منذ 3 أيام حضرت اجتماعا عقده السياسى الكبير تيسير مطر، رئيس حزب إرادة جيل في مقره بمنطقة الكورنيش، استضاف فيه مرشحي دائرة دار السلام والبساتين، وكان الحدث في حد ذاته يحمل بعدا سياسيا في غاية الأهمية، وله صداه الواسع على الدائرة بأكملها، فقد كان طريقة عملية للتعارف المباشر بين المرشحين بعضهم البعض، بدلا من الاعتماد على عبارات " بيقولوا عليه، سمعت إنه، ده من المنطقة الفلانية"، وغيرها من الاكلشيهات التي تفتقد لمعايير الصدق والثقة، فقد استطاع الاجتماع أن يقدم فرصة للمرشحين في أول أيام الدعاية الرسمية أن يتعارفوا سويا، وبعدها انتقل الاجتماع لمساحة أخرى، ربما تكون أعم وأخطر، ولو أن الأمر بيدى لعممت تلك المساحة على مصر بأكملها، وهو ضرورة دفع المرشحين والناخبين للثقة الكاملة في العملية الانتخابية، وعدم الاستسلام للجملة الكاذبة التي يرددها البعض، وهى " دول ناجحين ناجحين"، لأن الشارع وصوت الناخبين هو المقياس الأول والحقيقى لتغليب فرصة مرشح عن آخر، وهو الأمر الذى أكدت عليه في كلمتى، بأن تواجد نواب مثل النائب حشمت أبوحجر، نائب الدائرة الحالي، والمرشح المستقل في الانتخابات الحالية، وكذلك النائب السابق خالد عبد العزيز، يؤكد أن العملية الانتخابية حقيقية، وفيها أدوات واضحة يمكن الفوز بها، كما أن الاجتماع المنعقد بحضور المرشحين ممن لهم تأثير وشعبية في الدائرة، هو دليل آخر على ذلك الانطباع الذى يجب أن ينتشر في الدائرة. حاول النائب تيسير مطر، وكرر قوله بأن الانتخابات يجب أن تنطلق من الشارع، وعلى المرشحين الدفاع عن أصوات ناخبيهم، وألا يشعروا بالقلق إطلاقا من أي صور ذهنية متداولة، أو أقوال يرغب مصدريها في احباطهم، بل أنه طلب من النائب محمد تيسير مطر، بشكل واضح ومباشر، إيجاد آلية لدعم المرشحين لوجيستيا، لو تطلب الأمر ذلك، باعتبار محمد تيسير أحد أبناء الدائرة، ونائبها في البرلمان الحالي، والمرشح حاليا في القائمة الوطنية، وهو الأمر الذى تفاعل معه بعض المرشحين ممن يرغبون في توسيع أدوات انتشارهم بالدائرة، وخرج الاجتماع بنتيجة إيجابية للغاية، تؤكد تلك النتيجة أن هناك شارع انتخابى في الدائرة، يجب احترامه، والتفاعل مع مطالبه، وتقديم أدوات النجاح الواضحة، من تنظيم قبل الانتخابات، والتعامل مع الشياخات بشكل منظم، ومتابعة المندوبين على الصناديق، وكلها أدوات إجرائية يجب أن يفعلها من يريد الفوز منهم، وأن الدائرة تحمل وجها للتنافسية الحقيقية، التي يجب أن يقتنصها من وثق فيهم المواطنين المشاركين في العملية الانتخابية. وانطلاقا من كل ما ذكرناه، فإن العملية الانتخابية بكل ما فيها من تفاصيل، هي عملية تعتمد على عدة مراحل، لكن جوهرها هو المواطن، فمن يستطيع أن يدفع المواطن للنزول والمشاركة، فهو الشخص الذى سيحقق النتيجة المطلوبة، حتى لو استطاع قياس قدرته الانتخابية، ولو لم يفز، ورغم كل ما في التفاصيل من أدوات للتشويش، إلا أن هذه الانتخابات جوهرية، وفارقة، وفيها الكثير والكثير، ويمكنها فرز قيادات شعبية، وكوادر سياسية هائلة من الأحزاب والمستقلين، وممن لم يحالفهم الحظ في الفوز بالمقعد.