بسبب عدم تحقيق تقدم بارز فى النزاعات بالعالم تبدو جائزة نوبل للسلام لعام 2012، التى تمنح الجمعة فى أوسلو مفتوحة على كل الاحتمالات، حيث تتجه الأنظار نحو مجال حماية الحريات فى أوروبا الشرقية أو الربيع العربى. وتتنوع الخيارات من باحث فى العمل المناهض للعنف وناشطين روس أو من بيلاروسيا فى مجال حقوق الإنسان، لكن بدون ظهور مرشح يعتبر الأوفر حظا فى نيل الجائزة. وقال يان إيجلاند مدير منظمة هيومن رايتس ووتش فى أوروبا أن "الربيع العربى أو بالأحرى الخريف العربى لا يزال يهيمن على الأحداث، والجديد فى الأمر أنه كان يحمل الأمل حين منحنا الجائزة السنة الماضية، لكن اليوم يشكل مصدر استياء". وفى العام 2011 منحت جائزة نوبل للسلام كتحية لحركة الاحتجاج فى العالم العربى، لليمنية توكل كرمان إلى جانب ليبيريتين اثنتين، هما الرئيسة إيلين جونسون سيرليف وليما جبويى. لكن هذه الحركة شهدت منذ ذلك الحين الكثير من خيبات الآمل مع مواجهات بين ميليشيات فى ليبيا ونزاع دموى مستمر فى سوريا ومخاوف على حقوق الإنسان فى مصر وتونس. وقال إيجلاند: "يمكن مع ذلك تكريم هؤلاء الذين يناضلون من أجل تغيير ديمقراطى سلمى فى الشرق الأوسط أو الذين يعملون من أجل الحوار بين الأديان فى فترة نشهد فيها استقطابا خطيرا جدا"، لكن مع وجود 231 مرشحا لا تكشف هوياتهم عادة، فإن القيام بتوقعات يعتبر أمرا غير مضمون. ويرى كريستيان برج هاربفيكن مدير معهد الأبحاث حول السلام فى أوسلو أن لجنة نوبل النرويجية يمكن أن تكرم الأمريكى جين شارب "الذى يعتبر على الأرجح أهم محلل فى أساليب المقاومة بدون عنف"، وكتابه حول الحراك السلمى الذى كان مصدر وحى فى حركات احتجاج من ساحة تيان انمين فى بكين إلى ميدان التحرير فى القاهرة، لا يزال يحقق رواجا كبيرا. ومن الأسماء المتداولة أيضا الناشطة الأفغانية فى مجال حقوق الإنسان سيما سمار، والقبطية التى تساعد المحرومين فى مصر ماجى جبران الملقبة ب"الأم تيريزا" المصرية. إلا أن أسلى سفين المؤرخ فى نوبل اعتبر أن "منح جائزة السلام إلى قبطية الآن يعنى صب الزيت على النار" فى إشارة الى أعمال العنف التى خلفها فيلم "براءة المسلمين" المسىء للإسلام الذى أنتجه قبطى فى الولاياتالمتحدة. وأضاف أن لجنة نوبل يمكن أن تكرم المدافع البيلاروسى عن حقوق الإنسان اليس بيلياتسكى المسجون بعد محاكمة اعتبرها الاتحاد الأوروبى "سياسية" أو الروسية ليودميلا الكسيفا رئيسة منظمة غير حكومية مدافعة عن الحريات. وشهدت روسيا وبيلاروسيا اللتان تقيمان علاقات وثيقة، فى الأشهر الماضية انتخابات أتاحت تعزيز سلطة الرئيس البيلاروسى السلطوى الكسندر لوكاشنكو وعودة فلاديمير بوتين الى السلطة. وقال هاربفيكن إنه فى روسيا حيث تتعرض الحريات لضغوط هناك مرشحون آخرون مثل منظمة ميموريال غير الحكومية وإحدى شخصياتها الأساسية سفيتلانا جانوشكينا أو حتى إذاعة صدى موسكو ورئيس تحريرها السكى فينديكتوف. لكن البعض يشككون فى قدرة رئيس لجنة نوبل ثوربيون ياجلاند على تحدى دولة سيكون عليه التعايش معها بصفته أمينا عاما لمجلس أوروبا. ويجرى التداول بأسماء أخرى فى أوسلو مثل المستشار الألمانى السابق هلموت كول مهندس الوحدة الأوروبية المهددة والكوبيين أوسكار إيلياس بيسكى ويوانى سانشيز أو الأسقف المكسيكى خوسيه راوول فيرا لوبيز ومسئولين دينيين نيجيريين ومنفذى الإصلاحات فى بورما. وستكشف هوية الفائز بجائزة نوبل أو الفائزين الجمعة عند الساعة 11,00 (9,00 تج)، والجائزة هى دبلوم وميدالية وشيك بقيمة 8 ملايين كورون (930 ألف يورو)، وتسلم فى 10 ديسمبر. وفاز الأمريكيان روبرت ليفكوفيتز وبريان كوبيلكا الأربعاء بجائزة نوبل للكيمياء 2012 لأعمالهما الريادية حول تفاعل مستقبلات موصولة ببروتينات جى وهى خلايا تسمح للإنسان بالتكيف مع بيئته على ما أعلنت لجنة نوبل. وأوضحت الأكاديمية الملكية السويدية للعلوم قائلة: "جسمنا نظاما يحوى تفاعلات منظمة بدقة عالية جدا بين مليارات الخلايا، وكل خلية تحوى مستقبلات متناهية الصغر تسمح لها بتحسس بيئتها والتكيف تاليا مع أوضاع جديدة". وقد كافأت اللجنة العالمين لاكتشافاتهما حول "طريقة العمل الداخلية لمجموعة كبيرة" من المستقبلات وهى المستقبلات الموصولة ببروتينات جى التى تسمح للخلايا "بالتكيف مع أوضاع جديدة" على ما أضافت الأكاديمية. ومن هو الأكبر سنا بين الفائزين بجائزة نوبل؟ أو أصغرهم؟ وكم هو عدد النساء الفائزات؟ فى ما يلى بعض الردود على هذه الأسئلة بحسب مؤسسة نوبل: - رقم قياسى لجائزة نوبل: سجل العام 2011 رقما قياسيا فى عدد المرشحين لجائزة نوبل للسلام مع 241 مرشحا. ومن بين الأسماء هناك 53 منظمة. وباستثناء الفائزين، لن يتم الكشف عن هذه الأسماء إلا بعد خمسين عاما. - رفض تسلم جائزة نوبل: رفض فائزان تسلم جائزتيهما وهما الفرنسى جان بول سارتر الذى رفض تسلم جائزة نوبل للآداب سنة 1964 ورئيس الحكومة الفيتنامى لو دوك تو الذى رفض تقاسم جائزة نوبل للسلام فى العام 1973 مع وزير الخارجية الأمريكية هنرى كيسينجر. من جهة أخرى منع أدولف هتلر ثلاثة فائزين ألمان من تسلم جوائزهم وهم ريتشارد كوهن (كيمياء 1938) وأدولف بوتينانت (كيمياء 1939) وجيرهارد دوماك (طب 1939). كما أن الحكومة السوفياتية أجبرت بوريس باسترناك على رفض جائزة نوبل للأدب سنة 1958. - جائزة نوبل لمسجونين: ثلاثة فائزين بجوائز نوبل كانوا فى السجن لحظة إعلان فوزهم وهم المناضل من أجل السلام والصحافى الألمانى كارل فون اوسييتزكى (1935) والمعارضة البورمية آونع سان سو تشى (1991) والمنشق الصينى ليو شياوبو (2010). وقد توجهت اونج سان سو تشى فى يونيو 2012 إلى أوسلو، حيث تمكنت أخيرا من إلقاء خطاب قبولها الجائزة بعد أكثر من عشرين عاما على منحها إياها. - جائزة نوبل للأكبر سنا: فى سن التسعين كان الأمريكى من أصل روسى ليونيد هورويكس الحائز جائزة نوبل للاقتصاد سنة 2007 الفائز الأكبر سنا عند تسليم جوائز نوبل. وقد توفى فى يونيو 2008 أى بعد أشهر قليلة من تسلمه جائزته. وفى السنة نفسها، نالت الأديبة البريطانية دوريس ليسينج جائزة نوبل للأدب فى سن ال 87. - أصغر فائز بجائزة نوبل: البريطانى لورنس براغ هو الفائز الأصغر بجائزة نوبل. فقد تشارك فى سن ال25 جائزة نوبل للفيزياء سنة 1915 مع والده وليام. - الفائزون بجائزة نوبل فوق سن المائة: تعتبر الإيطالية ريتا ليفى مونتالتشينى الحائزة على جائزة نوبل للطب سنة 1986 الفائزة الأكبر سنا (103 عاما) والمعمرة الوحيدة التى لا تزال على قيد الحياة. وقد كرمت لاكتشافاتها المتعلقة بعوامل النمو. - جائزة نوبل فى العائلة الواحدة: تتمتع عائلة كورى الفرنسية بتاريخ حافل بجوائز نوبل. فسنة 1903، حاز الثنائى بيار ومارى كورى جائزة نوبل للفيزياء. وسنة 1911 حازت مارى كورى وهى المرأة الأولى التى تفوز بجائزة نوبل، جائزة جديدة فى مجال آخر هو الكيمياء فأصبحت المرأة الوحيدة التى تتسلم جائزتين. وسنة 1935، فازت ابنتها ايرين جوليو كورى وزوجها فريديريك جوليو بجائزة نوبل للكيمياء. وتزوجت شقيقة ايرين الصغرى إيف كورى من هنرى ريتشاردسون لابويس الذى استلم سنة 1965 وبصفته مدير اليونيسف جائزة نوبل للسلام باسم هذه الوكالة التابعة للأمم المتحدة. - جائزة نوبل والمرأة: 44 امرأة بينهم مارى كورى الفائزة مرتين، من أصل 786 رجلا، فزن بجوائز نوبل منذ إطلاقها سنة 1901. ولم تفز امرأة بجائزة نوبل للاقتصاد قبل العام 2009 عندما نالت الأمريكية ايلينور أوستروم هذه الجائزة. أما جائزة نوبل للفيزياء فمنحت لامرأتين فقط مقابل 188 رجلا فيما لم تفز أية امرأة بهذه الجائزة منذ 1963. - لغات جائزة نوبل: احتلت اللغة الانجليزية المرتبة الأولى على لائحة اللغات المعتمدة فى الأعمال الأدبية الحائزة جائزة نوبل للآداب مع 26 جائزة، تبعتها الفرنسية والألمانية (13) والأسبانية (11) والسويدية (7) والإيطالية (6) والروسية (5) والبولندية (4) والنرويجية والدنماركية (3) واليونانية واليابانية (2). أما العربية والصينية، بين لغات أخرى، فهى ممثلة بفائز واحد لكل منها. وهذه الأرقام مصدرها الموقع الرسمى لمؤسسة نوبل.