ضربت "مصر" أروع المثل فى الصمود أمام مُتغيرات السياسة ، بصراحة : صموداً لا يقدر عليه إلا المصريون ولا يتحمله غيرهم ، ها هي الحروب تحيط بنا من كل إتجاه ، النار مُشتعلة فى معظم الأقطار ، الشرق الأوسط _ بلا أدني شك _ يعاني من عدم الإستقرار ، أصبحت المواجهات المباشرة هي "عنوان المرحلة" .. لكن كل هذا لا يهمنا ولا يُعنينا طالما نحن أقوياء وطالما نحن قادرون علي الصمود وقادرون علي التحمل والمواجهة وقادرون علي حماية الوطن .. فى ظل أجواء غير طبيعية فى منطقة الشرق الأوسط استطاعت مصر تحقيق معدلات أعلي فى قطاع السياحة ، هذا القطاع الذي نفتخر به ، فى عام ( 2010 ) حققت مصر أعلي معدل سياحة كُتب فى تاريخها وهو ( 14 ) مليار دولار ، والآن الأرقام تقول : مصر حققت بنهاية عام ( 2024 ) معدلات غير مسبوقة وصلت إلي ( 15٫1 ) مليار دولار ، هذا الرقم لا يمكن أن يتحقق إلا بجهود مخلصة من الجهات المعنية فى مصر .. الأمن والأمان مُتوفِر ، تم تحقيق الإستقرار ، شُيدت بنية أساسية بإرادة مصرية وبطموح كبير وبسواعد الشباب وبتوفير تمويل ضخم ، كانت النتيجة أن عادت مصر لموقعها الذى تستحقه كواحدة من أهم المقاصد السياحية فى العالم ، عادت مصر لتقفز للأمام بقوة بل أقوى مما كانت ، عادت مصر وهى لديها غرف فندقية أكثر ، عادت مصر وتم تطوير المتاحف ورفع كفاءتها ، عادت مصر وقد تم تغيير الصورة الذهنية عنها بعد أن تخلصت من حُكم المتطرفين الإرهابيين الذين يخضعون لأوامر "المرشد" ، عادت مصر وقد زادت مساحة الجزء المعمور بنسبة كبيرة جداً وتوسعت وبَنَت مستقبلا أفضل لشبابها فى مناطق جديدة مثل مدينة العلمين والعاصمة الإدارية الجديدة ، عادت وقد زادت أعداد الفنادق فى مصر مما جعلها مستعدة لإستقبال أعداد سياح أكبر ، عادت وقد نشطت السياحة نتيجة الإهتمام بسياحة المؤتمرات والسياحة العلاجية .. الجهود لا تتوقف لزيادة معدلات السياحة حتى يزيد الدخل القومى ، فقد تم توقيع بروتوكول تعاون بين البنك المركزي ووزارة السياحة من أجل تقديم الدعم الكامل لرجال الأعمال والمستثمرين العاملين فى مجال السياحة من أجل تشجيعهم علي بناء فنادق جديدة وزيادة أعداد الغرف الفندقية ، إنها طموحات لا تنتهي ، لدينا آمال كبيرة علي هذا القطاع الحيوي فى زيادة العوائد الدولارية ، فالأرقام تقول : من المتوقع أنه خلال عام ( 2030 ) سيرتفع دخل السياحة فى مصر إلي ( 30 ) مليار دولار ، الظروف مهيأة لذلك ، لكن الأوضاع السياسية فى الشرق الأوسط _ بالتأكيد _ تؤثر علي الأوضاع الإقتصادية ، ورغم ذلك علينا أن نعترف بأن الجهود مستمرة من أجل التغلب علي الأوضاع السياسية بتوفير كل عناصر الدعم لقطاع السياحة وتقديم حوافز كثيرة للمستثمرين السياحيين سواء كانوا مصريين أو عرب أو أجانب .. آثار ، متاحف ، شواطيء ، فنادق ، طيران ، وسائل نقل جديدة ومتطورة .. كلها متوفرة فى مصر ، والمتحف المصري الكبير هو ايقونة السياحة المصرية ، نعقد عليه آمال كثيرة ، تم تطوير منطقة الأهرامات بالكامل تطويراً يليق بمكانة مصر وبقيمة المنطقة الآثرية العريقة ، بالتأكيد ف "المتحف المصري الكبير" سيجُر السياحة المصرية للأمام ، ففي جميع لقاءات الرئيس عبدالفتاح السيسي منذ أكثر من عام وهو يدعو جميع قادة وزعماء وملوك ورؤساء العالم لزيارة مصر وحضور إفتتاح المتحف المصري الكبير ، سيكون إفتتاحاً يليق مصر ، تأخير الإفتتاح يجعلنا نعُد العُدة ونُجهز مفاجأت أكثر لنكون علي أتم الإستعداد للحدث الأبرز والذي سيكون بمثابة إحتفال عالمي