قدم تلفزيون اليوم السابع تغطية مباشرة عن الإبادة الجماعية في غزة والتى تستمر آلة الحرب الإسرائيلية في تنفيذها تحت ما يُسمى "حرب إبادة" ضد قطاع غزة، في سياسة تهدف إلى تدمير مقومات الحياة الأساسية للشعب الفلسطيني في محاولة لإجباره على ترك أرضه. وبعد 22 شهرًا من العمليات العسكرية المتواصلة، يبدو أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ماضٍ في استراتيجيته القائمة على تدمير "الحجر والبشر"، سعياً لتفريغ غزة من سكانها. وأوضحت التغطية التي قدمها الزميل أحمد العدل أنه خلال هذه الحرب المستمرة، استهدف جيش الاحتلال البنية التحتية في غزة بشكل ممنهج، حيث دُمرت الوزارات والمؤسسات الحكومية، المستشفيات، المساجد، والمنازل بشكل شبه كامل، الهدف كان واضحًا: تحويل القطاع إلى بيئة طاردة، تحاول دفع الفلسطينيين إلى مغادرة غزة والقبول بمخططات التهجير القسري التي تشنها إسرائيل. خسائر بشرية ومادية فادحة منذ بداية الهجوم، تعرض أكثر من 2 مليون فلسطيني في قطاع غزة للإبادة الجماعية، مع دمار كبير في مختلف القطاعات الحياتية. تقرير دولي يشير إلى أن نسبة الدمار في غزة بلغت 88%، حيث تم تدمير أكثر من 62 مليار دولار من الخسائر المباشرة. من بين هذه الخسائر، دُمرت 38 مستشفى وأُخرجت من الخدمة، بينما استُهدفت 96 مركزًا للرعاية الصحية، إضافة إلى تدمير 144 سيارة إسعاف و55 سيارة للدفاع المدني. تدمير المنشآت التعليمية والدينية لم تقتصر الحملة على البنية التحتية الصحية فقط، بل امتدت أيضًا إلى المنشآت التعليمية والدينية. فقد استهدفت الطائرات الحربية الإسرائيلية 156 مدرسة وجامعة بشكل كامل، ودمرت 382 مؤسسة تعليمية جزئيًا. كذلك، تعرضت المساجد إلى تدمير غير مسبوق، حيث دُمر 833 مسجدًا بشكل كامل و178 بشكل جزئي. ولم تسلم الكنائس من الهجوم، إذ تعرضت 3 كنائس للقصف، فضلاً عن تدمير 40 من أصل 60 مقبرة في القطاع. القطاع السكني: ضحايا القصف المستمر منذ بدء العمليات العسكرية، تعرضت 223 ألف وحدة سكنية في غزة للتدمير الكامل، في حين دُمرت 212 ألف وحدة بشكل جزئي. إضافة إلى ذلك، تم استهداف 236 مقرا حكوميا، و53 منشأة رياضية، و208 مواقع أثرية وتراثية، مما يعكس حجم الأضرار التي لحقت بنسيج المجتمع الفلسطيني. حصار وتجويع متعمد لا يتوقف جيش الاحتلال عند القصف والتدمير، بل يواصل إغلاق معابر غزة منذ أكثر من 165 يومًا، ما أدى إلى تقليص دخول المساعدات الإنسانية بشكل كبير. هذا الحصار أدى إلى تفاقم أزمة الغذاء، حيث يعاني أكثر من 600 ألف طفل فلسطيني من سوء التغذية، ويواجهون خطر الموت جوعًا. الخطة الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين في سياق موازٍ، تكشف تقارير إعلامية عن خطة إسرائيلية تهدف إلى دفع سكان غزة نحو التهجير القسري. يقال إن إسرائيل تخطط لاحتلال المنطقة الوسطى في غزة ودفع أكثر من مليون شخص إلى جنوب القطاع، في خطوة تهدف إلى إعادة تشكيل الواقع السياسي والأمني داخل غزة، ومحاولة إفراغ القطاع من سكانه الفلسطينيين. إعلام الاحتلال يعلق في تعليق على هذه المجزرة المستمرة، قالت هيئة البث الإسرائيلية في تقرير لها على موقع "اليوم السابع" المصري: "نكبة القرن.. 700 يوم على إبادة غزة"، وأكدت أن هذا العنوان هو ما يعكس الواقع المأساوي الذي يعيشه الفلسطينيون في القطاع. وأوضح محرر الهيئة "روعي كاتس" أن هذا الشمعدان المضاء بسبع شموع يُمثّل "مصباح العار" في إشارة إلى 700 يوم من الجرائم الإسرائيلية التي أسفرت عن آلاف الضحايا، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني في غزة لا يزال يقاوم رغم التدمير والمجازر المستمرة. رسالة إلى العالم في النهاية، لا تزال غزة تصمد، وأهلها يضربون أروع الأمثلة في الفداء والصمود. 700 يوم وليلة مرّت على المجزرة المستمرة، التي لم تتوقف. وستظل صور المعاناة والتدمير تطارد الضمير الإنساني، وستظل الأرض التي صمدت طويلاً تنجب مقاومين جدد، يكتبون فصلاً آخر من تاريخها الطويل، الذي يروي معاناة الشعب الفلسطيني وصموده في وجه آلة الحرب الإسرائيلية.