يتناسى الكثير- عن عمد - ما قام به الإعلام المصرى الشريف من صحف ومواقع إخبارية وبرامج توك شو من تمهيد للثورة المصرية الشعبية فى 25 يناير وإشعال لجذوة الرفض الشعبى العام لدولة الفساد الكبرى فى عهد مبارك وحلفائه من رجال الأعمال والمعارضة المستأنسة والمدعية والمتواطئة بعقدها لصفقات لدخول أعضائها البرلمان بنسب متفق عليها!. يتناسى الكثير ذلك ويستغلون آفة مجتمعنا من ضعف الذاكرة القريبة والبعيدة أحيانا،، يتناسون المرشد عندما وصف مبارك بأنه أب لكل المصريين والمرشد السابق عندما تجرأ ووصف مصر ب (طز) الشهيرة!. يتناسون المعارض الصادق عبد الحليم قنديل عندما سحل وجرد من ملابسه لأنه جهر بالحق أمام سلطان جائر وهو بالمصادفة إعلامى تكال له الاتهامات ويخون من نظام مرسى الثورى الإخوانى الإرشادى بينما كان السيد النائب محمد مرسى - آنذاك - يعتبر المتهم المدان زكريا عزمى من رموز مصر التى لا يجب أن ينافسها أحد فى انتخابات البرلمان! ! ! يريد النظام الحاكم الآن إعلام جميل مطيع مهادن خانع يتعامى عن الفساد والظلم الاجتماعى والفشل الواضح فى إدارة الدولة. الإعلام المطلوب الآن هو التهليل والتكبير لنقص الوقود يوميا ووصول أنبوبة الغاز ل"خمسين" جنيها مصريا فقط لا غير! الإعلام الوطنى المطلوب هو التهليل والتكبير لجنون الأسعار وضياع هيبة الدولة وقطع أرزاق الناس بغلق محالهم بدون بدائل للدخل، المطلوب من الإعلام الآن التكبير والتهليل للخطب التى نحيا بها كل أسبوع أو أقل والتى أطعمتنا وسقتنا وشفت المرضى! الإعلام المطلوب الآن هو التغنى بشجاعة وعزيمة وجسارة وبطولة كلاب السيد محافظ كفر الشيخ وهى تفرق المتظاهرين بعد ثورة! لا ضير أنهم رفضوا أن يشاركوا فيها فى بدايتها وأدانوا من قام بها وتفاوضوا مع الراحل عمر سليمان لإنهائها ثم جنوا ثمارها! الإعلام المطلوب الآن هو من يتغاضى عن ضياع سيناء ساعة بعد أخرى. يريدون إعلاماً يهلل لفيل ملك الزمان كما فى رائعة سعد الله ونوس، وفيل هذا الزمان جماعة وحزب وشيع كل بما لديهم فرحون. فيل ونوس كان لملك أطلق فيلا اشتراه لنجله الصغير ليعبث به ويلهو فإذا به يعيث فسادا فى الوطن ويخرب ويدمر فيتشجع الناس للشكوى لملك الزمان من فساد الفيل، فإذا بكلاب ملك الزمان وخيله ورجله ترهب الناس فيهللون لفيل ملك الزمان ويطالبون بأفيال أخرى!! هذا هو المطلوب من إعلام ملك الزمان!