«ثقوا فى الله وفى نفسكم.. لا بنظلم ولا بنفترى ولا نتآمر ولا نخون.. إحنا بنتعامل بشرف فى زمن عز فيه الشرف».. عبارة قالها الرئيس عبدالفتاح السيسى، منذ سنوات خلال إفطاره مع الأسرة المصرية، ربما تتضح معانيها يوم بعد يوم لنا بشكل واضح، عبر ما يمُر بنا من أحداث وتحديات منذ أن قالها فى عام 2021، على هامش افتتاحات مشروعات الإسكان الاجتماعى؛ فلا يُخفى على أحد ما تتعرض له مصر من انتقادات ومؤامرات ومحاولات لكسر إرادتها والتأثير على شعبها، لإعاقة مشروعها التنموى القائم على أن تبقى مصر عظيمة شامخة أبية، مثلما كانت دائمًا على مر العصور، فالتاريخ خير شاهد على النجاح المصرى بفضل الله سبحانه وتعالى وقيادتها وشعبها فى الحفاظ على أمنها واستقرارها، ليس هى فقط؛ بل أمن المنطقة ككل، فمصر كما يصفها دائمًا الأشقاء العرب «عمود الخيمة» الذى إذا تتداعى أو انكسر، تأثر العرب جميعًا. الجهود المصرية المستمرة على مدار أشهر للتوصل لاتفاق شرم الشيخ، جاءت ثمارها الآن على أرض السلام - شرم الشيخ - لتؤكد على أن القاهرة عاصمة السلام فى المنطقة، ففيها تم حسم مفاوضات وقف الحرب فى غزة، والإعلان عن اتفاق يمُهد لفتح صفحة جديدة بين الأطراف المتصارعة، حيث حماس وإسرائيل، وذلك دعمًا للقضية الفلسطينية التى لم تتخل عنها مصر يومًا عبر تاريخها، وأيضًا حفظ حقوق الشعب الفلسطينى، الذى عانى على مدار عامين حتى الآن، من الانتهاكات الإسرائيلية وتداعيات الصراع، الذى تسبب فى إبادة إنسانية بقطاع غزة كانت على مرأى ومسع من العالم كله. وأكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى تدوينة عبر حسابه الرسمى على منصة X، على أن هذا الإعلان عن الاتفاق بمثابة لحظة تاريخية يشهدها العالم أجمع، تُجسد انتصار إرادة السلام على منطق الحرب، مشيرًا إلى انطلاقها من أرض السلام، وفقًا لخطة السلام التى طرحها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، وتأتى تدوينة الرئيس لتؤكد على مكانة مصر الدائمة وكونها لاعبا محوريا ورقما قويا فى المعادلات الصعبة بالشرق الأوسط، والتى تتطلب حلولًا دبلوماسية وتحركات تتسم بالعقلانية والذكاء والحكمة؛ بعيدًا عن منطق الحروب واستخدام القوة الغاشمة فى استعادة الحقوق. والجدير بالذكر أن هذه اللحظة التاريخية تزامن حدوثها، فى شهر أكتوبر، الذى شهد واحدة من أعظم الانتصارات المصرية فى استعادة حقها وإثبات مجدها وقدرة قيادتها ورجالها الأوفياء على تحقيق النصر مهما كانت الصعاب والتحديات التى تُواجهها، وبعد أيام قليلة وتحديدًا من يوم 6 أكتوبر، حينما نجحت مصر عبر أكبر خطة للخداع الاستراتيجى فى تاريخ البشرية فى تغيير وجه المنطقة حيث الانتصار على إسرائيل؛ يأتى انتصارها الدبلوماسى الحالى، مؤكدًا على إجادة القاهرة لاستخدام أدواتها وأسلحتها جميعها سواء كانت عسكرية أو دبلوماسية ناعمة، فمثلما نجحت مصر منذ 52 عامًا فى اختراق خط بارليف، نجحت الآن فى اختراق التعنت الإسرائيلى تجاه أهل غزة، مُحققة الهدوء والسلام لأهالى القطاع ولاسيما المنطقة بأكملها. كما كُتب للمصريين أن تكون فرحتهم كبيرة فى ليلة واحدة، حيث جاء إعلان التوصل لإتفاق شرم الشيخ، بعد ساعات قليلة من تأهل المنتخب المصرى لكأس العالم، ويُعد هذا الصعود الرابع فى تاريخ مصر لنهائيات المونديال، فقد حققت ذلك التأهل فى أعوام، 1934، و 1990، و 2018. ومنذ أيام حققت مصر إنجازًا ثقافيًا، حيث فاز المرشح المصرى، الدكتور خالد العنانى، بمنصب المدير العام الجديد لمنظمة اليونسكو، كأول عربى ومصرى يفوز برئاستها. إن ما مررنا به خلال الأسبوع يجعلنا نشعر وكأنه أسبوع النصر فى مصر، فقد شهدت فيه الاحتفاء بذكرى نصر أكتوبر المجيدة، كما حققت إنجازًا سياسيًا ودبلوماسيًا إلى جانب آخر رياضيًا وآخر ثقافيًا، لتؤكد هذه الانتصارات فى أيام قليلة على أن مصر على قدر التحديات، ولا تأبه بأية شائعات أو مُحاولات مُغرضة لكسر عزيمتها وعزيمة شعبها؛ فهى مُستمرة فى مسيرتها نحو مستقبل أفضل بإذن الله، فتحيا مصر بشعبها وقادتها ورجالها الأوفياء على مرّ السنين.