◄القمص عبدالمسيح بسيط: كنيستنا فى يد الله وسيحميها لنا.. أبو القمصان: برنامج مرسى عن المرأة يفتقد الكثير «من المفترض ألا يوجد أفراد من أصحاب عقيدة أخرى داخل الجيش، لكى يستطيعوا أن يقفوا الموقف السليم من أى عدو يحاول أن يعتدى على الدولة الإسلامية، فإذا كان يوجد فى الجيش عناصر غير إسلامية وتأتى دولة مسيحية تعتدى على الدولة الإسلامية، وهناك فى الجيش عناصر مسيحية فمن الممكن أن يمالئوا ويسهلوا للعدو أن يهزمنا».. كانت هذه أبرز التصريحات التى أدلى بها مصطفى مشهور المرشد الخامس لجماعة الإخوان المسلمين عن الأقباط والتى أثارت جدلا وقتها حول العلاقة بين الفصيلين. هذا الجدل عاد مرة أخرى مع احتمال فوز مرشح حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين الدكتور محمد مرسى بكرسى الرئاسة، وذلك رغم إدلائه منذ إعلان ترشحه بالعديد من التصريحات حول موقفه من الأقباط والتى بدت مطمئنة ومنها «الأقباط لهم حقوقهم الكاملة، كما أنهم شركاء فى الوطن لهم ما لنا وعليهم ما علينا»، كما عبر مرسى عن استعداده لتعيين نائب رئيس جمهورية قبطى «إلا أن الشكوك حول احتمالية تأسيسه دولة دينية يعانى فيها الأقباط ظل أمرا مقلقا». الأمر نفسه ينطبق على وضع المرأة التى بدت قلقة من مرسى حال فوزه، حيث لا أحد يعرف كيف سيتعامل معها، وهنا تتضارب الآراء فبينما يرى كثيرون أن مرسى سيكون منصفا للمرأة ، خاصة أن النساء لهن جناح خاص داخل الجماعة «الأخوات المسلمات»، إلا أن وصول مرسى لسدة الحكم يثير تخوفا حول العودة بالنساء لعصور الظلام. القمص عبدالمسيح بسيط قال: «نحن كأقباط لا نعترض على شخص الرئيس القادم، ونثق فى الله ونعلم جيدا أن كنيستنا فى يده وسيحميها لنا، أيا كان الرئيس». وعن رأيه فى الوعود التى أدلى بها مرسى حول تعامله مع الأقباط إذا فاز بكرسى الرئاسة قال بسيط «التصريحات لا تعنينا فالله وحده هو المسؤول عن حمايتنا، وطالما أن الرئيس جاء بناء على اختيار شعبى ومن خلال انتخابات نزيهة، فنحن معه، وإن كان جاء بشكل باطل فالله أيضا سيعرف كيف يتعامل معه، فما بنى على باطل فهو باطل». وأضاف المفكر السياسى والناشط القبطى كمال أسعد أن الدكتور محمد مرسى ينتمى فكريا وأيديولوجيا لجماعة الإخوان المسلمين وهى جماعة ذات طابع دينى أكثر منه سياسى، ووصوله للحكم يطرح العديد من التساؤلات حول كيفية تعامله مع الأقباط، فهل سينجح فى التوافق، ويتعامل معهم باعتبارهم فئة فى المجتمع لهم حقوق المواطنة، أم سيتم تقسيم المواطنين إلى درجة أولى وثانية بحسب ديانتهم. وأكد أسعد أنهم يرفضون النظر للأقباط بإعتبارهم مواطنين يحتاجون للحسنة فهذا لا يتماشى مع مصر الثورة، ولا يعبر عن رئيس يمثل كل المصريين وليس الإخوان فقط، وتوقع أن يقوم مرسى إذا وصل لكرسى الحكم بالإدلاء بتصريحات سياسية لتهدئة المناخ العام وأن يقدم حلولا لكل المشاكل التى يعانى منها الأقباط، مطالبا بالنظر لمشاكل الأقباط باعتبارها مشاكل لكل المصريين وليست مجرد مشاكل طائفية. وعن مخاوف المرأة قالت نهاد أبوالقمصان رئيس المركز المصرى لحقوق المرأة أنه بالرغم من محاولة مرسى مغازلة المرأة بتأكيده على اختيار أحد نوابه من السيدات، إلا أن ما ظهر فى برنامجه يؤكد افتقاده خبراء متخصصين فى ملف المرأة أو اعتماده على دراسات، مما أدى لظهورها بهذا الشكل السطحى. وأشارت مدير المركز المصرى لحقوق المرأة إلى أن مرسى مطالب بوضع معايير لتنفيذ الوعود التى ذكرها حول حقوق المرأة وترجمتها فى شكل عملى، حتى لا تظهر لنا تجربة مماثلة لتجربة البرلمان التى ظهر النساء فيها بشكل سيئ جعلنا نتشكك فى أى تصريحات يدلى بها أفراد الجماعة، موضحة أنه من الممكن أن يصرح مرسى بوجود نساء فى مؤسسة الرئاسة ونجد سيدات ناقصات خبرة فى مؤسسة، ناهيك عن ضرورة إتاحة صلاحيات أكبر للنساء اللاتى يصلن للمناصب العليا، خاصة أنه اقتصر فى برنامجه على الحديث عن المرأة المعيلة والمرأة الزوجة، وابتعد تماما عن وضع المرأة كمواطنة. من جانبه قال جمال حشمت عضو مجلس شورى الجماعة. إن من أهم القرارات التى سيتخذها مرسى إذا وصل للكرسى هو فتح أبواب الترقى أمام جميع الكفاءات مسلمة أو مسيحية، رافضا مبدأ الحديث عن الأقباط باعتبارهم فصيلا منفردا عن المجتمع.