أحبطت السلطات السورية محاولة مجموعة مسلحة التسلل من لبنان إلى الأراضى السورية عند معبر هرموش بريف تلكلخ فى ريف محافظة حمص، ونقلت وكالة الأنباء السورية سانا عن مصدر بالمحافظة قوله إن الجهات المختصة تصدت للمجموعة الإرهابية وتمكنت من إيقاع خسائر فى صفوفها وأجبرت بقية المسلحين على الفرار إلى داخل الأراضى اللبنانية. من جهة أخرى قال المصدر إن وحدات الهندسة فككت اليوم عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة مسلحة على الطريق الدولى حمص لبنان قرب مزرعة البرغوث فى ريف القصير بحمص، مشيرا إلى أن وزن كل عبوة يقدر بنحو 60 كج وكانتا معدتين للتفجير عن بعد. من جهتها أفاد المرصد السورى لحقوق الإنسان اليوم السبت، مقتل 30 شخصا منهم خمسة على الأقل من الجيش النظامى مع تواصل القصف على عدة مناطق وخصوصا ريف دمشق وحمص ودرعا. وقال رئيس المرصد السورى لحقوق الإنسان ببريطانيا رامى عبد الرحمن -فى تصريحات لهيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى)- إن المقاومة حق مشروع، وفى الآونة الأخيرة نشبت العديد من الاشتباكات مع القوات النظامية أسفرت عن خسائر بصفوفهم بالمناطق السورية وآخرها على الحدود السورية التركية، لكن الإعلام السورى لم يتطرق إليها . وأوضح ناشطون -فى تصريحات -أن اشتباكات وقعت بين الجيش النظامى وعناصر الجيش السورى الحر على الحدود التركية، وفى الوقت ذاته انفجرت سيارة فى منطقة حردا قضاء بريف حما وأسفرت عن مقتل مدنيين بينهم سيدتان وطفل وعنصر أمن نظامى، ومن جهة أخرى، غادر المراقبون الدوليون العاصمة السورية دمشق فى سعى للتحقق من مذبحة الترامسة، حيث صرح نشطاء المعارضة بمقتل العشرات هناك. كما ذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن عناصر حماية مديرية ناحية بصرى الشام بريف محافظة درعا تصدت لمجموعة مسلحة هاجمت المديرية، ونقلت الوكالة عن مصدر فى شرطة المحافظة أن الاشتباك أسفر عن إيقاع خسائر فادحة فى صفوف المسلحين، مشيرا إلى أنه عرف من المسلحين المقتولين قاسم البلخى وزكريا الحجين وياسين البلخى وهم مطلوبون فى العديد من الجرائم، ولم تذكر الوكالة السورية عدد القتلى فى صفوف المسلحين وما إذا كان هناك قتلى أو مصابون بين أفراد عناصر الحماية. على الصعيد ذاته ذكرت أن شاحنة مفخخة انفجرت فى محافظة حماة وسط البلاد ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين وشرطى، وقالت سانا إن المهاجم الذى كان يغطى القنبلة بالبصل، فجر شحنته الناسفة فى بلدة محردة، وقال المرصد السورى لحقوق الإنسان إن القنبلة كانت تستهدف موقعا عسكريا محليا، وذكرت سانا والمرصد أن من بين القتلى سيدتين وطفل، وأصبحت التفجيرات التى تستهدف المقار الأمنية أكثر شيوعا، حيث يسيطر على الانتفاضة المناهضة لنظام الرئيس السورى بشار الأسد حاليا متمردون يسعون للإطاحة به، ويقول نشطاء إن أكثر من سبعة عشر ألف شخص قتلوا منذ اندلاع الانتفاضة فى مارس 2011، معظمهم من المدنيين، وتقول الحكومة أن أكثر من أربعة آلاف عنصر أمنى قتلوا فى الصراع الدائر. يذكر أن لجان التنسيق المحلية المعارضة فى سوريا أعلنت مقتل 9 أشخاص اليوم (السبت) جراء عمليات عسكرية فى عموم البلاد، مشيرة إلى أن معظم القتلى سقطوا فى مدينة دوما الواقعة بريف دمشق، ذكرت ذلك هيئة الإذاعة البريطانية (بى بى سى) دون أن تشير إلى المزيد من التفاصيل فى هذا الصدد. كما واصلت عمليات القصف والاشتباكات السبت فى مختلف المناطق السورية متركزة على ريف دمشق وحمص وسط البلاد حيث قتل خمسة أشخاص، فى حين تقوم قوات الأمن النظامية باقتحام بلدة خربة غزالة فى درعا جنوبا بعد حصار وقصف عنيفين منذ الفجر، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان وناشطين. وأشار المرصد فى بيان إلى أن محافظة حمص شهدت مقتل خمسة أشخاص صباحا بينهم امرأة حامل جراء القصف على مدينة القصير فى ريف حمص، بالإضافة إلى أربعة آخرين قتلوا فى مدينة حمص، هم مدنيان، ومقاتل معارض قتل خلال اشتباكات مع القوات النظامية فى حى السلطانية، وجندى منشق نتيجة إطلاق النار والقصف الذى تتعرض له أحياء القرابيص والخالدية فى المدينة. وأضاف المرصد إلى أن خربة غزالة فى درعا تعرضت لقصف بالطيران العامودى من القوات النظامية التى تطوق البلدة باليات ثقيلة وعربات محملة بالجنود، كما شهدت بلدة الصنيمن حملة مداهمات واعتقالات فجرا طالت عددا من المواطنين. وأفاد الناشط بيان أحمد من لجان التنسيق المحلية أن "قوات الأمن والشبيحة بدأت بعد توقف القصف قبل أكثر من نصف ساعة باقتحام الحيين الغربى والشمالى للبلدة مع مداهمات وتفتيش وتكسير"، مشيرا إلى أن هذه القوات "تحرق كل بيت خال من السكان"، ولفت إلى أن اقتحام البلدة يتم "بالدبابات والشاحنات الصغيرة التى تحمل مضادات للطيران، وحافلات محملة بالشبيحة والأمن"، موضحا أن "ليس بينها عناصر من الجيش بل هى قوات أمن وشبيحة". ولفت أحمد إلى أن "الجرحى بالعشرات ولا يوجد إلا مواد إسعاف أولية". وفى ريف دمشق، قال المرصد إن "انفجارا شديدا" هز صباح السبت بلدة المليحة "تبعه إطلاق نار كثيف"، بالإضافة إلى "سماع أصوات انفجارات فى مدينة النبك فجرا، وأصوات إطلاق رصاص كثيف فى منطقة كفربطنا". وذكرت لجان التنسيق أن مزارع حرستا والقابون "تتعرض لقصف برشاشات الطيران المروحى"، وبلغت حصيلة العنف فى سوريا أمس 118 قتيلا بينهم 49 مدنيا و37 من القوات النظامية و32 من المقاتلين المعارضين، بحسب المرصد السورى لحقوق الإنسان. ويصعب التأكد من عدد القتلى من مصدر مستقل منذ توقفت الأممالمتحدة عن إحصاء الضحايا فى أواخر العام 2011، بينما يتعذر تقصى الحقائق الميدانية والأمنية بسبب القيود المفروضة على الحريات الإعلامية.