سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
نعم لعودة الانضباط ولا لتجريس الطلبة.. نريدها وزارة التربية والتعليم والتقويم وليس التنمر والتشهير.. نشر صور وفيديوهات المخالفين أو المزوغين جريمة تعرض الطلاب للأذى والناشرين للمساءلة
جميل أن تهتم وزارة التربية والتعليم بعودة الانضباط للمدارس وأن يهتم الوزير والمحافظون ومديرو المدارس والمشرفون بالتزام الطلبة والطالبات بالزى المدرسى والمظهر اللائق ومراعاة مواعيد دخول المدرسة وعدم التزويغ منها، وهو ما يتبارى المسئولون ووسائل الإعلام ومواقع السوشيال ميديا فى إظهاره وتصويره على مدار الأيام القليلة الماضية منذ بداية العام الدراسى الجديد، لكن ما ليس جميلاً بل وما يعد تشهيراً وتجريساً للطلبة والطالبات هو تصويرهم أثناء تعنيفهم لمخالفة هذا القواعد ونشر هذه الصور والفيديوهات على نطاق واسع مما يعرضهم للتنمر والإيذاء المستمر ويعد انتهاكاً لحقوقهم ولدور المدارس فى التقويم والتوجيه للحفاظ على مصلحة الطلاب وليس التشهير بهم وتعريضهم للضرر والإيذاء. شاهدنا خلال الأيام الماضية عشرات المشاهد لطلاب تم منعهم من دخول المدارس بسبب تسريحة الشعر أو طوله أو عدم الحلاقة أو ارتداء بنطلونات "مقطعة على الموضة" يظهر فيها وجوه هؤلاء الطلبة ويظهر المشرف وهو يعنفهم ولا يسمح لهم بدخول المدرسة إلا بعد أن يحلق الطالب شعره ويرتدى ملابس مناسبة، بالطبع جميل كل هذا ولكن ما يفسده هو تجريس هؤلاء الطلبة وتعريضهم للتنمر وإظهار صورهم ونشرها على نطاق واسع، فهل أصبح دور المدرس التشهير والتجريس بدلاً من التربية والتقويم؟ّ هل فكر كل من نشر أو سمح بنشر صور وفيديوهات هؤلاء الطلاب فى حجم الضرر النفسى الذى يمكن أن يقع عليهم بسبب هذا النشر، وبسبب وجود هذه الفيديوهات والصور وتداولها كمادة للسخرية منهم والتنمر عليهم؟! ، هل هذا ما تريده الوزارة ويريده ناشرو هذه الصور والفيديوهات؟ وإذا كان محظوراً وممنوعاً طبقاً لمواثيق الشرف نشر صور المتهمين فى القضايا الجنائية قبل ثبوت الجرائم عليهم، وبالأخص صور الأطفال سواء ضحايا أو مرتكبى جرائم، فهل يصبح من المقبول أن ننشر صور وفيديوهات طلبة ذهبوا لطلب العلم فى المدارس حتى وإن كانوا مخالفين لبعض القواعد التى يمكن توجيههم وتحذيرهم بشأنها وإلزامهم بها بطرق كثيرة دون التشهير والتجريس فى زمن قد يتسبب فيديو واحد لأى منهم فى عواقب كثيرة وآثار نفسية مدمرة بل وفى جرائم بين الشباب، وهل يدرك من يقوم بتوجيه الطلاب كل هذه النتائج أم أنه أراد أن يتباهى بحرصه على الانضباط وغفل عواقب كثيرة قد تضر بالطالب ومصلحته ؟! وكان الأكثر انتشاراً وضرراً ما حدث من محافظ بورسعيد حيال الطالبات اللاتى وجدهن خارج المدرسة أو فى المخبز يشترين الخبز فى وقت الدراسة وبالزى المدرسى، فجاء بهن إلى المدرسة أمام المديرة وأمام الكاميرات ليستجوب الفتيات ويعنف المديرة ويحيلها للنيابة قائلاً :" إحنا عايشين فى طابونة، عرايس زي دول أجيبهم من على الناصية برّا؟ الباب ده ما يتفتحش، عارفة يعنى إيه عروسة زى دى تخرج بعد ما ولى أمرها جابها لغاية هنا، نسيب عرايس زى دول أنا ألمهم من الشارع؟ّ!" بالطبع فإن سيادة المحافظ له كل الحق فى الحرص على الانضباط وعلى مصلحة الطالبات وعدم خروجهن أثناء اليوم الدراسى، ولكن كل ذلك كان سيصبح جميلاً ومفيداً لو حرص المحافظ على ألا تصور الكاميرات هؤلاء الطالبات حتى لا تنتشر صورهن ويتم تداولها على أنهن الطالبات المزوغات اللاتى جمعهن المحافظ من الشوارع بعد أن سلمهن أولياء أمورهن للمدرسة، كان يجب أن يحرص المحافظ على سمعة وصورة بناته الطالبات سواء خرجن مزوغات أو لشراء "الخبز من المخبز"، وهو يرى الكاميرات المحيطة تصور المشهد الذى يعنف فيه المديرة ويحيلها إلى النيابة ويستجوب فتيات مراهقات صغيرات سيصبحن مادة للسخرية والتنمر والقيل والقال، وحتى لا يكون ضرر هذا المشهد أكبر من نفعه. لقد أصبح آفة حياتنا التصوير والنشر والتداول بغير حق أوقواعد أو معرفة بحقوقنا وحقوق غيرنا، أو بحجم ما نرتكبه من جرائم فى حق بعض الضحايا الذين يؤذيهم النشر ويضر بهم وبسمعتهم ويعرضهم للتنمر والتشهير، لا سيما إن كانوا أبنائنا الطلاب والطالبات اللذين من المفترض أن نكون أحرص الناس على مصلحتهم وعدم الإساءة لهم أو تعريضهم للتنمر والتجريس والتشهير حتى لا نجنى عواقب ذلك مزيداً من الضرر والتمرد، بل والجرائم.. فارحموهم وارحمونا يرحمكم الله.