صحيفة إسرائيلية تزعم أن سيناء لا يصل إليها حكم القاهرة

علقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية فى افتتاحيتها اليوم على اختطاف سائح إسرائيلى فى سيناء قبل أن يتم الإفراج عنه أمس الثلاثاء.
وقالت الصحيفة تحت عنوان "خطر فى سيناء"، إن معظم الإسرائيليين الذين يسافرون إلى سيناء فى الوقت الحالى هم من العرب الذين يعتقدون أن كونهم عرباً سيحميهم من افتراس الإرهاب لهم، على افتراض أن اليهود هم الأهداف الرئيسية ومن ثم فهم فى خطر أكبر.
لكن الصحيفة تشير إلى أن الأمر ليس بالضرورة كذلك، فسيناء مصرية اسماً وبالكاد ما يمتد حكم القاهرة إليها، فنظام محمد مرسى لديه مخاوف تتعلق بالنظام والقانون فى الداخل أكثر، وسيناء أرض خارجية تقريباً، يغيب عنها القانون تشعر فيها قبائل البدو أنها معفاة من أى اختصاصات الحكومة المركزية.
وحتى فى ماضى مصر الحديث الأكثر استقراراً، كان المقيمون فى سيناء يعتمدون على عدد من المهن غير المشروعة كمصدر لرزقهم ولم تحاسبهم أى من الأنظمة المصرية، وكانت أى محاولة للسيطرة عليهم تقابل بمعاضة عنيفة، ولم تؤثر الاتفاقيات الدولية على العصابات القبلية التى تحكم سيناء فعلياً.
وكذلك لم تتأثر أيضاً البيروقراطية المصرية بغض النظر عمن يحكم القاهرة، وتفاقم الأمر بعد وصول الإخوان المسلمين إلى السلطة والفتنة المدنية التى أصابت مصر.
فأصبحت سيناء مقراً للجماعات المرتبطة بالقاعدة والميليشيات الجهادية المتحالفة، وفتح الربيع العربى الباب أمام آفاق جديدة لقوى الإسلام المتشدد وعزز تلك التى كانت موجودة فى السابق. وأصبحت المشاعل الأجنبية التى انسحبت من مراكز السيطرة فى غزة تتوافد إلى شبه الجزيرة، وتحالفت مع عصابات البدو المسلحة، وشاركوا فى عمليات متنوعة بدءا من اختطاف السائحين وحتى تفجير خطوط الغاز، وانتشار كل أنواع النهب فى سيناء.
وتتابع الصحيفة قائلة، إن حقيقة أن جماعة الإخوان المسلمين تسيطر على مصر لا تشكل فارقا كبيرا. ففى أعين الجهاديين، حتى المتشددين الذين يحكمون القاهرة الآن كفار، ويقولون أن مرسى لا ينفذ المبادئ الإسلامية.
وختمت الصحيفة افتتاحيتها، قائلة إن مصر لا تستطيع أن تغلق حدودها نظرا لمتطلبات السياسة الخارجية، ولو اختار الإسرائيليون أن يمضوا عطلاتهم فى سيناء فعليهم أن يوقعوا استمارات على الحدود تؤكد أنهم على علم بالمخاطر ويتحملون مسئولية تخليهم عن الحذر.