على الرغم من تكرار الحوادث المؤلمة داخل الملاعب والصالات، لا يزال اللاعب المصرى - سواء كان ناشئًا أو محترفًا - خارج مظلة التأمين الحقيقى، الذى يكفل له حماية مادية عند الإصابة أو الوفاة أسوة بما يحدث فى معظم دول العالم، الأمر الذى أعاد طرحه من جديد رحيل الطفل يوسف محمد، لاعب نادى الزهور، الذى لفظ أنفاسه الأخيرة داخل المستشفى إثر تعرضه لإغماء مفاجئ خلال مشاركته فى منافسات بطولة الجمهورية تحت 12 سنة بمجمع حمامات السباحة باستاد القاهرة الدولى. ولم تكن هي الحادثة الأولى خلال العامين الماضين حيث سبقه أحمد رفعت لاعب كرة قدم الذى سقط مغشياً عليه أثناء مباراة ثم توفّي لاحقًا في 6 يوليو 2024، ومحمد شوقي مدافع كفر الشيخ حيث انتهت به حالة إغماء وتوقف قلبه خلال إحدى المبارايات حتى لقى حتفه وتوفّى في 19 نوفمبر 2024، وأدهم محمد (بوبو) الذي لم يتجاوز 18عامًا في أثناء مباراة ودية جمعت فريقه، مركز شباب ساحة النصر، مع فريق لامبروزو على ملعب مياه الإسكندرية، بعدما تعرض اللاعب لأزمة قلبية مفاجئة أثناء المباراة في 24 يناير 2025. وبالرغم من أن قانون الرياضة يتضمن نصًا واضحًا يُلزم الأندية والهيئات بإبرام وثيقة تأمين إجبارى ضد مخاطر النشاط الرياضى، فإن هذا النص لا يزال بلا تطبيق فعلى، بينما تكتفى بعض مجالس إدارات الأندية الرياضية بوضع ملف التأمين "قيد الدراسة" دون خطوات جادة. وفيما يخص الاتحادات الرياضية المسئول الأول عن اللاعبين كشف مصدر بقطاع التأمين ل"اليوم السابع" أن لوائح شئون اللاعبين فى 23 اتحادًا رياضيًا تخلو تمامًا من أى بند يُلزم بالتأمين على اللاعبين أو الأجهزة الفنية، باستثناء اتحاد الكرة الذى يفرض تأمينًا إجباريًا بقيمة 250 ألف جنيه لكن خارج الملعب فقط، وهو ما وصفه المصدر بأنه "تأمين وهمى"، فلا يغطى الإصابات أو الوفيات داخل الملعب، حيث تكمن الخطورة الحقيقية، كما أن قيمة الوثيقة لا تتناسب مطلقًا مع عقود اللاعبين الحالية، الأمر الذى يدق جرس إنذار جديد يكشف عن فجوة خطيرة بين ما يقره القانون وما يحدث على أرض الواقع، ويطرح سؤالًا لا يحتمل التأجيل: متى يحصل اللاعب المصرى على حقه الطبيعى فى التأمين والحماية؟