سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
59 عاما على فيلم سيد درويش.. حسن الإمام ومُحرم فؤاد ومحمد نوح وعادل مأمون ترشحوا للدور وفاز به كرم مطاوع..هند رستم لم تكن تعرف فنان الشعب ورفضت دور جليلة في البداية.. وتهديدات للفيلم باللجوء للقضاء بسبب النهاية
أكثر من 100 عام، مرت على وفاة المبدع الموسيقى المصرى الأعظم، سيد درويش، والذى مازال أثره موجودا بين الأجيال المختلفة من أجيال الموسيقيين، حيث تخطى هذا التأثير الزمان والمكان، ليظل صوتا مصريا وطنيا خالصا، ومُجددا للأغنية المصرية، ورغم ذلك، ربما لم يلق سيد درويش، التقدير الكافى من الدراما والسينما، فربما تكون السينما قد اكتفت بفيلم واحد عن الراحل، كذلك الدراما التليفزيونية، والتى قدمت للجمهور مسلسل "أهل الهوى"، عن هذه الحقبة، وأيضا مسرحية باسم "سيد درويش"، لاقت نجاحا غير قليل. ويظل فيلم "سيد درويش"، والذى عُرض فى مثل هذا اليوم 5 أكتوبر عام 1966، وفقا لموسوعة السينما العربية التى وضعها الناقد السينمائى محمود قاسم، أحد أهم الأعمال الفنية التى تحدثت عن المبدع سيد درويش، وتناولت حياته بصورة أقرب إلى الواقعية، حيث جسد دور سيد درويش، الفنان الراحل كرم مطاوع، وشاركه البطولة هند رستم وأمين الهنيدى، وأخرجه أحمد بدرخان، ورغم كل ذلك، إلا أن الفيلم شهد العديد من الصعوبات والتحديات على مستوى الموضوع نفسه الخاص بالفيلم، وعلى مستوى الأبطال، حيث كانت المعاناة الأكبر فى اختيار البطل الذى سيقوم بدور البطولة فى الفيلم، إلى جانب ما كان يُثار حول وفاة سيد درويش نفسها. فيلم سيد درويش اليوم السابع عادت إلى أرشيف الصحافة الفنية، وتحديدا عدد 14 سبتمبر 1965 من مجلة الكواكب، والتى كانت تحتفى بالذكرى ال 42 لوفاة سيد درويش، التى تحل 15 سبتمبر، وجاء بالعدد مجموعة من الموضوعات التى تخص الحياة الشخصية والفنية لسيد درويش، وموضوعات أخرى حول الفيلم. وجاء بالعدد، "غدا 15 سبتمبر نحتفل بالذكرى 42 لوفاة سيد درويش.. أهم خبر فنى هذا العام.. هو أن الكاميرا بدأت تسجل اللقطات الأولى فى فيلم سيد درويش.. استطاع المخرج أن يتغلب على أول مشكلة قابلته وهى البحث عن بطل.. واستطاع ان يتغلب على المشكلة الثانية وهى البحث عن بطلة.. وبقيت أمامه أعصى مشكلة.. وهى كيف مات سيد درويش؟.. رأى المخرج أن المخدرات قتلته.. أما أهل الفنان فيرفضون هذا الرأى ويهددون برفع الأمر الى القضاء.. وتقدم الكواكب تحقيقا شاملا عن فيلم سيد درويش مع أهل الفن وأهل الفنان". وخلال التحقيق الذى فتحته الكواكب عن الفيلم، تحدث كاتب التحقيق عن تفاصيل حياة سيد درويش، والتى استعرضها أيضا الفيلم الشهير، الذى جسده الفنان الراحل كرم مطاوع، حيث يقول: "كانت جليلة أهم النساء فى حياة عبقرى النغم وصانع ثورة الموسيقى العربية، عرفها عندما حتمت عليه ظروف الحياة أن يذهب ليغنى فى حى الغانيات بالإسكندرية، فذهب إلى هناك بأمل أن يکسب قروش أكثر من تلك التى كان يجمعها بعد وصلاته الغنائية فى المقاهى ويقتسمها مع افراد التخت الموسيقى. مجلة الكواكب فى تلك الفترة عرف سيد درويش الغانية جليلة وأحبها بكل طاقة الحب ومن تجربة حبه لها خرجت معظم أغانيه العاطفية وقد بدأها بأغنيه "يا فؤادى" ونصف فيها بالكلمة واللحن حبه المطلق لجليلة وجاء بعد الأغنية "يا اللى قوامك يعجبنى" و"فى شرع مين"، و"الحبيب الهجر مايل"، و"ضيعت مستقبل حياتي"، و"أنا عشقت"، و"أنا هويت وانتهيت" كل أغنيات الحب قالها فى هذه المرأة ثم رددها بعد ذلك كل الناس فى مصر. كانت جليلة تحب الشيخ سيد وتحب المال أيضا وقد يحدث أن ترى جليلة الشيخ سيد مع أخرى فتبدو عليها الغيرة وتحاول أن تعاتبه ويتطور الأمر إلى خناقة، ويستمتع الشيخ سيد بغيرة جليلة عليه ويغنى لها: "فلفل فلفل.. اهري يا مهري.. ان كان طول الهجر يكيدك.. أنا راح أكتر منه وازيدك". وهجرت جليلة الشيخ سيد.. وتعلقت بصائغ معروف فى الصاغة اسمه محمد عباس، وسمع الشيخ سيد أن هذا الصائغ صنع الجليلة خلخالا هدية، وغضب الشيخ سيد وأراد ان ينتقم فأطلق أغنيته التى قال فيها: "فى الصاغة الصغيرة روح تشوف العجايب والعجب"، وانتشرت أغنية سيد درويش التى ينتقم فيها لحبه، وهرب الصائغ من جليلة حرصا على سمعته. وعادت جليلة الى سيد درويش وكانت قصة الحب بين سيد درويش وجليلة هى قصة الحياة التى عاشها معا، عرفها وهو فى الثامنة عشرة من عمره وهرب من حبها الى سوريا ليعيش هناك سنوات ولكنه عندما عاد وجد نفسه مازال يحبها.. وظلت جليلة على طبيعتها تعطى سيد درويش الحب، وكان يهجرها بين الحين والآخر الى امرأة أخرى.. وأهم الاخريات التى أراد سيد أن يكيد بها جليلة سيدة اسمها "زوزو" وأضاف إلى اسمها كلمة "كايدة العوازل" فعرفت باسم "زوزو كايدة العوازل"، وقد غنى سيد لكايدة العوازل فقال: "حلوة يا زوزو يا كايدة الاعادى.. جيت لك فى ليلة كانت جميلة.. وتانى ليلة سمعت جليلة باتت تهاتى وتقول يا هادي منك يا زوزو".
رأي هند رستم وفى الفيلم الذى ينتجه محمد رجائى ويخرجه أحمد بدرخان، لحساب شركة الانتاج العربى تقوم هند رستم بدور جليلة وتتغير طبيعة الدور، بدلا من أن تكون جليلة على الشاشة كما كانت فى واقع الحياة.. احدى بنات الهوى ستكون عالمة، من نجوم الافراح والليالى الملاح. هند رستم وهند تعمل الآن فى 3 أفلام.. فيلم يخرجه حسن الإمام فى ستوديو جلال لحساب نجوى فؤاد.. وفيلم يخرجه نجدى حافظ وفيلم "سيد درويش" وقد دخلت هند البلاتوه فى ستوديو الاهرام لتمثيل يوما واحدا لتصوير فيلم "حياة سيد درويش"، ثم تذهب إلى الاسكندرية لاستكمال التصوير فى فيلم نجدى حافظ ثم تعود بعدها لتكمل دور جليلة. قالت هند إنها سمعت اسم سيد درويش، تردد أمامها كثيرا.. وتعرف أنه ملحن ولكنها لم تقرأ عنه شيئا إلا سيناريو الفيلم بعد أن قبلت القيام بدور جليلة، وأضافت أن جليلة هى المرأة التى أحبها سيد درويش.. وهى التى كان يغنى لها وتغنى معه الناس، وربما كانت هى الأخرى تحبه، المرأة إذا خانت فهذا معناه انها لا تحب.. وجليلة كانت تحب المال والصائغ عباس لأنه بالنسبة لها يعنى المال.. ويعجبها سيد درويش وغناءه لها. وتضيف هند: "اعتذرت عن القيام بهذا الدور فى بداية الأمر.. قلت لهم اننى مشغولة فى فيلمين وتعبانة ومحتاجة لراحة، وقالوا لى: تنتظر حتى ترتاحى.. واعجبنى اصرارهم وقبلت".
مكتبة الأفلام وهند لها رأى فى الأدوار التى تؤديها.. وربما تكون الممثلة الوحيدة التى تحتفظ بنسخ 16 مللى من الأفلام التى تشترك فيها.. وتقول هند: "أنا لا أضم إلى مكتبتى السينمائية إلا الأفلام التى اعتز بادوارى فيها كادوارى فى الجسد واعترافات زوجة وشفيقة القبطية وعندى نسخ من 13 فيلها سأضم إليها فيلم "سيد درويش" لأننى أرى دورى فى الفيلم واحدا من الادوار الهامة التى أقوم بها. وقبل أن تذهب هند لنقف أمام الكاميرا ذهبت اليها تصميمات ملابس جليلة، والتى تشبه الى حد ما فى شكلها ملابس بنات الفن أيام سيد درويش، و أذواق أخرى فيها تصميمات التسريحات للشعر، وفى أول يوم لهند فى الفيلم ذهبت إلى الاستوديو فى الساعة 11 لتقف امام الكاميرا بعد الثانية.. قضت أكثر من 3 ساعات بين يدى الماكيير سماحة ومصفف الشعر يونس ثم لبست وخرجت من حجرتها سيدة أخرى، هى جليلة التى غنى لها سيد درويش.
رحلة سيد درويش للوصول إلى كرم مطاوع.. مشاكل كثيرة واجهت فيلم سيد درويش، حيث كتب الصحفي عبد الفتاح الفيشاوى: عندما أخذ الفيلم شكلا جديا، وبدأت الخطوات الأولى، ليرى النور، كانت أولى هذه المشاكل، من الذى يقوم بدور الفنان الراحل، وقفز أكثر من حل: وقيل أكثر من ترشيح، المخرج حسن الامام، قال إنه أقرب شبها من الشيخ سيد، وأنه على استعداد للقيام بالدور متطوعا، ولوجه الفن، كذلك زكريا الحجاوى زاد عن كلام حسن الامام، بأنه يستطيع الغناء أيضا، وتوقف الأمر لحظة، للتفكير، وظهر سؤال، ماذا لو قام بدور الشيخ سيد درويش، أحد نجوم السينما المعروفين، وكان الجواب أن كل ممثل معروف، له فى نفس الجمهور طابع معين، وشخصية ارتبط بها، فشخصية المليجى مثلا غير شخصية عماد حمدى، غير شخصية أحمد رمزى، كل واحد له فى نفس المشاهد انطباع معين، ولذلك أبعد التفكير فى اختيار أحد نجوم السينما المعروفين. جانب من الفيلم وظهر رأي جديد، يجب أن يقوم بدور سيد درويش، نجم يجمع بين التمثيل والغناء، وبدأت الترشيحات، ثم قالوا عادل مأمون، لكن عادل له صورة فى ذهن الجمهور هى صورة عبده الحامولى، الدور الذى مثله فى فيلم "ألمظ وعبده الحامولى". وفكر صلاح أبو سيف فى مطرب ممثل هو محرم فؤاد، ولكن الرأى استقر على أنه لا يصلح، لعدم قدرته على تمثيل هذا الدور بالذات وانتهت فكرة المطرب الممثل، بعد أن قيل للمسئولين عن الفيلم، إن موهبة سيد درويش كانت فى التأليف الموسيقى، لا فى الغناء، بدليل أنه لم يشترك فى أى رواية غنائية لحنها، بل انه انطلق إلى تحقيق عبقريته فى الموسيقى، بعد أن تأكد من أن مستقبله فى الغناء ضئيل. محرم فؤاد
الممثل المخرج ومن جديد، بدأت الأنظار تبحث عن الوجه الموعود، لدور الفنان الكبير، ورشح محمد نوح الممثل بالمسرح الحديث، وكان قد قام بدور الشيخ سيد فى المسرحية التى قدمها مسرح التليفزيون فى الشتاء الماضى، لكنهم عدلوا.. ورشحوا حسن درويش، الابن الأصغر للشيخ سيد وكانت العقبة أن حسن لم يمثل من قبل، وقف الرأى أخيرا، عند كرم مطاوع، المخرج الممثل، ومدير مسرح الجيب، وعارض بدرخان، مخرج الفيلم فى أول الأمر، لكنه بعد أن أجرى عدة تجارب الكرم فى الصوت والصورة، تحمس له، ودارت الكاميرا، وقام كرم مطاوع بالدور.