علقت صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية على قرار مصر بإعادة فتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة، وقالت إن هذا القرار له العديد من التداعيات الفورية وطويلة الأمد، إلا أن الأهم من ذلك أنه يعنى أنه لم يعد هناك حصارا أمنيا على القطاع. وأشارت الصحيفة إلى أن هذا القرار يحسن من علاقة حكام مصر بحماس، لكن يظل النفوذ الأمريكى المتمثل فى المساعدات العسكرية السنوية المقدمة لمصر عائقا أساسيا أمام تحالف الإخوان المسلمين مع الحركة الإسلامية الفلسطينية. ورأت الصحيفة أنه بمجرد فتح الحدود من جديد بين مصر وغزة، سيكون أى ادعاء بأن القطاع تحت الحصار بعيدا عن الواقع، فالغزاويون سيكونون قادرين على السفر بحرية من وإلى القطاع فى كل أيام الأسبوع، حسبما أكد مسئولو الأمن فى مصر. وأوضحت الصحيفة أن ما يعنيه هذا الأمر بالنسبة لأمن إسرائيل سيتحدد فيما بعد، وسيتوقف الأمر على مصر لضمان أن الحدود لن تستخدم فى تهريب الأسلحة والصواريخ وغيرها من الأسلحة التى يتم تهريبها من سيناء إلى غزة، والتى يستخدها الفلسطينيون فى الهجوم على جنوب إسرائيل. وتابعت الصحيفة قائلة إن مصر قامت بجهود فى إغلاق الأنفاق الحدودية، وإن كانت المؤشرات السابقة توحى بأنه بدون جهد مستمر لإغلاق الأنفاق فإنه يمكن إعادة فتحها بسهولة وتعود لخدمة حماس والجهاد الإسلامى وغيرها من المنظمات الفلسطينية فى غضون وقت قصير. ووتذهب جيروزاليم بوست إلى القول إنه خارج قضية الحدود، هناك سؤال مهم يتركز حول احتمال تحالف بين حكام غزة من حركة حماس والإخوان المسلمين الذين صعدوا إلى السلطة فى مصر.. حيث يظل العقبة الرئيسية أمام تشكيل مثل هذا التحالف هو النفوذ الأمريكى على مصر. فلو رغب الرئيس محمد مرسى فى أن تصبح جماعة الإخوان المسلمين راعية لحماس، فإنه يعلم أنه يخاطر بقطع 1.3 مليار دولار سنويا من المساعدات الأمريكية العسكرية التى تقدمها سنويا لمصر، والتى بدونها ستفقد مصر عضلاتها العسكرية، على حد زعم الصحيفة. كما أن مصر واحدة من أكبر مستوردى القمح الأمريكى فى العالم. ومن ثم، تتابع الصحيفة الإسرائيلية، وفى ظل عدم وجود بديل فى الأفق عن المساعدات الامريكية، فإن الآمال بأن تختار مصر الجديدة أن تدير حدودها مع غزة بشكل مسئول يعزز الاستقرار الإقليمى، لا أساس لها على ما يبدو، على الأقل فى الوقت الحاضر.