ترفعك الكلمات إلى السماء السابعة.. تذوب الأصوات الملائكية فى بحور العشق الإلهية لتخرج لنا إبداعا من نوع خاص «يا حى يا قادر فك أسر عبدالقادر». تستحوذ حالة من الصوفية على القلوب التى تنبض بحب الله، ويختار الكاتب العبقرى المتألق عبدالرحيم كمال مبتغاه فى ساحر قلوب الدراما المصرية والعربية يحيى الفخرانى، متجاوزا خطوط الزمن على وجهه ليبهرنا كعادته بشخصية خلعت قلبى من مكانه.. تراقصت مشاعرى.. أبكتنى الكلمات وأشجتنى الآهات.. عزف منفرد تتلاعب أنامل قلم الكاتب لتتلقفها ملامح الفخرانى العفوية وكأنه لم يقرأ حرفا من القرآن.. لم يعرف من هو الله.. ولأن الله هو رب القلوب فكان «الخواجة عبدالقادر» حبيب الله. هكذا اختار آلهنا الخواجة هيلبرت السكير اليائس من كل شىء.. المحبط.. الفاشل فى أى دور يكون فيه، لكن قلبه لا يعرف كيف يكون الكره ولا ماذا يعنى، لا يوجد فى قاموس حياته البائسة الحقد على الآخرين ولا ما هو لونه، إن الله لا ينظر إلى صوركم ولكن ينظر إلى قلوبكم.. كم أنت ربى لرحيم. ولأن الفنان قيمة، هكذا أدرك العبقرى يحيى الفخرانى، فهو لم يخطُ خطوة فى حياته الفنية إلا وبصماته الصادقة والهادفة هى همه الشاغل. ورغم أننى لست كاتبة فى المجال الفنى، فإننى اعتبر الفخرانى ليس مجرد فنان بل هو حالة فنية متفردة. فى كل يوم أنتظر الخواجة عبدالقادر بلهفة الحبيب الذى ينتظر لقاء حبيبه، لكى تتفجر مشاعر الحب لكل ما هو جميل فى الدنيا، فى زمن غابت منه المحبة، وتسللت إليه أسراب الكره والتخوين. الخواجة عبدالقادر ليس مجرد مسلسل تليفزيونى رمضانى وكفى، بل هو طاقة النور فى زمن الظلام.. هو حالة تواصل إلهية مع بشر ضعيف ليرفعه الله لمرتبة أولياء الله الصالحين. الخواجة عبدالقادر لا يهمنى أن تكون شخصيته حقيقية حدثت بالفعل، لكن الأهم عندى هو هدف هذا العمل السيمفونى الرائع وما يقدمه من فكر يسمو فوق كل الأغراض.. يرقى بأحاسيس البشر إلى درجة من هم فى السماء، والحقيقة من يتابع مسلسل الخواجة عبدالقادر لا يستطيع متابعة أى مسلسل آخر.. وهذا ليس تقليلا من بعض الأعمال الأخرى، لا سمح الله، ولكن عليك إذا أردت أن تشاهد بقية مسلسلات رمضان أن تستخدم باراشوت لكى تهبط على الأرض وتعيش مع البشر العاديين.. أنا شخصيا لا أريد.. فهل أنت تريد؟