هل فكرت فى يوم من الأيام وأنت تلقى زجاجة دواء لم تنتهِ بعد، أن هناك شخصاً ربما فى أقصى مصر يتضرع الألم بحثاً عن هذا العلاج دون أن يجده ربما لأسباب مادية أو لعدم توفره مثلما كنت تبحث عنه أنت قبل الشفاء؟ هكذا يحكى محمد توماس، أحد أعضاء جمعية نوبة الخير، وهو يتحدث عن حملة "دواء" التى أطلقتها الجمعية فى القاهرة مع جمعية بصمة خير نوبية بالإسكندرية وجمعية الواحة لتنمية المجتمع بنصر النوبة وتهدف إلى جمع الدواء الزائد وتوزيعه على المرضى الفقراء بقرى النوبة. على أرض أم الدنيا، وعروس البحر المتوسط بدأ شباب النوبة ينتشرون، بابتسامتهم السمراء الساحرة، وحلمهم فى دعم أهاليهم فى أقصى الصعيد، ليذكروا المصريين بقرى ربما لا يعرف معظمنا أسمائها، وربما لم توضع بعد على أجنده النهضة، ولم تصل لها ولو أبسط الخدمات التى توفر حياة كريمة، على أمل أن يصلوا لهم فى رابع يوم العيد "بعيدية" من نوع خاص تزيح آلام المرض من على عاتق الكثير منهم. ويقول توماس ضاحكاً،" الدواء المرة دى مفيهوش سم قاتل زى ما بيقولوا"، الدواء ده هيكون مساعدة للمحتاج يعنى" حسنة" وشفاء للمريض" حسنة ثانية"، تخيل أنت بقى لو كمان المريض المحتاج وهو فى عز ألمه واحتياجه للدواء يدعى ليك لما تفرحه أنت بالدواء ده. نوبة الخير وبصمة خير سيتجمعون فى رحلة "قطار مخصوص النوبة" والذى يتجمع فيه أهل النوبة كل عيد، متجهين إلى أهاليهم فى أقصى الصعيد, لتلتقى الجمعيات فى نهاية الرحلة بجمعية الواحة لتنمية المجتمع بنصر النوبة ليبدأوا هناك رحلة جديدة من الزيارات وتوزيع الأدوية على المستوصفات، والعيادات, والمرضى.