قلص محافظ الإسماعيلية وهى إحدى محافظات قناة السويس مدة حظر التجول الذى فرضه الرئيس المصرى محمد مرسى إلى ثلاث ساعات بدلا من تسع ساعات بدءا من أمس الأربعاء فيما اختصر مرسى زيارته إلى أوروبا الأربعاء ليتعامل مع أسوأ أعمال عنف تشهدها البلاد منذ توليه السلطة قبل سبعة أشهر. وقتل محتجان آخران بالرصاص قبل الفجر قرب ميدان التحرير فى وسط القاهرة الأربعاء، بعد يوم من تحذير وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى من أن الدولة على وشك الانهيار ما لم تنه الفصائل السياسية المعارضة لمرسى والمؤيدة له الاشتباكات فى الشوارع. وقتل أكثر من 50 شخصا فى الاحتجاجات المستمرة منذ سبعة أيام من جانب معارضى مرسى مما أثار بواعث قلق عالمية بشأن مدى قدرة الرئيس الإسلامى على استعادة الاستقرار فى أكبر الدول العربية سكانا. وفرض مرسى يوم الأحد حظرا للتجول وأعلن حالة الطوارئ لمدة 30 يوما فى مدن القناة الثلاث لكن ذلك أدى إلى استفزاز أكبر للحشود التى واصلت الاحتجاجات المستمرة على مدى أسبوع فى ذكرى مرور عامين على الإطاحة بالرئيس حسنى مبارك. وقال محافظ الإسماعيلية وهى إحدى محافظات قناة السويس التى فرضت فيها حالة الطوارىء وحظر التجول ليلا فى مطلع الأسبوع أن مدة الحظر ستخفض إلى ثلاث ساعات بدلا من تسع بدءا من اليوم الأربعاء ليبدأ سريانه من الثانية صباحا بدلا من التاسعة ليلا. ودعا مرسى الذى كان يتحدث فى برلين قبل أن يعود مسرعا ليتعامل مع الأزمة إلى إجراء حوار مع المعارضة لكن دون أن يلتزم بمطلبها بأن يضم معارضين أولا فى حكومة إنقاذ وطنى. وعندما سئل عن هذا الاقتراح رد مرسى قائلا، إن مجلس نواب جديدا هو الذى سيقرر ذلك بعد انتخابات ستجرى فى إبريل. واضطر مرسى إلى اختصار زيارته لأوروبا التى وصفت بأنها فرصة للترويج لمصر لجذب الاستثمارات الأجنبية. وتوجه إلى برلين لكنه ألغى زيارة لباريس ومن المقرر أن يعود إلى القاهرة بعد ساعات. واجتمعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مع مرسى ورددت ما يقوله زعماء غربيون آخرون طالبوه بإشراك معارضيه. وقالت ميركل فى مؤتمر صحفى مع مرسى "أحد الأمور المهمة لنا هو أن يكون خط الحوار مفتوحا دائما لكل القوى السياسية فى مصر وأن تتمكن كل القوى السياسية المختلفة من المساهمة وأن يتم الالتزام بحقوق الإنسان فى مصر" وشددت على أهمية أن "تمارس الحرية الدينية". ويتهم المعارضون مرسى بخيانة روح الثورة بالاستحواذ على قدر كبير من السلطة فى يده ويد جماعة الإخوان المسلمين التى كانت محظورة فى عهد مبارك ودفعت به إلى الرئاسة وفازت فى أكثر من جولة انتخابية منذ الإطاحة بالرئيس السابق. ويقول أنصاره إن المحتجين يريدون الإطاحة بأول رئيس ينتخب ديمقراطيا فى مصر. وحالت الاضطرابات دون عودة الاستقرار قبل انتخابات برلمانية جديدة خلال شهور مما زاد من تفاقم أزمة اقتصادية أدت إلى تراجع قيمة الجنيه فى الأسابيع القليلة الماضية. وقرب ميدان التحرير صباح الأربعاء رشق عشرات المحتجين الشرطة بالحجارة وردت الشرطة بإطلاق الغاز المسيل للدموع لكن الاشتباكات لم تستمر طويلا. وقال أحمد مصطفى (28 عاما) الذى كان يضع نظارات واقية لحماية عينيه من الغاز المسيل للدموع "مطلبنا هو ببساطة أن يرحل مرسى وأن يدع البلد وشأنها، أنه مثل مبارك تماما وأعوانه الموجودون الآن فى السجن." ودعا محمد البرادعى زعيم جبهة الإنقاذ الوطنى المعارضة لاجتماع بين الرئيس وزعماء الجبهة وأحزاب التيار الإسلامى ووزيرى الدفاع والداخلية لبحث سبل وقف العنف الذى تشهده البلاد منذ أيام وبدء حوار جاد. لكنه أعاد أيضا تأكيد الشرط المسبق للحوار وهو التزام مرسى أولا بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى. ووقعت أسوأ أعمال للعنف فى مدينة بورسعيد حيث تأجج الغضب بعد حكم محكمة يوم السبت بإحالة أوراق 21 متهما أغلبهم من سكان بورسعيد إلى المفتى تمهيدا للحكم بإعدامهم فى قضية مقتل أكثر من 70 أغلبهم من مشجعى فريق كرة القدم الأول بالنادى الأهلى القاهرى بعد مباراة بين الأهلى والمصرى البورسعيدى فى بورسعيد قبل عام. ومن المحتمل أن يكون صعود زعيم إسلامى منتخب فى القاهرة التغير الأهم الذى جلبته موجة من الاحتجاجات العربية على مدى العامين المنصرمين. وحظى مرسى بدعم من الغرب العام الماضى لدوره فى تثبيت هدنة بين إسرائيل والفلسطينيين أنهت حربا فى قطاع غزة. لكنه أتبعها بمحاولة للتعجيل بوضع دستور أشعل المعارضة فى الداخل من جديد وأثار قلقا عالميا بشأن مستقبل مصر. وانزعجت الدول الغربية هذا الشهر بسبب تسجيل فيديو ظهر لمرسى وهو يدلى بتصريحات مهينة لليهود والصهاينة عام 2010 عندما كان مسئولا بارزا فى جماعة الإخوان المسلمين. وقال وزير الخارجية الألمانى جيدو فسترفيله فى مقابلة إذاعية قبل وصول مرسى أن هذه التصريحات التى أشار فيها مرسى للصهاينة بأنهم "أحفاد القردة والخنازير...كانت غير مقبولة". وعند سؤاله عن هذه التصريحات فى مؤتمر صحفى مع ميركل كرر مرسى ما قاله من قبل بأن هذه التصريحات انتزعت من السياق وأنه ليس ضد الدين اليهودى. وقال، إنه ليس ضد اليهودية وليس ضد اليهود لكنه كان يتحدث عن ممارسات وسلوك إتباع أى دين الذين يريقون الدماء أو يهاجمون الأبرياء أو المدنيين، وأضاف أنه يدين هذا السلوك. وتابع أنه كمسلم يؤمن بدينه الذى يلزمه بالإيمان بكل الأنبياء واحترام كل الأديان واحترام حق الناس فى معتقدهم. ورفضت جبهة الإنقاذ المعارضة إلى الآن إجراء محادثات مع مرسى إلا إذا التزم بتشكيل حكومة إنقاذ تضم شخصيات من المعارضة. وقال البرادعى المدير العام السابق لوكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة والحائز على جائزة نوبل للسلام على تويتر "وقف العنف هو الأولوية وبدء حوار جاد يتطلب الالتزام بالضمانات التى طرحتها جبهة الإنقاذ وفى مقدمتها حكومة إنقاذ وطنى ولجنة لتعديل الدستور." وأيد هذه المطالب حزب النور السلفى، والتقى مسئولون من حزب النور وجبهة الإنقاذ الوطنى اليوم الأربعاء لبحث اقتراحات حزب النور فى مؤشر على تحالف غير مرجح بين منتقدين لمرسى يقفان على طرفى نقيض على الساحة السياسية فى مصر. ورفض محمد البلتاجى القيادى فى جماعة الإخوان المسلمين اقتراح تشكيل حكومة إنقاذ وطنى ووصفها بأنها محاولة من جبهة الإنقاذ الوطنى للاستيلاء على السلطة، رغم أن ممثليها هزموا فى الانتخابات. وقال فى صفحته على فيسبوك، إن خلاصة شروط جبهة الإنقاذ هى "أن نسلم قيادة هذا الوطن للمجلس الرئاسى المدنى المكون من قيادات جبهة الإنقاذ فهم أدرى من الشعب بمصلحته أى علينا أن نتوقف عن فكرة أن الشعب هو مصدر السلطات ونعلن أن جبهة الإنقاذ هى مصدر السلطات." وفى علامة على تأثير الاضطرابات فى مصر على الاقتصاد خفضت مؤسسة فيتش اليوم تصنيفها الائتمانى السيادى لمصر درجة واحدة إلى B. ويشعر زعماء القطاع الصناعى فى ألمانيا بالقلق من الاضطرابات السياسية فى مصر. وقال هانز هاينريش دريفتمان رئيس الغرفة الصناعية والتجارية الألمانية "فى اللحظة الراهنة تترقب الكثير من الشركات التطورات السياسية وتتوخى الحذر فى القيام بأى استثمارات كبيرة."