقتراب صدور المجموعة، وعندما صدرت في أول ديسمبر عام 1955، لم يستطع إحسان عبد القدوس أن يتذوقها كما يتذوقها آخرون، رغم إطرائه الواضح لها، بل فرض نوعا من النقد لها علي قرائه، فكتب في 19 ديسمبر 1955 ناقدا لها، فقال :"قرأت مجموعة قصص رجال وحديد للزميل لطفي الخولي ..وهي قصص وقعت كلها في السجن ..وهي علي روعتها ينقصها شئ ..لا أدري ماهو ..ولكنك تحس وأنت تقرأ أنك بعيد عن الجو الذي يريد المؤلف أن ينقلك إليه، أو أنه أي المؤلفيفترض أنك كنت معه في السجن فلا يكلّف نفسه مئونة رسم كل الخطوط التي تبرز الصور التي يعرضها عليك ..إن كثيرا من الخطوط ناقصة ..كما أن التحليل النفسي للمساجين ينقصه الصدق ..ويخيل إليك أن المؤلف يفتعل شخصيات ليؤكد بها رأيا في ذهنه ويضحي من في سبيل ذلك بالواقع الصادق .. المفروض أنها قصص تدور في السجن ..ولكنك عندما تقرأ تعيش مع الأبطال في ذكرياتهم قبل أن يدخلوا السجن، أكثر مما تحس بهم وهم داخل السجن!!".
كانت هذه أول كتابة عن "رجال وحديد"، ومن الواضح أن إحسان عبد القدوس قرأ المجموعة القصصية بطريقته الخاصة، وانتظر أن تتحقق فيها رغبات خاصة، وهناك مقولة تقول ب"أن الذي يحدث في السجن هو أنك مسجون "، أي أن الأحداث الكبري التي ينتظرها عبد القدوس، لن تحملها القصة التي ينتظرها عن السجن، ثم إن لطفي الخولي كان يتحدث عما يحدث بالفعل في السجن، فقصة "رجال وحديد" ذاتها تتحدث عن هؤلاء المساجين الذين يبحثون في مسألة الإضراب، وتنشأ بعض الخلافات بينهم حول القيام به، وجدواه، وهناك آخرون لا يميلون إلي القيام بهذا الإضراب في ذلك الوقت، وبالطبع تدور بعض الحوارات التي تأخذ منحي تعليميا، هذا المنحي الذي تفرضه الثقافة الأيديولوجية التي يتبناها لطفي الخولي، ولكن هذه المناقشة تأتي في سياق درامي ممتع، وليست مفروضة من الخارج علي أحداث القصة، ولكن عبد القدوس الذي كانت كتاباته تنفتح واسعة لتحليل الشخصيات والأحداث، نظر إلي قصص الخولي من منظره الإبداعي الضيق.
لم يتوقف الترحيب بالمجموعة عند مقال إحسان عبد القدوس، ولكن جاء مقال آخر كتبه محمود أمين العالم، وكان العالم في ذلك الوقت نجما كبيرا في النقد الأدبي، فأجري قراءة موضوعية للمجموعة، وأنصفها إلي حد بعيد، رغم بعض الملاحظات السلبية الطفيفة التي كان قد لاحظها علي الكتابة، وكان العالم قد ساهم بدراسة نقدية مطولة حول مختارات قصصية، للكتاب المصريين، ومن بين هؤلاء الكتاب لطفي الخولي، وكانت القصة "بدوي أفندي وشريكه"، وقد أثني عليها العالم بشكل واضح .
لم تكن تلك هي المجموعة القصصية الوحيدة التي نشرها الخولي، بل أعقبها بمجموعة أخري هي "ياقوت مطحون"، وفي هذه المجموعة تطورت أدوات لطفي الخولي بشكل ملحوظ وواضح، وراحت القصص تقدم نماذج بشرية وانسانية ودرامية فادحة، نماذج لا تخضع للتحليل الاجتماعي فقط، بل كذلك للتحليل السياسي والنفسي والدرامي، وفي هذه القصص كان الخولي يعود إلي قريته، ليختار منها ما يصلح للحكي، فقدّم بالفعل مجموعة ذات طابع فني متميز، ولكن هذه المجموعة لم تحظ بالمتابعة النقدية التي تليق بها، وهذا يعود إلي أن المرحلة كانت مشغولة بما يقدمه يوسف ادريس فقط، وماعداه فهو نوع من التوابل القصصية، ولا يستحق عنده التوقف طويلا، وهذا ما أحدث خللا كبيرا في المتابعة، حيث إن مجموعة "ياقوت مطحون" تعتبر من المجموعات القصصية الفريدة في تاريخ القصة المصرية، وأصدر بعدها لطفي الخولي مجموعته الثالثة "المجانين لا يركبون القطار"، وهي مجموعة قد استفادت استفادات بالغة من الروافد الفنية الحديثة، وراحت تغزو عوالم لطفي الخولي بعض السمات الفنية الغرائبية، رغم نزوع الأحداث إلي الجذور الواقعية.
ولا أظن أن عملية عدم الالتفات الكافي إلي كتابات لطفي الخولي القصصية، هي حصيلة المناخ الذي كان استقطابيا إلي حد بعيد وفقط، ولكن لطفي الخولي نفسه كان أحد الأسباب لعدم لفت النظر إليه، إذ إن انشغالاته الجمة الأخري، وكونه أحد الكتاب الذين يمارسون الفعل السياسي اليومي والمباشر، جعله مرموقا في ذلك المجال، دون المجال الآخر، وتفاقم الحالة السياسية عند لطفي الخولي، يكاد يكون أغلق باب النقد نحو إبداعاته القصصية، ولم تصدر تلك الإبداعات، حتي بعد رحيل الرجل بسنوات كثيرة.
"لطفي الخولي كاتبا مسرحيا"
وإذا كان لطفي الخولي كان قد كتب القصة القصيرة، إلا أنه ذهب ليدق باب المسرح من زاوية القصة، حيث أنه حوّل إحدي قصصه إلي مسرحية، القصة هي "بدوي أفندي وشريكه"، أما المسرحية فهي "قهوة الملوك"،التي نشرت في كتاب، وتم عرضها علي خشبة المسرح القومي في يناير 1959، ومن أبطالها توفيق الدقن وشفيق نور الدين وسعيد أبو بكر ومحمد الدفراوي وغيرهم، وأخرجها الفنان نبيل الألفي، وجدير بالذكر أن وزارة الثقافة كانت في ذلك الوقت، وهو الوقت الذي كان يتولي فيه الدكتور ثروت عكاشة شئون الوزارة، كان يصدر عن الوزارة كتاب يتناول الموسم المسرحي بشكل كامل، فيعرض هذا الكتاب بشفافية كبيرة، تكاليف العرض، والإيرادات التي أدخلها للمسرح، وعدد الحفلات التي أقيمت له، وعدد الرواد الذين ارتادوا العرض علي مدي أيام عرضه، وكان من المدهش أن ينال عرض "قهوة الملوك" ترحيبا جماهيريا واضحا آنذاك،زتفوقت علي كل المسرحيات التي كانت معروضة في ذلك الموسم، ولم تكن تنافسها سوي مسرحية "سيما أونطة " لنعمان عاشور.
عرضت المسرحية 24 حفلا، وتردد علي العرض9072 شخصا، وكان صافي الإيرادات 1195 جنيها و876 مليما، أما المصروفات فكانت 323 جنيها و983 مليما، هذه الأرقام بالفعل كانت تتفوق علي أرقام مسرحيات أخري، وذلك لصالح "قهوة الملوك"، ورغم ذلك فإن البعض استقبل المسرحية بنقد لاذع، وعلي رأسهم أنيس منصور، الذي كتب في جريدة الأخبار في 30 يناير قائلا :"إذا كنت لم تشاهد الصفقة لتوفيق الحكيم، وزقاق المدق لنجيب محفوظ، فاذهب حالا إلي الأزبكية، فهناك مفاجأة تنتظرك، لقد اعتذر المؤلفان الاثنان وحضر عنهما لطفي الخولي ليقدم شيئا من المسرحيتين تحت عنوان قهوة الملوكالتي تنتهي بسرعة عندما يعلن الجرسون أن الملوك ليسوا سكان قصر عابدين، ولكنهم العمال ..والمؤلف يحاول أن يصوّر الفكاههة الشعبية بكل مايريد بالحركة والكلمة والموقف، ولكنها ليست شعبية قوي، ليست كسخرية نعمان عاشور وأمين غراب وأنور قزمان، وهم الذين سبقوه إلي هذا اللون وهذا المسرح، وتشعر وأنت تتفرج علي الرواية أنك في حاجة إلي قراءة النص العربي أو الأفرنجي لهذه المسرحية...".
وإذا كان موقف أنيس منصور مفهوما من اليسار، وغمزه ولمزه، فالمحير هو موقف أحمد عباس صالح، الذي هاجم المسرحية بغلظة، إذ كتب في 10 فبراير1959 بجريدة الشعب، فقال :"الفكرة علي غرابتها جميلة، وتصلح عمودا فقريا لمسرحية جيدة، ولكنها للأسف لم تعالج علاجا مسرحيا، فلقد كان الطابع العام لها هو الطابع الوصفي الاستعراضي، وهو إن كان يصلح في بعض القصص القصيرة، والتي يسميها البعض بقصة الصورة، إلا أنها تصلح للمسرح، فلم يزل الكاتب المسرحي مضطرا لاجتذاب الجمهور المربوط إلي مقعده طوال ثلاث ساعات تقريبا أن يشغله بموضوع شيق مبني علي وحدة موضوعية وحركة دائبة علي التعارض والصراع..".
وبين اليمين واليسار كتب كثيرون كتابة موضوعية، للدرجة التي استدعت واحدا من خارج النقد الفني والأدبي، وهو الأستاذ خالد محيي الدين، أطال الله في عمره، ليدخل في السجال الذي كان دائرا حول المسرحية، ويكتب مقالا رصينا ومنتصرا للمسرحية في صحيفة المساء، والتي كان يترأس تحريرها، ومن بين المقالات الموضوعية والرصينة والإيجابية، المقال النقدي، والذي يعتبر دراسة محترمة للدكتور الناقد علي الراعي في صحيفة المساء بتاريخ 28 فبراير، وفي هذه الدراسة استطاع الراعي بخبرته وثقافته الواسعة 1959 أن يحيط بالعرض ككل، ويقدم جهدا موازيا للجهد الذي بذله المؤلف والمخرج والممثلون علي خشبة المسرح،وكذلك عدّد الراعي مناطق السلب ومناطق الإيجاب بحياد نقدي نزيه، وهي عادة د.علي الراعي في مسيرته النقدية الحافلة.
وبعد أن تجاوزت المقالات والدراسات التطبيقية حول المسرحية، بين نقد إيجابي ونقد سلبي، ونقد موضوعي محايد، اضطر لطفي الخولي أن يكتب تعقيبا عاما حول ما أثاره النقاد، ونشر التعليق في صحيفة المساء بتاريخ 25 فبراير 1959، وأبدي الخولي احترامه للنقد وترحيبه به، وحق كل النقاد في إطلاق آرائهم كما يريدون، ولكنه اختص بعضهم بالتقريع الشديد قائلا :"بهذا المفهوم للنقد أتصدي لآراء النقاد، ولكني أودمن ناحية المبدأ أن أسقط من حساب النقد آراء ثلاثة فهمت النقد علي أنه مجرد ردح، وسباب واستعراض لغوي أجوف لاصطلاحات فنية، فكان أصحابها أشبه بالمفلسين الذين يعمدون إلي الشخللة ببضعة مليمات في جيوبهم ليوهموا الناس بأنهم أغنياء، وأريد أن أكون صريحا فأسمّي أصحاب هذه الآراء الثلاثة بأسمائهم، إنهم محمد دوارة وعبد الفتاح البارودي وأحمد عباس صالح، صحيح ..من حق الناقد أن يحكم علي العمل الفني بما يشاء، ولكن ماليس من حقه هو الحكم العاري من الأسباب والتحليل ..نعم ..ليس من حق أولهم الحكم علي قهوة الملوك وهو لم يشاهد منها إلا الفصل الثالث وجانبا يسيرا من الفصل الثاني، وليس من حق ثانيهم أن يسوّد ركنه شتما وسبّا بطريقة التلاعب بالألفاظ علي الحبل كالمهرجين ولاعبي الأكروبات، ثم يزعم أنه ناقد فني، وليس من حق الثالث أن يدعّي العلم ويهاجم المسرحية بكلمة أو كلمتين ويهرب من المناقشة الفنية الجادة...".
هذا الشدّ والجذب حول المسرحية، وضع لطفي الخولي علي طريق المسرح بجدارة، ودفعه لكي ينجز نصيّن آخرين، الأول هو مسرحية "القضية"،والتي تم عرضها علي خشبة المسرح القومي في 3 مايو 1962، ومن أبطالها محمد رشدي وشفيق نور الدين وسهير البابلي وحسن البارودي وعبد السلام محمد وسعيد أبو بكر وملك الجمل وغيرهم،وأخرج العرض عبد الرحمن الزرقاني، وتوالي عرض المسرحية فيما بعد في محافظات الاسكندرية وبور سعيد والسويس ورأس البر وأسوان، كما عرضت في الكويت في يناير 1963 وفي الجزائر في يوليو 1963، وحققت نجاحات كبيرة.
أما النص الثالث فهو "الأرانب"، والتي تم عرضها في 12 فبراير 1964 علي مسرح محمد فريد، ومن بين أبطالها زهرة العلي وعادل بدر الدين وفاروق نجيب وغيرهم، وأخرجها للمسرح الفنان جلال الشرقاوي، والذي كتب شهادة تحت عنوان "الأرانب ..كيف أخرجها" وجاء في تلك الشهادة :"كانت مسرحية الأرانب بالنسبة لي فرصة لتقديم كوميديا نظيفة إلي جمهورنا الواعي الذي يزداد إحساسه بالأعمال الجادة يوما بعد يوم ..كوميديا أيديولوجية تعرض لمشكلة بالغة الخطورة في مجتمعنا الشرقي، كوميديا تعتمد علي الموضوع والموقف، وليس علي النكتة اللفظية، وتنهل منابعها من الصراع بين الشخصيات لا من عناصر الإثارة"..كما كتب الناقد صبحي شفيق الذي رحل عن عالمنا مؤخرا دراسة عميقة تحت عنوان "الأرانب ..خطوة نحو المسرح المعاصر"جاء في مقدمتها :"بمسرحية الأرانب يخطو لطفي الخولي خطوة واسعة نحو المسرح المعاصر، المسرح الذي يحتضن أعقد وأرقي مستوي حضاري صنعته الانسانية ".
"لطفي الخولي والصحافة السياسية والثقافية"
إذن فإن لطفي الخولي الذي يشغل تلك المكانة العالية في تاريخ القصة القصيرة والمسرحية، وكذلك قدّم أفلاما مرموقة مثل فيلم العصفور، جذبته السياسة ومتاعبها واختلافاتها، بل وصراعاتها بشكل شبه كلي، وتقريبا تفرغ لإدارة ورئاسة تحرير مجلة الطليعة، والتي صدر عددها الأول في يناير 1965، وقدّم من خلالها مواد سياسية جديرة بالاحترام، وكذلك أنشأت المجلة قسما ثقافية في غاية الأهمية، ومن خلال المجلة برزت أسماء وكتابات ذات شأن عظيم، ولعبت دورا تثقيفيا كبيرا، كما أن المجلة أعدّت ملفا عن الأدب المصري الشاب في سبتمبر 1969، كتب فيه معظم الأسماء التي قادت الحياة الثقافية فيما بعد، مثل أمل دنقل ومحمد يوسف القعيد وجمال الغيطاني ورضوي عاشور ومحمد ابراهيم أبوسنة وعبد الحكيم قاسم ومجيد طوبيا وغيرهم، وكتب نقاد ومفكرون تقيبات تحليلية ذات ثقل فكري كبير، وكتب لطفي الخولي قراءة تأملية عميقة في ذلك الملف، كما قدمت المجلة ملفا كبيرا بعد ذلك الملف المصري، تحت عنوان "هكذا تحدث الأدباء الشباب في الوطن العربي"، ضم عددا كبيرا من الأدباء الشباب في سوريا وفلسطين واليمن والسودان، وكان من أبرز هؤلاء سعدالله ونوس ومحمد حسيب القاضي وشوقي بغدادي وعبدالعزيز المقالح وأحمد عمر شاهين وغيرهم، وكذلك كتب لطفي الخولي قراءة تحليلية لهؤلاء الشباب ورؤاهم ومستقبلهم.
وفي كتابه الصغير حجما، والكبير قيمة "حوار مع برتراند رسل وجان بول سارتر"، قدّم لطفي الخولي حوارين من أمتع الحوارات الصحفية والفكرية، ووقف علي أهم الأفكار التي وصل إليها هذان المفكران، اللذان كانا فاعلين ومؤثرين بشكل كبير في أوروبا، وكانت آنذاك القضية الفلسطينية مشتعلة، وحرجة، وكان لا بد أن يفتح الخولي ملف الصراع العربي الإسرائيلي، ويحتد علي سارتر الذي أصدر بيانا، ونشرته مجلته "الأزمنة الحديثة"، وكان الخولي يري أن هذا البيان يخدم اسرائيل، بينما كان ردّ سارتر عليه، بأن البيان مجرد دعوة لإيقاف الحرب بين الطرفين، حتي لا يشتعل العالم مرة ثالثة، والبيان من وجهة نظر سارتر هو مجرد دعوة للسلام، دون الانحياز لطرف علي حساب طرف آخر، وفي النهاية فالحواران مع رسل وسارتر، كانا من أمتع الحوارات الصحفية والسياسية والفكرية .
هذه الانشغالات والمجالات التي خاضها لطفي الخولي، جعلته في مرمي أهداف مغرضة كثيرة، حتي أن جاءت خطوة إنشاء جماعة "كوبنهاجن"، ليتم التنكيل بتاريخ الرجل، واختصاره في نقطة صغيرة جدا، ويتناسي الجميع دور لطفي الخولي المتعدد في الثقافة المصرية، ولا نريد أن نخوض في سجالات عبثية، كل مانريده أن ننظر للرجل نظرة شاملة، بعيدا عن اختصاره وتقويض دوره في مساحة ضيقة، ربما لا تصلح لكي تكون نقطة صغيرة في بحر هادر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.