حذرت دراسة أعدها مركز أبحاث الكونجرس الأمريكى هذا الشهر حول الدعم الأمنى الأمريكى للبنان من تأثير فوز قوة 8 آذار الممثلة فى حزب الله وحركة أمل والتيار الوطنى الحر بزعامة ميشيل عون على المصالح الأمريكية فى لبنان، وأثارت تساؤلات حول صحة السياسة التى اتبعتها فى توفير الدعم الأمنى الذى بلغ منذ عام 2005 حتى الآن قرابة 500 مليون دولار للحكومة اللبنانية لمساعدتها فى مكافحة الإرهاب، وتأمين الحدود اللبنانية من تهريب الأسلحة لحزب الله والمجموعات المسلحة الأخرى فى لبنان. واستعرضت الدراسة المجالات الأمنية التى دعمتها الولاياتالمتحدة فى لبنان حيث اشتملت على تدريب القوات اللبنانية وتوفير المعدات، وإن كانت معدات غير قتالية مثل السيارات المصفحة والطائرات الناقلة للمعدات والمقاتلين، وذلك للمخاوف الأمريكية من وقوع تلك المعدات القتالية الحديثة - فى حال توفيرها- فى أيدى حزب الله لتستخدم ضد إسرائيل. وذكر التقرير أن هدف الخارجية الأمريكية من الدعم الأمنى المقدم للحكومة اللبنانية هو "تدعيم سيطرة لبنان على الجنوب ومعسكرات اللاجئين الفلسطينيين لمنع استخدامها كمراكز لمهاجمة إسرائيل". برنامج الولاياتالمتحدة العسكرى فى لبنان يهدف لتحسين قدرات القوات المسلحة اللبنانية، وتدعيم مفهوم السيطرة المدنية اللبنانية. لتعزيز السلام والأمن. الولاياتالمتحدة تنوى الاعتماد فى ذلك على ترحيب ودعوة اللبنانيين التى لم يسبق لها مثيل للسيطرة على تدفق الأسلحة. الدراسة أكدت أن متابعى الشأن اللبنانى رأوا أن السياسة الأمريكية فى لبنان من توفير للدعم الأمنى والسياسى للحكومة اللبنانية نجحت سياسياً فى جعل السعودية ودول السنة العربية وفرنسا تبذل جهودها لإحباط النفوذ الإيرانى والسورى فى لبنان عن طريق حزب الله التابع لهما، بينما منتقدو تلك السياسة رأوا أن الولاياتالمتحدة قامت بإشعال التوترات الطائفية وجعل سوريا وإيران أكثر إصراراً فى حفاظهم على نفوذهم داخل لبنان. وذكرت الدراسة المخاوف الإسرائيلية حول تلك السياسة مثل اعتراضها على صفقة بيع بعض دبابات M60 للبنان خوفاً من وقوعها فى أيدى حزب الله. وحذرت الدراسة أن الانتخابات البرلمانية اللبنانية المقرر عقدها فى 7 يونيو المقبل من أن المؤشرات تؤكد قرب فوز قوة 8 آذار على حساب الأغلبية الحاكمة حالياً فى لبنان بقيادة رئيس الوزراء السنيورة، وهى الأغلبية التى وصفها بأنها فى صراع لتحديث نفسها فى مواجهة التغيرات الإقليمية وهو ما يرشح المعارضة بقوة فى الانتخابات المقبلة، وفى حال فوز المقاومة – التى يعد حزب الله أحد أطرافها الرئيسية- سيتم مراجعة ذلك الدعم الأمنى، لأنه لا يمكن تقديم دعم يذهب إلى حكومة تمثل حزب الله ومصالحها.