مؤشرات السحابة السوداء تبدأ فى سماء القاهرة.. ومستشار الرئاسة لشئون البيئة يؤكد: لم تبدأ بعد.. و40% من التلوث بالقاهرة أساسه المصانع.. والتفتيش البيئى: 91 محضر مخالفة لحرق قش الأرز بالقاهرة

بالتزامن مع جولة وزير البيئة لمحافظة الشرقية المعروف عنها أنها من المحافظات المصدرة للسحابة السوداء وإعلانه أنه لن تشهد سحابة سوداء هذا العام بسبب المجهود التى تبذله الزراعة وزيادة وعى الفلاح بالقيمة الاقتصادية لقش الأرز، لاحظ أهالى القاهرة الكبرى انتشار سحابة غطت سماء القاهرة مساء أمس وأطلق البعض شائعات عن عودة السحابة السوداء فى القاهرة.
وبدوره أكد وزير الدولة لشئون البيئة الدكتور مصطفى حسين كامل أن الوزارة أعلنت الطوارئ فى قطاعات التفتيش البيئي، منذ أسبوع وحتى ثلاثة شهور مقبلة، لمواجهة السحابة السوداء، من خلال حملات تفتيش مكثفة، وعمل متابعة دورية، لنتائج الرصد البيئى لنوعية الهواء والأعمال الميدانية، للحد من نوبات تلوث الهواء الحادة، خلال اليومين الماضيين لوقف الانبعاثات التى تخرج من مصانع ومسابك قش الأرز بالمحافظات الزراعية حول القاهرة.
وكشف كامل عن أن أهم نتائج محطات رصد ملوثات الهواء لتركيزات الأتربة الصدرية العالقة، تبين من المتابعة اليومية أنها كانت فى المستوى المعتدل بمناطق القاهرة الكبرى، وذلك طبقاً لقياسات الإنذار المبكر، كما تبين من المتابعة اليومية لمداخن شركات الأسمنت والأسمدة المتصلة بالشبكة القومية لرصد الانبعاثات الصناعية بمنطقة القاهرة الكبرى، أنه تم رصد عدد 38 مدخنة، وتبين توافق 35 مدخنة فى إنبعاثات الجسيمات الصلبة الكلية، وتجاوز 3 مداخن بإحدى شركات الأسمنت، كما أظهرت صورة القمر الصناعى ظهور نقطة للحرق المكشوف فى نطاق محافظة الدقهلية مركز دكرنس.
وأضاف كامل أن العامل المؤثر الرئيسى على نوعية الهواء خلال هذه الفترة المصادر المحلية فقط (المرور – الورش الصغيرة – حرق مخلفات بلدية)، كما يتابع فرع طنطا والمنصورة التابع لجهاز شئون البيئة مواقع الحصاد التى يتم الحرق فيها للسيطرة عليها من خلال التنسيق مع وزارة الزراعة للتنويه إلى ذلك، وقد قامت وزارة البيئة باتخاذ الإجراءات القانونية حيال المخالفين.
وأعلن كامل أمس السبت أن وزارة الزراعة بدأت تفعيل دورها فى التعامل مع حرق قش الأرز من خلال منظومة توعية للفلاحين بالقيمة الاقتصادية لقش الأرز ووعد بأن محافظة الشرقية التى وصفت أنها من المحافظات الأساسية التى تصدر السحابة السوداء للقاهرة ستنحصر فيها السحابة هذا العام، وأن المنظومة التعامل مع قش الأرز تغيرت، فحيث كانت المساحة المزروعة مليون و200 ألف الآن، والآن زادت حتى وصلت 2 مليون بالمخالفة للقانون، رغم أننا لدينا أزمة مياه يعلمها الجميع.
وفى سياق متصل كشف العميد ياسر خليل رئيس الإدارة المركزية للتفتيش البيئى أن غرفة العمليات المركزية بالوزارة تلقت 60 بلاغا لحرق مخلفات زراعية بالقاهرة الكبرى والمحافظات تمت السيطرة عليها وتحرير محاضر للمخالفين، وأن الوزارة شنت عدة حملات للحد من نوبات تلوث الهواء الحادة بالتعاون مع الجهات المعنية، مضيفا أنه تم تحرير 91 مخالفة لحرق قش الأرز.
بينما قال الدكتور خالد علم الدين، مستشار الرئاسة لشئون البيئة، إن التلوث بحرق قش الأرز والمعروف إعلاميا باسم السحابة السوداء هو تلوث إضافى على التلوث الموجود بشكل أساسى الناجم عن المصانع المحيطة بالقاهرة، ويشكل نسبة 40% من نسبة التلوث، وهناك 10% نتيجة حرق المخلفات، و40% من عوادم السيارات، وال10% الباقية ملوثات جوية.
وأشار علم الدين إلى أنه لم تبدأ بعد موجة السحابة السوداء لهذا العام، حيث تظهر بقوة فى الفترة من 1 إلى 15 أكتوبر، حيث يواكب هذا التوقيت ظروف جوية معينة تساعد على تركيز الملوثات فى الجو بالقرب من سطح الأرض وهو ما يزيد نسبة التلوث، ويجعل السحابة تظهر بوضوح.
وأعرب علم الدين عن تفاؤله هذا العام فيما يخص انخفاض نسبة السحابة السوداء، نتيجة للمؤشرات المحيطة بها، مؤكدا أن ارتفاع سعر التبن الخاص بالقمح يجعل الفلاح يحتفظ بقش الأرز ليحوله إلى علف بإضافة المولاس عليه بدلا من حرقه، إضافة إلى قيام بعش شركات الأسمنت بشراء القش لاستخدامه كوقود وهو ما جعل له سعرا واستفادة من قش الأرز، وبالتالي الفلاح سيحرص على عدم حرقة والاستفادة منه اقتصاديا.