برلسكونى يتخلى عن مرشح ملوث بالتواطؤ مع المافيا

ضحى رئيس الوزراء الإيطالى السابق سيلفيو بيرلسكونى فى إطار خوضه صراعا شاقا لتقليص الفارق مع أبرز منافسيه من تيار يسار الوسط قبيل الانتخابات المقررة الشهر المقبل، بحليف قوى ولكنه عرضة للفضيحة، وذلك لاستمالة الناخبين الساخطين.
وتأتى الانتخابات المقررة فى 24 و25 فبراير المقبل على خلفية حالة ركود عميق ومعدل بطالة مرتفع وسلسلة من فضائح الفساد والتواطؤ مع المافيا التى غذت مشاعر الغضب ضد ما يسمى ب"طبقة" الساسة المحترفين.
مستشعراً المزاج العام، استبعد بيرلسكونى من قائمة المرشحين التى سلمها حزب شعب الحرية الذى يتزعمه فى وقت متأخر الاثنين الماضى، نيكولا كوسنتينو المتهم بالتواطؤ مع عصابة "كامورا" وهى فرع نابولى من المافيا الإيطالية.
وقال بيرلسكونى لإحدى قنواته التليفزيونية أمس الثلاثاء، "لقد كان قرارا مؤلما للغاية".
وقيل إنه بقدرة كوسنتينو والمعروف باسم "نيك امريكانو" الفوز ب30 ألف صوت فى كامبانيا، وهى واحدة من مناطق الترجيح التى يستهدفها حزب شعب الحرية أملا على الأقل فى حرمان المنافسين من فرصة الحصول على أغلبية مطلقة فى مجلس الشيوخ.
وفى وقت سابق من هذا العام، رفض البرلمان طلبا قضائيا باعتقاله، لكن كوسنتينو، الذى انتخب لأول مرة على قائمة حزب بيرلسكونى فى عام 1996 وكان واحدا من وزرائه فى الفترة من 2008 إلى 2010، يواجه خطر الذهاب إلى السجن فور انتهاء حصانته البرلمانية.
واحتفلت صحيفة ليبرو، الموالية لبيرلسكونى، بقرار استبعاد كوسنتينو من خلال نشر رسم كاريكاتورى يصور برلسكونى وكأنه "السيد نظيف" وهو شخصية إعلانية مشهورة.
ولكن صحيفة كورييرى ديلا سيرا، أكبر صحيفة يومية ايطالية، لاحظت مدى صعوبة هذا القرار نظرا لأن رئيس الوزراء السابق "مدعى عليه فى ثلاث محاكمات ويعيش فى حالة حرب دائمة مع القضاة".
واحتج كوسنتينو أمس الثلاثاء، قائلا "فى بلد متحضر يجب عليك أن تذهب إلى السجن فقط بعد أن يصدر حكم عليك.. ولو أننى اضطررت إلى ذلك لذهبت بكرامتى.. أفضل كرامتى على الحصانة"، مؤكدا أنه برىء.
وقال برلسكونى، إن كوسنتينو ضحية "قضاة مسيسون"، لكن تم استبعاده من قوائم الحزب لأن الحزب كان سيفقد الناخبين إذا ظل اسمه على أوراق الاقتراع.
وقالت صحيفة "لا ريبوبليكا" اليسارية الأسبوع الماضى، إن استطلاعا سريا تم بتكليف من بيرلسكونى كشف عن أن حزب شعب الحرية كان سيفقد "مليون ناخب" إذا ظل المرشحون المثيرون للشكوك على قوائمه.
وجرى أيضا التضحية ببرلمانيين آخرين للحزب منتهية ولايتهم نظرا لأنهم يواجهون مشكلات قانونية مثل الوزير السابق كلاوديو سكايولا ومارسيلو ديللوترى الذين يقول الادعاء إنه ينبغى أن يسجنوا لمدة سبع سنوات للتواطؤ مع المافيا.
واتخذ الحزب الديمقراطى المنتمى لتيار يسار الوسط إجراءات مماثلة الأسبوع الماضى ضد أربعة برلمانيين منتهية ولايتهم متورطين فى فضائح، أحدهم ماريلو كريسافولى والذى تم تصويره وهو يقبل أحد زعماء المافيا ولكن تمت تبرئته فى وقت لاحق من تهمة التواطؤ مع المافيا.