أدانت لجنة الدفاع عن استقلال الصحافة كافة أشكال العنف، والعنف المضاد، سواء كان بالاعتداء على المنشآت، أو الأفراد، أو الحريات، أو الحقوق العامة أو الخاصة، مؤكدة حق المواطن فى حرية الرأى، خاصة فيما يجرى فى بلاده، وفما يتم تطبيقه من سياسات، مشددة على أن استمرار سياسة إرهاب الصحفيين والإعلاميين إنما هو نوع من العودة إلى الوراء، إلى نظام القمع البوليسى وزوار الفجر، وهو زمن يستحى التاريخ عن ذكره، فجدير بالسلطة أن تستحى من استدعائه بعد أن أباحت لنفسها ما حرمته على غيرها، وشرعت لسياسات الغاب، وحرضت عليها، بل ودافعت عنها باسم الشرعية. وحذرت "الدفاع عن استقلال الصحافة"، فى بيان لها اليوم السبت، من استمرار جماعات السلطة فى الهجوم المنظم على المواطنين بشكل عام، والإعلاميين بشكل خاص، والتربص بهم أفرادا وجماعات، والاعتماد على سياسة ترهيب الإعلاميين، من صحفيين ومقدمى برامج عبر القنوات المختلفة، بالاعتماد على ترهيبهم وترويعهم دون أى سند من القانون، أو مواثيق الشرف الصحفى، وتفصيل التهم عليهم، واستحضار آليات للتعامل معهم دون أى سند من قوانين الإنسانية. وأدانت اللجنة إحالة الصحفيين والإعلاميين للتحقيق تحت مزاعم ومبررات لاسند لها ولا صحة قانونية لإجراءاتها، محذرة من الاستمرار فى تلك السياسة على المجتمع بأكمله، معلنة عن تضامنها الكامل مع الصحفيين فى كافة المؤسسات، والإعلاميين فى كل الوسائل المرئية والمسموعة ضد الإحالة غير القانونية أو التعسفية للتحقيق، مؤكدة حقها فى اتخاذ كافة الإجراءات ضد كل من يخالف القانون أو يعتمد سياسة الترهيب دون وجه حق. ودعت اللجنة السلطة الحاكمة فى البلاد لإعمال القانون وإعلاء سيادته، وكفالة حقوق المواطنين، حتى لا تتحول البلاد، بفعل فاعل، إلى غابة يأكل فيها القوى الضعيف. ومن جانبه، قال بشير العدل، مقرر اللجنة، إن هناك حالة من الاستهداف من جانب القائمين على نظام الحكم فى البلاد للصحفيين والإعلاميين بشكل واضح، باعتبارهم أصحاب الرأى وقادة التنوير فى المجتمع، وأداة تبصير المواطنين بحقائق الأمور، خاصة وأن الكثيرين يعتمدون على وسائل الإعلام، بعد أن حرمتهم الأوضاع التى تشهدها البلاد من أى مشاركة، وقد بدأت تلك الحالة بهجوم منظم على وسائل الصحفيين والإعلاميين، من جانب قيادات ترى فى نفسها أنها التى تحكم البلاد بالفعل، ووجهت لهم اتهامات هم منها براء. ووصف "العدل" علاقة السلطة بالشعب، فى الوقت الحالى، بأنها تشبه إلى حد كبير علاقة فرعون بالمصريين القدماء، حينما ألغى حرية الرأى والتعبير، معتبرا أن رأيه هو الصواب، وأنه يهدى إلى سبيل الرشاد، مؤكدا أن حرية الرأى والتعبير حق أصيل للأفراد، وأنها حارس العدالة بين الشعب، مشيرا إلى أن كثرة الاتهامات والبلاغات ضد الصحفيين والإعلاميين هى خير دليل على ضعف السلطة الحاكمة فى مواجهة تحديات العصر، مؤكدا أن الصحفيين لن ترهبهم تلك البلاغات أو الممارسات القمعية، بل تزيدهم قوة فى تبصير المجتمع بما يجرى.