في مقابلة نُشرت أمس الأحد في صحيفة Les Echos الفرنسية، هدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بفرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية، بعد أيام قليلة من زيارته للصين، مع ذلك، شدد ماكرون على أنه ما زال يؤمن بإمكانية التوصل إلى حل تفاوضي لمعالجة العجز التجاري بين ثاني أكبر اقتصاد في العالم والاتحاد الأوروبى. أوروبا تضطر لاتخاذ تدابير صارمة خلال أشهر وقال ماكرون للصحيفة الاقتصادية الفرنسية: «أخبرتهم أنه إذا لم يتخذوا إجراءات، فسيضطر الأوروبيون إلى اتخاذ تدابير صارمة خلال الأشهر المقبلة»، وأوضح أن هذه التدابير قد تشمل فرض رسوم جمركية على المنتجات الصينية، على غرار الإجراءات التي اتخذتها الولاياتالمتحدة، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية. وتجاوز العجز التجاري للاتحاد الأوروبي مع الصين، ثاني أكبر اقتصاد عالمي بعد الولاياتالمتحدة، 300 مليار يورو (350 مليار دولار) في عام 2024، وفقاً لما ذكرته صحيفة Les Echos.
رسوم جمركية وأكد ماكرون أن الاتحاد الأوروبي لا يمكن أن يفرض السياسات التجارية، بما في ذلك الرسوم الجمركية، بشكل فردي، إذ يمثل جميع الأعضاء ال27 المفوضية الأوروبية في هذا الشأن. وأشار الرئيس الفرنسي إلى أن إيجاد توافق داخل الاتحاد بشأن الرسوم الجمركية يمثل تحدياً كبيراً، موضحاً أن ألمانيا، بصفتها قوة صناعية كبيرة في الصين، لم تتوافق تماماً بعد مع موقف فرنسا.
ماكرون: الشركات الصينية مفترسة ووصف ماكرون الشركات الصينية بأنها «مفترسة» ولها «أهداف هيمنية»، مضيفاً أن الصين تسعى لاختراق قلب النموذج الصناعي والابتكاري الأوروبي، الذي يعتمد تاريخياً على الآلات وصناعة السيارات. وأضاف أن الإجراءات الحمائية الأمريكية ساهمت في تحويل جزء كبير من المنتجات الصينية إلى أوروبا بعد أن كانت موجهة أساساً للولايات المتحدة، مما وضع الاتحاد الأوروبي في موقف حساس. وخلال زيارته للصين، شدد ماكرون على أهمية قبول استثمارات صينية مباشرة أكبر في أوروبا كجزء من جهود تقليص العجز التجاري، مع التأكيد على أنه لا يمكن السماح للشركات الصينية بالتصرف كمفترسين لتحقيق أهداف هيمنية. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى حماية القطاعات الأكثر هشاشة، مثل صناعة السيارات، مع تعزيز التنافسية الأوروبية في الوقت نفسه.