السوريون يواجهون أزمة اقتصادية طاحنة ونقص حاد فى الخدمات الأساسية

مع مواجهة النقص الحاد فى الوقود والانخفاض الكبير فى درجات الحرارة الذى يصل إلى الصفر أحيانا، على السوريين الآن قضاء ساعات طويلة فى طوابير كل يوم للحصول على البنزين، أو بعض أرغفة الخبز بأسعار مرتفعة، فى الوقت الذى يواجه فيه نظام الرئيس بشار الأسد صعوبات متزايدة فى توفير الخدمات الأساسية للشعب.
ويعانى الاقتصاد السورى تحت وطأة أعمال العنف والعقوبات التى استنزفت الموارد المالية للحكومة، وهو ما جعل المدن والصناعة والبنية التحتية فى حالة دمار.
وغرقت دمشق ومناطق واسعة فى جنوب البلاد فى ظلام دامس يوم أول أمس الاثنين، بعد انقطاع التيار الكهربى، وهو ما أثار مخاوف قوية من خطورة التحديات التى يواجهها النظام للاستمرار فى الحفاظ على تحريك الاقتصاد وتوفير الطعام والدفء للمواطنين.
ومع تسبب القتال فى مأزق دموى من المرجح أن يستمر لأشهر إذا لم يكن أكثر، ويبدو أن عجز الحكومة فى توفير الخدمات الأساسية سيغذى مشاعر الإحباط والغضب من الأسد، حتى بين مؤيديه الذين يرتابون بشدة من الثوار الذين يقاتلون للإطاحة به، لكن انقطاع الكهرباء كان آخر حلقة فى سلسلة الإخفاقات فى البنية التحتية، والتى يلقى النظام باللائمة فيها على من يسميهم "الإرهابيين".
وانقطعت خدمة الإنترنت ومعظم الهواتف المحمولة عدة أيام فى سوريا أواخر العام الماضى، فيما تبادل النظام والثوار الاتهامات بالتسبب فى ذلك، وخلال هذا العام هوجمت خطوط نفط وغاز ومحطات لتوليد كهرباء وأنابيب مياه.
وفى حين اعتاد سكان دمشق البالغ عددهم 2.5 مليون نسمة، على انقطاع التيار الكهربى المتكرر، كان يوم الاثنين الماضى المرة الأولى الذى يخيم فيها الظلام على العاصمة بالكامل منذ بدء الصراع فى مارس عام 2011.
وجلبت أشهر الشتاء حالة بؤس ومعاناة السوريين إلى مستويات جديدة، حيث تسببت ندرة المواد الغذائية والوقود فى اصطفاف المواطنين فى طوابير لساعات طويلة فى البرد للحصول على أبسط مقومات الحياة الأساسية، فى حين تجمد آخرون داخل منازلهم لنقص أدوات التدفئة وانقطاع الكهرباء.