سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"واشنطن بوست": نشطاء يحذرون من اتساع العنف بسبب عدم إصلاح الشرطة.. "ووتش": مرسى يعتقد أنه لا يستطيع إصلاح الأمن الآن لأنه يحتاجه.. والحداد يرد: الأمر يتطلب دعم القوى السياسية وهو ما لا يجده الرئيس
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الحوادث الأخيرة التى أظهرت عنف الشرطة سلطت الضوء على ما يقول العديد من المصريين إنه طبيعة لا تتغير فى قوات الأمن بعد عامين من الثورة الشعبية التى كانت تحمل آمالا بإجراء إصلاحات هائلة. وأضافت الصحيفة أن وزارة الداخلية التى ظلت أحد أعمدة نظام مبارك فى الانتهاكات، بما لديها من قوات مكافحة الشغب "الأمن المركزى" أصبحت بشكل متزايد علامة على القمع المتجدد تحت حكم الرئيس الإسلامى محمد مرسى حسبما يقول النشطاء والجماعات الحقوقية. وأشارت الصحيفة إلى أن حادثتين أشعلتا من جديد الاستياء الشعبى، وجعلت الجماعات الحقوقية والمحللين يحذرون من أنه لو لم يتم إصلاح الشرطة قريبا، فإن الأساليب الوحشية للداخلية من المحتمل أن تشعل مزيدا من الاشتباكات فى شكل قد يثبت أنه مزعزع للاستقرار بشكل كبير فى الوقت الذى تكافح فيه مصر لاستعادة هدوء ما قبل الثورة. إحدى هاتين القضيتين هى تلك المتعلقة بالناشط محمد الجندى عضو التيار الشعبى الذى توفى بعد تعرضه للتعذيب رغم ما قال سيد شفيق، رئيس التحقيقات فى وزارة الداخلية بأن إصابته ناجمة عن اصطدام سيارة به. وجاءت حادثة الجندى بعد يومين من سحل وتعرية وضرب حمادة صابر فى المظاهرات التى وقعت أمام قصر الاتحادية. وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس محمد مرسى كان قد تعهد خلال حملته الانتخابية بإصلاح القوات الأمنية وتحقيق العدالة لمن عانوا على أيديهم ومن بينهم 800 شخص قتلوا أثناء الثورة. إلا أن فشل مرسى فى الوفاء بالتزامه قد سلط الضوء على عقبات بدء صفحة جديدة بعد عقود من السياسات الاستبدادية. وتقول منى مكرم عبيد، عضو البرلمان الليبرالية إن الكرامة الإنسانية كانت أحد الأشياء الرئيسية التى سببت الثورة، والشعب دائما سيجد شيئا ليأكله فى مصر، والعدالة الاجتماعية ستتحقق فى نهاية المطاف، لكن الكرامة الإنسانية هى ما يتطلع إليه كل المصريين. من جانبه يقول جهاد الحداد، القيادى بجماعة الإخوان المسلمين، إن إصلاح الشرطة سيكون مهمة شاقة، وستتطلب دعم وتعاون العديد من القوى السياسية فى مصر، وهو ما لا يملكه مرسى. إلا أن المحللين يقولون إن بطء مرسى ريما يشير أيضا إلى إرادة سياسية متضائلة فى الوقت الذى يواجه فيه معارضة شعبية متزايدة لحكمه. ونقلت واشنطن بوست عن هبة مورايف، مدير منظمة هيومان رايتس ووتش الحقوقية فى مصر قولها إن الرئيس ربما يعتقد أنه لا يستطيع إصلاح الشرطة الآن لأنه يحتاج إليها. وتشير مورايف ونشطاء حقوقيون آخرون إلى أن إعلان مرسى لحالة الطوارئ فى ثلاث مدن مصرية الأسبوع الماضى قد زاد من قوة الشرطة ومنحها تفويضا لاعتقال الناس بدون اتهامات فى الوقت الذى كان من الممكن أن يؤدى الالتزام الإصلاح إلى قمع الغضب. وتؤكد مورايف على ضرورة أن يقوم الرئيس بإصلاح الشرطة وإلا فإنه سيذهب إلى نفس دائرة العنف فى التحرير وأماكن أخرى. وتحدثت الصحيفة عن تحميل الداخلية لوسائل الإعلام مسئولية تضخيم مثل هذه الحوادث إلى حد كبير وعرضها لتبدو وكأنها أخطاء منهجية، حسبما يقول شفيق. كما أشارت إلى أن وزارة الداخلية وصفت حادث حمادة صابر بأنه حادث فردى، واعتبرت أن هذا يعكس ثقافة أصبحت على نحو متزايد فى موقف دفاعى فى وجه الانتقادات العامة. وتوضح الصحيفة أن السفارة الأمريكية فى القاهرة قالت أمس الثلاثاء إنها تقدم تدريبا لقوات وزارة الداخلية بما فيها تعليمات نفى الشرطة المجتمعية والطب الشرعى وأمن الحدود إلا ان الجماعات الحقوقية تقول إن التغييرات ليست كافية فى وزارة تحتاج إلى إصلاح هيكلى واسع والتزام من القضاء المصرة بمحاسبة الشرطة وأفراد الأمن