أحدث مصطلح من مصطلحات أخونة الدولة هو الذى ظهر بعد الزيارة المفاجئة التى قام بها محافظ كفر الشيخ إلى إحدى المستشفيات وهو يرتدى الجلباب، فظهر هذا المصطلح، وهو "جلببة الدولة" وقال أحدهم وهو من النخبة التى تظهر فى الفضائيات إن هذا بداية لفرض زى معين على الدولة وقد ظننته مازحا إلا أنه - وللأسف - كان جادا فيما يقول، وقد تجاوز أحد المذيعين فى انتقاده موجها كلامه إلى المحافظ، قائلا له: "أنت فاكر نفسك مين؟.. عمر بن الخطاب. وإذا عرفنا أن زيارة المحافظ سعد الحسينى كانت بعد صلاة الفجر، حيث كان يصلى بإحدى المساجد التابعة لمستشفى العبور للتأمين الصحى ويطمئن على الخدمات المقدمة بالمستشفى، ثم أتبعها بزيارة إلى المستشفى العام، هذه هى القصة باختصار ولكنها لم تمر مرور الكرام على نخبة الفضائيات والإعلام الذين يقفون من التيار الإسلامى الذى ينتمى إليه المحافظ موقف المتربص والمتصيد. وأنا هنا لا أدافع عن موقف المحافظ فقد كان من الممكن أن يتجنب هذه الهجمة غير المبررة لو أنه ارتدى زيا مناسبا أثناء زيارته المفاجئة. وتأتى هذه الهجمة فى إطار حملة منظمة يقودها الإعلام من خلال تسويق مصطلحات للجمهور مختارة بعناية وإيهام الناس بأن الأخونة تجرى على قدم وساق فى جميع مؤسسات الدولة وتكرار الحديث عن ذلك حتى يصدقه الناس وكأنه حقيقة. وإذا بحثنا عن شىء من الإنصاف نجد أن من أطلقوا هذه المصطلحات يمارسون نوعا من الإرهاب الفكرى لدى عموم الناس لأن أرض الوقع تخلو مما يزعمون فلم يسيطر الإخوان على الوزارات أو المحافظين أو الإعلام أو الصحافة أو الجيش، حيث أن تمثيلهم فى هذه المؤسسات لا يعكس ما أحرزوه فى الانتخابات النيابية والرئاسية وأن من يقف وراء هذه الحملة يريد إفشال التجربة الإسلامية بأى صورة حتى لو كانت من قبيل ترويج الإشاعات والأكاذيب. ونحن نريد من المعارضة أن تكون معارضة وطنية شريفة تقوم على الموضوعية والنقد البناء الذى يستند إلى الحقائق ذلك النقد الذى ينهض بالعملية السياسية ويقومها، ويكون بعيدا عن التجريح والتشكيك الذى يصل أحيانا إلى درجة التخوين وكفانا إطلاقا لمصطلحات براقة ولكنها تخلو من المضمون، وقد أعجبنى تعليق أحد الشباب على مواقع التواصل الاجتماعى - حين رأى دفاع بعض الفضائيات عن "صبرى نخنوخ" المتهم بقضايا البلطجة - فقال بسخرية: لا لنخنخة الدولة.