سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المرزوقى ل"سى بى سى": ظاهرة الرئيس الفرعون انتهت إلى غير رجعة.. وحمل مرسى ثقيل وأطالب الجميع بدعمه.. وأخشى ديكتاتورية الإسلاميين كما أخاف استبداد العلمانيين
قال الرئيس التونسى المنصف المرزوقى إن ملف الشهداء والجرحى التونسيين ملف هام جدا بالنسبة له، وأضاف أن المصابين يحتاجون إلى خدمات طبية من نوع خاص جدا نحرص على توفيرها لهم. وأشار إلى أن التأكد من أعداد الشهداء والجرحى أمر بالغ الصعوبة، لافتا إلى أن هناك من يتاجرون بهذا الملف، مشددا على حرصه التام على إغلاق هذا الملف بشكل يحفظ لكل أبناء الشعب التونسى حقوقهم وكرامتهم. وأكد المرزوقى فى حواره مع الإعلامى خيرى رمضان على قناة ال"سى بى سى" أنه يشفق على الدكتور محمد مرسى رئيس مصر من حجم المسئولية الكبيرة الملقاة على عاتقه، خاصة وأن الجلوس فى مقاعد المعارضة أسهل بكثير من إدارة مقاليد الحكم. وأشار إلى أن الدكتور مرسى يحتاج للمساعدة من الجميع فى تلك المرحلة، ويجب علينا جميعا أن نفرق بين انتمائه للإخوان وهى الجماعة التى ربما يختلف معها البعض، وبين مصر التى لا يمكن أن تتوقف أكثر من ذلك. وحول الأزمة السورية أوضح المرزوقى أن الحل أن يترك بشار الأسد البلاد ويتجه لأى مكان أخر حقنا للدماء، لافتا إلى أن الرئيس التونسى السابق بن على أجبر فى نهاية المطاف على ترك البلاد بطريقة مشينة، متسائلا كيف للسعوديين أن يجيروا من دنست المصاحف فى عهده، وكيف لأرض الإسلام أن تؤوى سارقا تسبب فى قتل مئات الشهداء ومئات الجرحى؟، مطالبا الرياض بسرعة تسليم الرئيس السابق لبلاده لكى تقوم بمحاكمته، داعيا السعوديين لعدم وضع الشهامة البدوية فى غير محلها. وقال المرزوقى، إن دولة القانون والمؤسسات سوف تنتصر ويجب علينا تدارك المشاكل، لافتا إلى أن النظم الاستبدادية كلفت الشعوب العربية الكثير. وأشار إلى أن الأمة العربية عظيمة على الرغم من أنها فقيرة ومحتلة مهانة لكنها تملك القدرة على التحدى، وقال المرزوقى إن موقعه كرئيس للجمهورية يضع مسئوليات كبيرة على عاتقه، لم يكن يتحملها فى مرحلة سجنه، لأنه الآن مسئول عن ملفات كثيرة. وقال إن المشكلات كبيرة والموارد محدودة والمطالب تفوق هذه الموارد وتتعدى قدرات البشر، ولفتت إلى أن المسئولية شرف كبير، لكنها باهظة الثمن فى ذات الوقت، وبالتالى ليس بالمصادفة أن يتولى أساتذة الجامعة منصب الرئاسة فى تونس ومصر على السواء. وقال المرزوقى، إن كل الأنظمة التى دمرتها الثورة فى حالة إعادة تشكل وعندما تتشكل هذه الأنظمة فى جو من الديمقراطية لابد أن يكون هناك شكل من أشكال الصراع لطول فترة الكبت وهو ما يجعلنا نشعر بالضوضاء، ولكن إذا نظرنا إلى ما وراء هذه الضوضاء نجد أن الأمور بدأت بالتشكل وأن القطار على الطريق، وأقول بكل فخر وثقة أننا بخير، ودائما يرى الشعب فى رئيس الجمهورية أنه المسئول عن كافة الملفات والمشكلات ومسئول عن حلها، قائلا: "الحلول ليست سحرية فى معالجة الأماكن الفقيرة ولكن علينا الصبر بعض الشىء"، فمشكلة الرئاسة أنها مهنة مؤقتة وليس بها ترقية وليس لك مواعيد للعمل، والرئاسة شرف كبير، ولكن الثمن الذى تدفعه باهظا. وأضاف المرزوقى أن الشعب عندما يختار فإنه يختار من ناضلوا من أجل بلده ومن لديه الخبرة والقدرة على إدارة شئون البلاد، مشددا على أن الشعوب لن تختار الجهلة أو النرجسيين أو الذين لم يدفعوا ثمنا من حياتهم. وقال إن من يشاركونه فى الحكم لا يرفعون شعار الإسلام هو الحل، لافتا إلى أنه يقبل التعامل مع المعتدلين من الإسلاميين، لأن الصراع على فرض الوجود على الشعوب من فصيل معين دائما ما تؤدى إلى الديكتاتورية، واصفا إياها بالصراعات العبثية التى يجب أن تنتهى فى الفترة القادمة. وعن طبيعة التعامل مع التيار السلفى التونسى، قال إن تونس تتسع لكل التونسيين والسياسة هى تقليص أكبر قدر من العنف ونحن مجتمعات نريد التعايش مع بعضنا البعض. وقال جلست مع السفليين فى وقت من الأوقات وأردت فتح حوار معهم لعدم تصعيد العنف، لأننا شعب يريد أن يتعايش، وأكدت للسلفيين أن الديمقراطية تقبل بكل الأحزاب، وجلست مع السلطات الأمنية وسلطات الجيش، وطلبت أن تكون المواجهة مع السلفيين فى حدود القانون وفى إطار منظومة اجتماعية واضحة. وأضاف من يقولون إن الإسلام السياسى هو الحل أقول لهم هذا رأى خاطئ، فالديمقراطية والتعددية هى أساس التقدم، والحل هو الديمقراطية، والإسلاميون طيف كبير من أردوجان وطالبان وبداخل هذا الطيف جزء وسطى، مشيرا إلى أن راشد الغنوشى رجل معتدل ينتمى إلى المذهب المالكى. وأوضح المرزوقى أن حل المشكلة السياسية هو التخلص من المعارك العبثية، وأضاف وضعنا فى تونس أسهل بكثير، لأننا أقل عدد كما أننا بلد صغير ومجتمع أكثر تجانسا، مما سهل بعض الأمور وأشفق على الدكتور مرسى لأن الحمل أكبر بكثير مما يتوقع، والوضع فى مصر أصعب. ونصح المرزوقى بأن يتم تنظيم التعايش وترك عقلية الوصاية والإقصاء من حزب معين، محذرا من دكتاتورية الإسلاميين والعلمانيين، مؤكدا أنه يرفض ليبرالية وديمقراطية الولاياتالمتحدةالأمريكية. وأكدا المرزوقى أنه اتفق مع الدكتور مرسى على رفض التدخل الأجنبى فى سوريا، والتأكيد على حق الشعب السورى فى تغيير نظامه. واختتم المرزوقى، قائلا: "إن ما يجب أن يفهمه العرب أن عهد الرئيس الفرعون الذى قادنا إلى كل المصائب فى العالم انتهى". وأضاف أن القضية بالنسبة لمصر وتونس هو توزيع السلطة التنفيذية بين رئيس الحكومة ورئيس الدولة بالكيفية التى لا يستطيع أحدهما أن يصبح ديكتاتورا، ونحن الآن مطالبون بخلق دستور للأجيال المقبلة ومهمتنا حمايتها من تكرر ظاهرة مبارك وظاهرة بن على.