يوافق اليوم ذكرى رحيل الفنان الكوميدي الكبير نجاح الموجي، الذي ظل حاضرًا في وجدان الجمهور بابتسامته المميزة وشخصياته التي تركت بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري. نجاح الموجي، واسمه الحقيقي عبد المعطي محمد الموجي، تخرج في المعهد العالي للخدمة الاجتماعية، ووصل إلى منصب وكيل وزارة، لكنه لم يتخل عن شغفه الأول وهو الفن، فجمع بين عمله الرسمي وعشقه للتمثيل حتى أصبح أحد أبرز نجوم الكوميديا في مصر. بدأ مشواره الفني عام 1969 بمسرحية فندق الأشغال الشاقة مع المخرج محمد سالم والفنان جورج سيدهم، لتتوالى بعد ذلك أعماله المميزة، ومن أبرزها مسرحية المتزوجون، التي جسد فيها شخصية "مزيكا" البسيطة وخفيفة الظل، والتي ارتبطت بذاكرة الجمهور حتى اليوم. وفي السينما، أثبت الموجي موهبته المتفردة، فلم يقتصر على الكوميديا فقط، بل قدم أداءً دراميًا لافتًا في فيلم الكيتكات مع الراحل محمود عبد العزيز، ليؤكد أنه ممثل يمتلك أدوات فنية قادرة على ملامسة القلوب وصناعة البصمة. كما شارك في أعمال مهمة مثل الحريف، على باب الوزير، وأيام الغضب. ورغم رحيله المفاجئ في قمة عطائه الفني، ما زالت أعماله تخلد ذكراه، وتؤكد أن البطولة ليست بحجم الدور، بل بقدرته على لمس الجمهور وترك أثر لا يزول.