بفضل الله ومنه وكرمه، كان الأزهر وما زال منارة العلم فى العالم كله، ويلزمنا أن نحافظ على هذه المكانة العظيمة، ونسعى جاهدين إلى نمائها، وازدهارها. نريد من شيخنا الجليل إعادة هيكلة التعليم الأزهرى فى جميع مراحله ومناهجه، ونريد سد العجز بالنسبة للمدرسين، فأولياء الأمور قد ضاقوا بهذا الأمر وبلغ منتهاه، فكلما ذهب ولى أمر لكى يسأل عن أبنائه، أحيانا يجد الفصل خاليا من المدرس والأطفال يلعبون ويمرحون، فإذا ما سأل ولى الأمر عن سبب عدم وجود مدرس فى الفصل يكون الجواب أن هناك عجزا فى مدرسى الأزهر على مستوى الجمهورية، وولى الأمر لا يعلم هل بالفعل هناك عجز أم أن مدير المعهد يتستر على المدرسين بالغياب؟ وهل كل مدرس يأخذ النصاب المحدد له قانونا لكى نقضى على هذا العجز الموجود فى المعاهد الأزهرية، وهل كل المدرسين يعملون بما يرضى الله؟ سواء كان هذا الأمر أى واحدة من الأمور السالفة الذكر فهذا يدل على أننا فى حاجة إلى نظرة جادة إلى المعاهد الأزهرية، وهناك أمور أخرى تتعلق بمبنى المعهد ككل. على سبيل المثال لا الحصر هناك معهد بقرية أبو غالب محافظة الجيزة إذا نظرت فيه لا تكاد تصدق أننا فى عام 2012، ما هذه المبانى القديمة، المقاعد التى يجلس عليها التلاميذ، وهى مقاعد مهلهلة لا تكاد ترى مقعدا به درج إلا القليل، فكل تلميذ يضع حقيبته خلف ظهره وهو جالس، ناهيك عن الأبواب والنوافذ المحطمة، التى لا يرضاها أحد فى بيته ولا حتى فى حظيرة طيور، ولا أريد أن أقول الأخرى. ما الذى حدث كل هذا ولا نستطيع أن نغير شيئا فالكل يقول إحنا بعد الثورة، ولو قلت سأذهب لشيخ الأزهر لأخبره بذلك يكون الجواب اذهب حتى لمحمد مرسى، هل هذا جواب إنه جواب وقح بذىء، أنا أعلم علم اليقين لو وقف أحدهم، أو وقفت إحداهن، أمام ساعى شيخ الأزهر مع كل الاحترام والتقدير لارتعدت فرائصه، وفرائصها، يجب أن يعلم كل إنسان ما له وما عليه، لكى نرتقى بأزهرنا العظيم ونتخطى الصعاب، فالعالم كله يضع نصب عينيه قيمة الأزهر التاريخية العريقة ولا نملك فى النهاية إلا أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل فهو نعم المولى ونعم النصير. * واعظ عام بالأزهر .