انتقدت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية خطاب المرشح الجمهورى فى الانتخابات الرئاسية الأمريكية ميت رومنى حول رؤيته للسياسة الخارجية لبلاده، وقالت إنه كان مليئا بالانتقادات الموجهة لسياسة منافسه الديمقراطى الرئيس باراك أوباما، وخاصة تعامله مع ثورات الشرق الأوسط، بينما لم يكشف عن ملامح استراتيجيته الخاصة. وكان رومنى قد اتهم أوباما بتفويت فرصة تاريخية بفشله فى تقديم دعم أكبر للقوى الليبرالية ضد الحكام المستبدين والمتشددين الإسلاميين. وقال إن مسئولية الرئيس أن يستخدم قوة أمريكا العظمى لإعادة تشكيل التاريخ وليس القيادة من الخلق وترك مصير أمريكا تحت رحمة الأحداث. وتمضى الصحيفة قائلة إن هذا التحليل لسياسات أوباما يتفق معه الكثير من الأمريكيين، فقد كان الرئيس حذرا للغاية وبطيئا فى دعم الليبراليين العلمانيين فى مصر ضد الإسلاميين والجيش، وترك العراق عرضة لهدم الاستقرار بالفشل فى الاتفاق مع حكومتها على وجود عسكرى أمريكى مستمر. كما أنه قاد عملية الشرق الأوسط إلى طريق مسدود من خلال عراكه الخاطئ مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، وهى النقطة التى ركز عليها رومنى. وواصلت الصحيفة انتقاداتها لسياسة أوباما فى المنطقة، ولا سيما تأييده للمبادرات الدبلوماسية التى لا فائدة منها مع سوريا، وكذلك موقفه من إيران إلا ان الصحيفة رأت أن استعداد رومنى لمواجهة هذه الإخفاقات كانت نقطة الضعف فى خطابه، وقالت إنه كان من الصعب تحديد خطوات جديدة ملموسة سيقوم بها رومنى لو تم انتخابه رئيسا لأمريكا. وختمت الصحيفة افتتاحيتها قائلة إنه من الصعب تجنب استنتاج أن رومنى مثل أوباما يتجنب تبنى تغيير أكثر قوة فى سياسة الشرق الاوسط خوفا من الناخبين القلقين من الصراعات الدولية، أو خوفا من الإنقسام بين مستشاريه.