مع اقتراب دخول بطولة كأس الأمم الأفريقية المقامة حالياً فى جنوب أفريقيا، أسبوعها الأول، إلا أنها لم تحظِ بالاهتمام الكافٍٍ فى الشارع الكروى المصرى، على الرغم من حالة "التعطش" المتواجدة لدى عشاق الساحرة المستديرة فى أم الدنيا، لمتابعة مباريات كرة القدم، فى ظل توقف النشاط الكروى فى البلاد منذ مطلع فبراير الماضى، وفى الوقت الذى توقع فيه البعض بأن تمتلئ المقاهى بعشاق اللعبة، على غرار بطولة كأس الأمم الأوروبية التى أقيمت الصيف الماضى فى بولندا وأوكرانيا، مع الفارق فى المستوى بين البطولتين، إلا أنها بدت خاوية خلال فعاليات المونديال الأفريقى. غياب المنتخب الوطنى عن المشاركة فى المونديال الأفريقى للمرة الثانية على التوالى، كان سبباً رئيسياً فى عدم تسليط الضوء من جانب الرأى العام الكروى فى مصر تجاه البطولة التى تشهد مشاركة عدد من نجوم القارة السمراء على رأسهم ديدييه دروجبا، مهاجم كوت ديفوار، وأسامواه جيان، هداف غانا، ليس هذا فحسب بل الأوضاع السياسية والاقتصادية التى تشهدها البلاد فى الوقت الحالى، والذى أصبحت الشغل الشاغل للمواطن، بعيداً عن كرة القدم، بالإضافة إلى حالة الانقسام السياسى التى يشهدها الشارع ما بين مؤيد ومعارض للنظام الحاكم، وأخيراً ضعف المستوى الفنى لمباريات البطولة. ويتزامن موعد إقامة البطولة، مع العديد من المناسبات السياسية والاقتصادية التى تستعد البلاد لمشاهدتها خلال الفترة المقبلة، لعل أبرزها المظاهرات الحاشدة التى من المنتظر أن تندلع غداً الجمعة فى مختلف المحافظات، إحياءً للذكرى الثانية لأحداث ثورة "25 يناير" التى نجحت فى الإطاحة بنظام مبارك، والتى تطالب بإسقاط الدستور الذى تم الاستفتاء عليه فى ديسمبر الماضى. وأيضاً يترقب الشارع المصرى، جلسة النطق بالحكم فى قضية "مجزرة بورسعيد"، المحدد لها بعد غد السبت، بأكاديمية الشرطة، وهى القضية التى شغلت الرأى العام على مدار عام تقريباً، خاصة وأنها كانت سبباً رئيسياً فى توقف نشاط الكرة بالبلاد، وما يترتب على ضوء الأحكام الصادرة من أحداث مؤسفة قد يرتكبها جروبات الألتراس لناديى الأهلى والمصرى، حال عدم رضاهما عن الأحكام.