لما يكون موظف فى جهة حكومية بيقبض آخر الشهر مرتب خمسمائة جنيه ونحن نعلم أن هناك من الموظفين الذين يتقاضون أقل من هذا بكثير ولكن على اعتبار أن ده هو متوسط المرتبات طب لو حب يصرف المرتب هنقول هيصرف مثلا مائة جنيه للكهرباء وخمسين جنيها للمياه ومائة جنيه مواصلات ومائة جنيه مصاريف للفطار هو وأسرته على مدار الشهر على اعتبار خمسة جنيهات فى اليوم، وكمان مائة جنيه للعشاء وثلاثمائة جنيه للغذاء على اعتبار عشرة جنيهات فى اليوم وشوية نثريات نظافة سلم ومصاريف قمامة وغيرها يبقى المجموع ستمائة جنيه بدون النثريات طب كده الميزانية باظت وكده الموظف ده يعمل إيه ؟ طب ممكن نقلل المصاريف شويه. نقلل إزاى أما أحنا نسينا نحسب مصاريف التعب والمرض والأطباء وده محتاجة لميزانية أكبر من المرتب مرتين ونسينا نحسب مصاريف المساحيق وشراء الملابس ونسينا أن نحسب مدارس الأولاد ومصاريف المدارس والمدرسين الخصوصيين لأن المدرسين مبتديش حاجة فى الفصول علشان تدى دروس خصوصية وده كمان محتاج لميزانية فوق الميزانية أقصد فوق الميزانيتين مع أن أساس المرتب خمسمائة جنيه ولو حسبنا الميزانيات إللى فوق الميزانيات هنلاقى أن الموظف ده يحتاج أن يكون مرتبه على الأقل ألفا وخمسمائة جنيه طب يعمل إيه والحاجة كل يوم بتغلى وإحنا أكتر بلد عندها مواسم بتكلف شىء وشويات طب الموظف، لو أخد رشوة أقصد هدية أو فرضها على الناس هيتحول للتحقيق وهيتسجن ويضيع مستقبله هو وأسرته وبالنسبة للموظفين الذين يتقاضون مرتبات أقل من هذا بكثير ماذا يفعلون؟ يتخذون طريق الانتحار فهناك الكثير من سبقهم لهذا الطريق طب الناس ده تعيش إزاى ؟ وتصرف منين؟. ولو اتجهوا للطرق الأخرى ستحاسبهم الدولة طب متيجى نحسبها يا دولة هو الدخل إللى بيجى من المطارات والموانىء والتأمينات الاجتماعية والبنوك والبورصة والضرائب والجمارك والمستشفيات الحكومية والمصانع والمزارع وتصدير الغاز والمواصلات العامة والبترول بمشتقاته والذهب والفضة والحديد والسجائر المحلية والثروات السمكية والأسمنت ومشروع مترو الأنفاق والضرائب......... ................. وغيرهم دول بيدخلوا مليارات فوق مليارات من الجنيهات يوميا هى الفلوس ده بتروح فين؟. المسئولون هيردوا ويقولوا إحنا بنحاول أننا نسدد ديون مصر كلمة بنسمعها من زمان وحتى وقتنا هذا ورد مش هينتهى والديون ولا بتسدد ولا بتنتهى بالعكس كل يوم نسمع أن الديون على مصر بتزيد طب فين الدخل لو المسئولين خصصت الدخل إللى بيدخل مصر من قناة السويس فقط يوميا لسداد ديون مصر كنا سددنا ديون مصر من زمان. طب نحاسب الموظف الغلبان ولا نحاسب البلد والاتنين هيطلعوا فى النهاية مضطريين الموظف مضطر يسرق ويرتشى ويخلص الشغل لليدفع أكتر علشان المرتب مش نافع وهذه إحدى مسببات الفوضى فى المصالح الحكومية والدولة مضطرة أنها تضيق الخناق على الشعب لتسديد الديون والاتنين كدابين أصل الموظف بيسرق علشان معندوش ضمير والدولة بتسرق علشان مفيش ضمير فتقوم الدولة تخنق الشعب علشان مش قادرة تغطى احتياجاته ونسيت أن الشعب مات من زمان. ولما حال الدولة كده إذا فماذا يفعل الموظف المطحون؟. والدولة لما بتحاسب الشعب على أخطائه وعمالة تضيق عليه الخناق يبقى المفروض أن الدولة ترفع المرتبات وتقلل الأسعار لتحسين دخل الناس علشان تعرف تحاسبهم وبدل منحاسب الموظفين الغلابة نحاسب الناس إللى بتعمل أفراح أبنائها بالملايين أو بمعنى آخر إللى بيسرقوا أموال الغلابة علشان يعرفوا يتمتعوا ونقولهم من أين لك هذا؟ (فى النهاية بلاش نحسبها أصل الغلابة ماتت من زمان من كتر مالدولة بتخنقهم فمش هتلاقى حد يحسبها).