قام رجل عظيم الطلعة طيب الملامح وقد ابيض شعره وانحنى ظهره وقد بلغ السبعين من عمره ووقف بين الناس داعياً إلى الله يحثهم على حب الخير والجمال، فلما نال حديثه استحسان الناس أرادوا التعرف عليه، فذكر اسمه وقال أبلغ من العمر 9 سنوات فتعجبوا وقال أى لى 9 سنوات أدعو إلى الله فهذا هو عمرى الذى أشعر به وأعتبر ميلادى به، وهذا يعنى أننا فى حاجة لنسأل أنفسنا كم عمرنا وكم من سنوات العمر أضعناها فى اللهو واللغو والبعد عن الله وكم من سنوات العمر عشناها مع الله فعمر مع الله حياة وعمر بعيد عن الله ضياع لذلك يقول الحق تبارك وتعالى «أومن كان ميتاً فأحييناه وجعلنا له نوراً يمشى به فى الناس كمن مثله فى الظلمات ليس بخارج منها كذلك زين للكافرين ما كانوا يعملون» - الأنعام 122 - وفى الحديث الشريف قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «اغتنم خمساً قبل خمس وذكر شبابك قبل هرمك..» وكان شعار أصحاب الهمم العالية الواجبات أكثر من الأوقات، لذلك اغتنموا فترة الشباب فيما ينفع البلاد والعباد، ووظفوا هذه الطاقة فيما يسمو بهم ولقد وصف القرآن الكريم أهل الكهف بأنهم كانوا فتية فقال: «إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى» - 13 الكهف - وقال عن إبراهيم عليه السلام «قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم» - 60 الأنبياء - وقال عن يحيى عليه السلام «وآتيناه الحكم صبياً» - 12 مريم - وتولى أسامة بن زيد قيادة جيش المسلمين وهو ابن ثمانى عشرة سنة فسنوات عمرنا تحسب بما قدمنا من خير للناس ولأنفسنا أما الذين أسرفوا وأضاعوا الكثير من عمرهم فلا ييأسوا من رحمة الله «قل يا عبادى الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعاً إنه هو الغفور الرحيم» - 53 الزمر - فلنرد المظالم ونعتذر لمن أخطأنا فى حقهم ونعيد لهم الحقوق وندعو إلى الله بحب الخير والجمال. علاء الطاهر مفتاح - الأقصر