الأزهر، كلمة السر وصمام الأمان الفكري والديني والمجتمعي، فعلى قدر تاريخه العظيم ووسطيته الراسخة رسوخ مكانته يتعاظم دوره في تعزيز الأمة كونه النواة التي تلتف حولها الأمة، ومؤشر الأمان المجتمعي. ففي عهد الإمام الطيب نبتت فكرة صناعة الكيانات الداخلية مثل مرصد الأزهر والمركز العالمي للترجمة كما نبتت الأذرع الإعلامية وبالمحاكاة، تم نسخ التجارب هذه في وزارة الأوقاف وجامعة الأزهر والإفتاء ومجمع البحوث الإسلامية وباقي مؤسسات الأزهر، إذ تحولت مشيخة الأزهر من الرمزية الدينية إلى الرمزية المؤسسية. في الوقت الذي يشهد تبلورا لمؤسسات الأزهر، برزت عمائم حول الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، لتعمل جميعها تحت مظلته، إذ التأمت المؤسسات وتجمعت، من الأوقاف إلى الإفتاء ولا سيما الجامعة في مشهد يستمسك فيه رموز المؤسسات الدينية بريادة الأزهر وقيادته، إماما ومعلما، لمؤسسة ومنتسبيها. وفي خضم التجاذب الأزهري، شهد الخطاب الديني لغة القول اللين الذي يدعو إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، قولا لينا يخلو من الغلظة والهوس والنرجسية. وفي ظل التربص بالأمة وشبابها، يأتي خطاب الأزهر ومؤسساته يداوي الجرح، تحمل ألسن لينة، برسوخ الأزهر وثباته وسكينة خطابه تنتظر الأمة الكثير والكثير، ومزيد من تحييد المنابر، ومخاطبة المشاعر والعقول والنفوس وتحصين الشباب في ظل وحدة المؤسسات الدينية. فمن نادي تدريس الأزهر، وطلاب وأساتذة جامعة الأزهر ومدرسي المعاهد الأزهرية ووعاظ الأزهر، واعضاء أمانة الإفتاء يمكن رأب الصدع وغلق الهوة الدعوية، وذلك في ظل تجاوب المنابر وصناع القرار للإمام الأكبر وتوجيهاته. وإلى جانب ذلك يمكن تفعيل تنسيقات اللجنة العليا للدعوة بالأزهر، وبتضمين إذاعة القرآن الكريم بجانب المؤسسات لضمان تنسيق دعوي فكري بين رجال حول الإمام.