جمال سليمان: تجسيد الشخصيات التاريخية يثير فضولى بشرط عدم التمجيد أو الهجاء

أكد الفنان جمال سليمان أن شخصية الرئيس التونسى المخلوع زين العابدين تثير فضوله، ورغبته كممثل، لكن بشرط ألا تكون الغاية من هذا العمل تمجيد الشخص والتغاضى عن أخطائه مهما كان عظيما، ومهما كانت مكانته كبيرة عند الناس، وبالمقابل ألا تكون الغاية هى هجاء شخص ما وتجريده من كل صفاته الإنسانية مهما كان مدانا ومكروها من الناس ولأننى أفكر بهذه الطريقة اعتذرت يوما عن تمثيل شخصية أقدرها كما يقدرها ملايين الناس، وهو الرئيس الراحل جمال عبد الناصر.
وقال الفنان جمال سليمان - على صفحته على الفيس بوك ردا على اختياره لتجسيد شخصية الرئيس التونسى المخلوع فى مسلسل "الجميلة والمغامر - "سأكون سعيدا بتمثيل أى من هذه الشخصيات بشرطين اثنين الأول أن أكون مناسبا للدور، والثانى أن يكون العمل عميقا لا يكتفى بمديح هذا الزعيم أو هجائه لأن المديح والهجاء هى مهمة الفن السطحى الذى لا يبقى ولا يتحول إلى وثيقة فكرية تفيد الناس وتجعلهم يتعلمون من دروس الماضى".
وأوضح أن الزعماء عظيمهم وتافههم لعبوا أدوارا فى حياتنا أعطتها شكلها الذى
نعيشه وهم لم يأتوا من عالم الغيب بل هناك ظروف وأحوال أوجدتهم أو أوجدت البيئة المناسبة لظهورهم.
وأضاف "أحب الفن الذى لا يغرق فى شخصية الفرد بمعزل عن اللحظة التاريخية التى خلقته وبالتالى ليس عيبا أن أمثل واحدا من هؤلاء الزعماء المخلوعين أو راحلين، ولكن العيب هو أن تكون الغاية من العمل تزييف التاريخ وطمس الحقائق".
وتابع "فى كل مرة أتحدث فيها حول هذا الموضوع أتذكر الكتاب الكبار ومنهم
الدكتور وليد سيف وكتاباته الرائعة، رائعة لا بسبب الحوار البديع ولا الأحداث
المتلاحقة فقط بل بتلك الرؤية الحرة والعميقة للتاريخ وتلك الشجاعة فى تفنيد
أخطاء الشخصيات التاريخية حتى تلك التى يحبها الجمهور ويجل دورها لعل الذين شاهدوا صقر قريش يعرفون ما أقصد وأن نصوصه تجعل التمثيل متعة والمشاهدة متعة وإنها متعة الحواس والعواطف والعقل".