جرى شحن سرداب خشبى يعود تاريخه إلى العصور الوسطى، اكتشف فى مدينة لوبيك بألمانيا إلى منشأة بالقرب من برلين فى حاويات جديدة، وتم تطويرها خصيصا ومقاومة التأثيرات المناخية من أجل الحفاظ عليه بوصفه من التراث الثقافى. هذا السرداب، البالغ مساحته نحو 52 مترا مربعا، يقال إنه الأكبر من نوعه على الإطلاق فى شمال أوروبا، والذى يرجع تاريخه إلى أواخر القرن الثانى عشر. وتم اكتشاف السرداب فى الصيف الماضى أثناء أعمال حفر ضخمة فى حى تاريخى قديم بمدينة لوبيك، والمدرج على قائمة منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ لمواقع التراث العالمى، وكانت لوبيك هى عاصمة الرابطة الهانزية لمدن أوروبا الشمالية من عام 1230 إلى عام 1535. وأوضحت دوريس مورينبرج، وهى عالمة متخصصة فى آثار مدينة لوبيك، أن السرداب الذى كان يقبع فى منطقة مستنقعات، كان سوف يجف ويتحلل فى حال تعرضه للهواء لمدة طويلة، لذا تم مبدئيا ملؤه مرة ثانية لحين اتخاذ قرار بشأن كيفية التصرف فيه. وفى مبادرة مشتركة لمعهد فراونهوفر لفيزياء البناء والمتحف الملاحى الألمانى، تم فى الأيام الأخيرة استخراج الروافد والألواح الحشبية الضخمة للسرداب، والتى يبلغ طول الواحد منها تسعة أمتار بعناية، وتم وضعها واحدة تلو الأخرى فى حاويتين يطلق عليهما "حاويات الإنقاذ البارعة للتراث الثقافى"، وإرسالها إلى مكتب ولاية براندنبرج للحفاظ على الآثار التاريخية. ووصف لارس كليم، المدير بمشروع معهد فراونهوفر لفيزياء البناء، الحاويات التى استخدمت لنقل السرداب إلى براندنبرج "بأنها تحتوى على نظام للتبريد والتدفئة ومجهزة بأرفف ونظام للمراقبة من أجل التخزين المؤقت فى ظروف مناخية مثالية للاكتشافات الأثرية، أو الكنوز الفنية المعرضة للانقراض". وقالت مورينبرج، إن السرداب سيبقى فى براندنبرج لحين يقرر الخبراء أفضل أسلوب للحفظ. وأضافت أن أكثر الأساليب شيوعا هو القيام أولا بشطف الخشب تماما بالماء، ثم نقعه فى مادة كيمائية وإزالة الرطوبة المتبقية عن طريق التجميد والتجفيف. وأوضح كليم قائلا "إنه إذا ما تم حل مشكلة التمويل وسير كل الأمور بسهولة ويسر سيتم إعادة السرداب إلى لوبيك فى عام 2015". وأضاف أن فريقه يخطط لزيادة تطوير الحاويات بحيث يمكن أن تستخدم أيضا فى تخزين حطام السفن التاريخية التى عثر عليها موقع إقامة مزارع الرياح فى بحر الشمال.