طالب محمد عادل عضو المكتب السياسى لحركة شباب 6 إبريل، جماعة الإخوان المسلمين فى مصر بالتراجع عن الدعوة لمظاهرات مليونية غد السبت، قائلا: "إذا لم يتراجعوا سيتحول ميدان التحرير إلى مقبرة للثورة والثوار وليس حاضنا للثورة ورمزها". وأعلنت جماعة الإخوان أول من أمس الأربعاء، تنظيم مظاهرات حاشدة غدا فى جميع أنحاء البلاد، تأييدا لقرارات الرئيس محمد مرسى الأخيرة التى تواجه احتجاجات شعبية واسعة منذ أكثر من أسبوع. وأضاف عادل، أن دعوة الإخوان وتيار الإسلام السياسى للتظاهر بمثابة إعلان حرب على الثوار، داعيا الإخوان للتوقف عن الاحتكاك بالمعتصمين فى التحرير والبحث عن ميادين أخرى لإعلان موقفهم الخاص تجاه قرارات مرسى. وقال عادل وهو قيادى بحركة 6 إبريل فى تصريحات لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن "الحركة تعلن رفضها لمسودة الدستور النهائية التى أعلن عنها أمس (الخميس)"، مؤكدا أن المسودة مرفوضة لعدم وجود أى نقاش مجتمعى حولها، والجمعية التأسيسية للدستور لم تأخذ بأى اقتراحات قدمت، سواء من الحركة أو من القوى الوطنية. وأضاف: "لا يوجد توافق وطنى حول التأسيسية بعد أن تحولت لجمعية إسلامية، وليست جمعية وطنية تشمل كل التيارات السياسية"، لافتا إلى أن التأسيسية أصبحت جزءا من نظام الرئيس مرسى وليست جمعية تبحث عن توافق وطنى وبناء دستور وطنى. وتابع: "إن ما حدث فى التأسيسية أمس من التصويت السريع على المسودة النهائية يسقط عنها صفة الجمعية الوطنية، ويؤكد أنها أصبحت تدار بأوامر مؤسسة الرئاسة لطبخ دستور يخرج الرئيس مرسى من الأزمة السياسية الحالية التى ورط فيها"، مشيرا إلى أن الجمعية التأسيسية لم تأخذ أى اقتراحات من أى مبادرات بما فيها مبادرة 6 أبريل ومبادرة العمال والفلاحين. وكان أحمد ماهر، عضو الحركة داخل التأسيسية، قد أعلن انسحابه منها اعتراضا على سيطرة تيار الإسلام السياسى عليها، و"سلق الدستور" وتقديم نصوص ركيكة وناقصة سوف تضر بمصالح مصر والمصريين. وأوضح عادل أن المشهد السياسى فى مصر الآن متأزم، وسنصل إلى طريق مسدود لو لم يكن هناك توافق وطني، مؤكدا أن العناد سوف يدخل البلاد فى مرحلة سياسية مظلمة من اللاتفاهم والعنف المضاد بين التيارات السياسية لن نخرج منه، خاصة لو وقعت اشتباكات غد السبت فى مليونية الإخوان، قائلا: "معنى وجود دم ما بين التيارات السياسية أنه لن يوجد مخرج خلال الفترة المقبلة للتوحد على موقف سياسى واحد". وقال عادل، إن المخرج مما يحدث الآن أن يقدم الجميع تنازلات، وأن يجلسوا للتحاور من أجل إيجاد مخرج، وأن يكون هناك توافق وطنى حول كل شىء موجود وليس بحثا عن المصالح السياسية والشخصية. ودعا عادل، الرئيس مرسى إلى التراجع عن بعض قراراته الأخيرة، وفكرة تخيير المصريين ما بين قبول الإعلان الدستورى أو مسودة الدستور، فكرة خطأ وستصل بمصر على طريق مسدود، قائلا: "إن الموقف الذى أعلنه الإخوان للخيار ما بين الاستفتاء على دستور معد مسبقا ومرفوض مبدئيا، أو القبول بالإعلان الدستورى المكمل مؤقتا هو دعوة لاستمرار الأزمة السياسية الحالية وتصعيدها لشق الصف الثورى والوطنى، ودعوة للفوضى والتشتت". وأكد القيادى بحركة 6 أبريل أن الحركة ستواصل اعتصامها فى ميدان التحرير التى بدأته قبل أسبوع لرفض الإعلان الدستورى الأخير، ورفض تحصين مجلس الشورى (الغرفة الثانية للبرلمان) والجمعية التأسيسية لكتابة الدستور من الملاحقة القضائية، لافتا إلى أن الحركة مع إقالة النائب العام المصرى السابق المستشار عبد المجيد محمود، لكن ليست مع منح الرئيس صلاحيات مطلقة. وفيما يتعلق بأن الحركة تؤيد كل قرارات جماعة الإخوان، قال عادل: "القول بتأييد الحركة لكل قرارات الإخوان غير مقبول.. فنحن حركة وطنية وجماعة ضغط سياسى، إن أصلح الإخوان سنقول لهم وفقتم فى خطواتكم، وإن أخطأوا نقومهم". وكانت حركة 6 أبريل قد دعمت مرسى فى انتخابات الرئاسة ضد المرشح السابق الفريق أحمد شفيق. ولعبت حركة 6 إبريل دورا بارزا فى الإعداد لثورة 25 يناير، وتصدرت المشهد السياسى خلال السنوات الأخيرة.