الوفد المصرى يزور موقع تصوير مسلسل يوسف الصديق، ومريم العذراء.. العوامرى: الديكور الفرعونى "ردىء" ولو عُرِضَ علينا صنعه لأخرجناه فى أجمل صورة لأنه يعبر عن حضارتنا.. وصابر: ديكور "كنعان" بنى بمهارة وفن

زار الوفد السينمائى المصرى، خلال رحلته إلى إيران، قبل عدة أيام للتعرف على كيفية صناعة السينما الإيرانية، عددا من المدن السينمائية الإيرانية على رأسها مدينة "غزالى"، التى صور فيها مشاهد فيلم ومسلسل "مريم العذراء"، ومدينة "الدفاع المقدس"، التى صور فيها مسلسل "يوسف الصديق"، الذى كان بمثابة نافذة المشاهد المصرى إلى الفن الإيرانى، ولاقى بالفعل نجاحًا كبيرًا فى الشارع المصرى.
وقام الوفد بتفقد مواقع التصوير فى مدينة الدفاع المقدس، التى بنيت بالأساس لتصوير الأفلام الحربية وتحديدا تلك التى ترصد الحرب العراقية الإيرانية، ولكنها بعد ذلك تحولت لتصوير الأفلام التاريخية والدينية، وتم تصوير فيها لاحقا المسلسل الإيرانى يوسف الصديق، وهو أكبر مسلسل إيرانى تم عرضه فى العالم العربى، وكان آخر فيلم أنتج عن الحرب العراقية الإيرانية لم يكن عن الحرب، إنما كان قضية اجتماعية عن الحرب ذاتها وتأثيرها على الأمتين المسلمتين، وحصل على جائزة "الملكة"، وتم تصويره بالمدينة نفسها.
تساءل أعضاء الوفد، الذى يضم نخبة من السينمائيين ونقباء المهن التمثيلية والسينمائية والمخرجين والمنتجين والموسيقيين، عن مدة إنتاج المسلسل، وقال جعفر سعدى، إنه أخذ قرابة الثلاثة أعوام للتحضير لإنتاجه وكتابة النص، لافتا إلى أن فريقا إيرانيا جاء إلى مصر ليزور الأماكن التاريخية ليصنعوا الديكور الفرعونى.
ويرجع طول المدة، التى استغرقها المسلسل إلى أن الأعمال التاريخية والدينية فى إيران يجب أن يتم التشاور عليها مع علماء الدين والتاريخ لتحرى الدقة واستشارة خبراء الديكور، وتم اختيار هذا المكان تحديدا لأنه قرب نهر يشبه نهر النيل يسمى "ماشا فويه"، وصمم الديكور الفرعونى مصمم الديكور الإيرانى أمير فخرى.
وعن الديكور الفرعونى، قال فوزى العوامرى، مصمم الديكور، الذى صاحب الوفد، إن مصممى الديكور ليسوا ماهرين وهناك رداءة فى الصنع وعلى ما يبدو اختار المنتج أناسا رخيصة وبخيسة الأجر لم يستطيعوا نقل الصورة كما ينبغى، وهناك أخطاء فى النسب وأحجام التماثيل والمسلّات، وأوكل هذا العمل إلى أشخاص يكادون يكونون منعدمى الكفاءة.
وأضاف قائلا: الديكور لا يصلح ولا يعبر عن الفن المصرى، وحتى لم يرتق إلى مستوى الفن البدائى.
وأضاف "لو عُرِضَ على مصر المشاركة فى العمل لصناعة الديكور الفرعونى لكنا ضحينا بالكثير لبنائه وإخراجه على أجمل صورة لأنه يعبر عن حضارتنا".
وقال وائل صابر، إن التصوير أنقذ عدم جودة الديكور الفرعونى، مؤكدًا أنه لا يشبه الواقع فى مصر، بل ولم يقترب منه، لافتا إلى أن هناك اختلافا كبيرا بين الديكور الفرعونى، وبين ديكور مدينة "كنعان"، التى بنيت بشىء من المهارة والفن، ولا ينبغى المقارنة بينهما.
كما زار الوفد الجزء الخاص بكنعان والأكواخ التى تم تصوير فيها النبى يعقوب، والعبرانيين وهى مبنية على جبل، وأبدى الكثيرين انبهارهم بها وخاصة بالأكواخ المبنية بطريقة خاصة كى تضاء بنور النهار.
وقال العوامرى، هناك فرق كبير بين الديكور الفرعونى وديكور الجزء الخاص بكنعان فقد بنيت بالطوب اللبن والطين حتى يتسنى للمخرج اللعب بالأضواء.
كما زار الوفد مدينة "غزالى"، والتى بنى فيها مواقع تصوير فيلم ومسلسل مريم العذراء، وعبروا عن إعجابهم الشديد بالمساحة، التى بنى عليها، ويوجد بالمدينة محاكاة لشوارع طهران القديمة قبل 85 عامًا، أى قبل الثورة كشارع "لاله زار" وميدان "توب خانه" جنوب هذا الشارع وقصر رضا خان شاه إيران لقديم والد رضا بهلوى وتمثاله، وتم تصوير العديد من الأفلام لإيرانية بالمدينة، وبنيت هذه المدينة قبل عشرة أعوام.