«المتحف الكبير».. المصريون شعب عظيم يستحق أكثر من الفرجة اليوم الموعود، افتتاح المتحف المصرى الكبير، حدث يفتخر المصريون به، ويشعرون بالسعادة وهم يحتفلون بالحدث، ويتسابقون فى توظيف الفكاهة والبهجة للاحتفال، ويشركون الأجداد ويتشاركون المشاهد، والإفيهات، التى تكسر كل الإيهام وتخلط بين المعاصرة والحضارة. نحن أمام حدث ينتظره العالم بالفعل، ونظن أنه افتتاح يليق بعظمة وعراقة الشعب المصرى، الذى أعلن الابتهاج، وبكامل تنوعاته، وحسب ما أعلنه الكاتب الصحفى ضياء رشوان رئيس الهيئة العامة للاستعلامات فإن مئات من قنوات وشبكات التليفزيون والمنصات الإعلامية الدولية تنقل على الهواء مباشرة وقائع افتتاح المتحف المصرى الكبير إلى مئات الملايين من شعوب العالم، الذين ينتظرون متابعة هذا الحدث الثقافى - السياحى - التاريخى، غير المسبوق فى أهميته ودلالته بالنسبة للمهتمين بالإرث الحضارى الإنسانى، فضلاً عن الأهمية التى يضفيها على هذا الافتتاح؛ مشاركة أكبر حشد من قادة وزعماء ومسؤولى دول العالم والرموز الثقافية والإعلامية فى المجتمع الدولى، حيث منحت الهيئة تصاريح التغطية الإعلامية إلى 450 مراسلاً يمثلون 180 وسيلة إعلامية دولية من المراسلين المعتمدين المقيمين فى مصر، و70 زائرا من وسائل الإعلام الأوروبية، و24 من مؤسسات الإعلام الأمريكية، و30 وسيلة إعلامية من الدول الآسيوية، إضافة إلى 48 من الصحف وقنوات التليفزيون والمواقع العربية، على رأسها كبرى قنوات وشبكات التليفزيون فى العالم، وأهم 35 وكالة أنباء دولية مصورة، إلى جانب الصحف والمواقع الإخبارية، كما تم منح خطوط بث مباشر مجانية لآلاف من قنوات التليفزيون الدولية لنقل حفل الافتتاح والفعاليات المرتبطة به، إضافة إلى مشاركة مئات من المصورين والإعلاميين المرافقين للقادة والوفود الرسمية. واهتمت الصحف والقنوات المصرية والعربية والدولية بالحدث، وأعدت ملفات خاصة تليق بحدث كهذا، ومع الجوانب الرسمية هناك حملة تسويق كبرى للحدث وللسياحة على كل منصات البث والنشر ومنها منصة «تيك توك» ذات المليار ونصف مليار مشترك حول العالم، وتبث حفل الافتتاح بشكل مباشر ، مع آلاف القنوات الفضائية حول العالم، ضمن أكبر حملة تسويقية لمصر السياحة والتاريخ والآثار والحضارة. وهنا نجدد التأكيد أن على الحكومة أن تعيد تشكيل نفسها بشكل يتناسب مع هذا الحدث، وكما سبق أن قلنا الحكومة بحاجة لأن تتعلم من هذا الحدث، وألا تعمل فقط لحين انتهاء الحفل أو الاحتفال، فالرئيس عبدالفتاح السيسى لا يتوقف عن توجيه المسؤولين لأن يكونوا على مستوى الحدث، ونتصور أن حالة المرور أو النظافة أو التحضر لا يجب أن تنتهى بل تستمر، من خلال خطط للأمن والتنظيم والانضباط الذى يجب أن يعود لكل شوارع القاهرة الكبرى والمحافظات. ويتوقع أن تتضاعف أعداد السياح بنسب تصل للملايين، وهو ما يتطلب فرض السلوك الذى يحترم السياح، بما يفتح مجالات لمزيد من فرص العمل لأبنائنا من كل الفئات، ثم إن المصريين يقدمون دائما ما يبرهن على أنهم الأكثر تحضرا واحتراما، وبالتالى فهم من يطالب بفرض النظام ومحاسبة المخالفين وكل من يفسد الشارع أو يفرض سلوكا غير سليم. يضاف لذلك أن من حق المصريين أن يشاهدوا هذه الآثار، ليس للفرجة، ولكن للمعرفة بالتاريخ، ومواجهة المغالطات والحملات الكاذبة التى تسعى لفرض وجهات نظر متعصبة وكارهة لنفسها ولغيرها، تحاول الخلط بين الأساطير وبين الحضارة، ربما على وزارة التربية والتعليم أن تضمن مناهجها، كيف بنى المصريون حضارتهم ليس على المبانى والهندسة العملاقة فقط، ولكن على الضمير والأخلاق والتحضر والعلم والحكمة، وأن يكون منهج الرحلات المشروحة للتلاميذ والطلاب قاعدة ثابتة، وأن تزال الشوائب والأكاذيب التى يدسها المتطرفون وأصحاب الكآبة والكراهية فى عقول الناس، بلا دليل، وربط متعسف لنصوص وهمية. لا يليق أن يكون العالم أكثر معرفة منا بتاريخنا، وأن تبقى الشوائب والأكاذيب ضمن مناهج التكفيريين وتجار الكراهية والتعصب، ويستحق المصريون دائما ما هو أفضل وأكثر من الفرجة، فهم شعب صبور متحضر عظيم، صنع الحضارة، ويصنعها دائما، شعب يستحق المشاركة والاحترام والتقدير بأكثر من الكلمات.