محمد صلاح.. عاصفة إنسانية "حقيقية" ضد جريمة قتل أطفال غزة

دائما ما يكون التعاطف الحقيقى والتفاعل مع آلام البشر قويا، كلما كان طبيعيا وفطريا، بينما الأمر عندما يتحول إلى تجارة يصبح مجرد تفاصيل لزجة، لا يصدقها أحد، بالرغم من أنها قد تكون مدفوعة وممولة ودعائية، نقول هذا بمناسبة المواقف الفطرية للاعب مصر الكبير محمد صلاح، التى تعبر عن روحه الطبيبة واستعداده الدائم لتقديم الأعمال الخيرية من دون ضجيج أو إعلان، ثم إن مواقفه البسيطة تصل إلى قلوب الناس، على عكس «كلاكيع» وادعاءات نماذج منافقة تحاول التشويش وسرقة الكاميرا، تفضحها مواقفها، ومكانها فى المستنقعات بما تحنمله من مزايدات فجة وسخيفة ولزجة. محمد صلاح يفعل الخير ويتخذ مواقف، من دون ادعاءات لنضال فارغ أو ضجيج مزعج ومزدوج.
نقول هذا بمناسبة تغريدة من عدة كلمات، كتبها محمد صلاح بعد مقتل «بيليه فلسطين»، سليمان العبيد، برصاص الاحتلال، وحسب تقرير الزميل مروان عصام فى «اليوم السابع»، تحولت التويتة إلى وقود لحملات تعاطف كبير فى أوروبا واتحادات كرة القدم، وتضاعف تسليط الأضواء على جرائم الاحتلال فى غزة. التغريدة سجلت رقمًا خياليًا من التفاعل، 69 مليون مشاهدة، 275 ألف ريشير، 22 ألف تعليق، مليون إعجاب، 34 الف ريتوريت، خلال ساعات من كتابتها، وأثارت تحركا فى الاتحاد الأوروبى لكرة القدم والعالم ضد الجريمة الصهيونية فى غزة وقتل المدنيين، حيث تم قتل سليمان العبيد عمدا برصاص الاحتلال، وهو ينتظر الحصول على المساعدات.
العبيد خاض 24 مباراة مع منتخب فلسطين، وأحد أبرز نجوم الكرة الفلسطينية، بعد مقتله أثناء انتظار المساعدات ليطعم أطفاله، نشر محمد صلاح على موقع إكس: «هل يمكن أن تخبرنا كيف مات، وأين ولماذا؟»، مستنكرا تجاهل الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» كشف ملابسات استشهاد «بيليه فلسطين»، وأثار صلاح تفاعلا هائلا بين جماهير الكرة وبين الجماهير الغاضبة أيضا فى مجتمعات أوروبا، التى تثق فى صلاح وتتفاعل معه، وتصدرت تغريدة محمد صلاح عناوين صحف العالم، صحيفة «ميرور» الإنجليزية و«ديلى ستار»، ووضعت «الجارديان» عنوان: «هل يمكنك أن تخبرنا كيف مات؟» وأعاد نشرها العديد من نجوم كرة القدم، المصريون والعرب والعالميون عبر حساباتهم بمواقع التواصل الاجتماعى، ومنهم المهاجم الفلسطينى وسام أبوعلى، والثنائى عمر فرج وآدم الكايد لاعبا الزمالك، وجارى لينكير نجم الكرة الإنجليزية الذى علق: «لا يمكننى سماعك؟»، وعلق عليها كل من إبراهيم كوناتى، وإيليوت، وروديجر، وألكسندر أرنولد.
تحرك الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا»، وقدم تعازيه فى سليمان العبيد، وقالت صحيفة «ميرور»: واصل الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» تحركاته لدعم سكان قطاع غزة فى فلسطين، ووجه رسالة إلى العالم من أجل إنقاذ سكان قطاع غزة، قبل مباراة باريس سان جيرمان وتوتنهام فى كأس السوبر الأوروبى بإيطاليا، وتم وضع لافتة على أرض ملعب «الفريولى»: «أوقفوا قتل الأطفال.. أوقفوا قتل المدنيين فى غزة» وأعلن «يويفا» عن إبرام شراكات مع عدد من المنظمات الدولية، وذلك من أجل تقديم مساعدات إنسانية عاجلة لأطفال قطاع غزة، وتم طرح قمصان مدون عليها رسالة محمد صلاح التى سجلت رد فعل كبيرا بمجرد خروجها.
كل هذا دليل على شعبية صلاح عالميا، وصدقه وبساطته، وهو الذى اعتاد تقديم الخير لأهل بلده ووطنه ومؤسسات كثيرة، بجانب موقفه الواضح من قضايا وطنه بصدق ومن دون طنطنة، ومع التعاطف الضخم عالميا ومحليا، سعى بعض الدونيين فى شقوق ومنصات الكراهية إلى ممارسة هواياتهم، لكن صلاح ظل لامعا بنجومية وخير طبيعى، من دون أعداء السياسة أو الضجيج الفارغ اللزج، الذى يبذل جهدا يسقط فى الازدواجية والفراغ، بل إن هذه النوعيات الثعبانية هى التى تظهر عظمة وجمال مواقف صلاح مع كل قضية إنسانية بفطرة وبساطة، وبالطبع تعرض لحملات من قبل مؤيدى جريمة الاحتلال فى غزة ومساندى قتل الأطفال منتظرى الطعام والماء.