في مكنونها تقوم على فكر إيجابي راقٍ بين الطرفين؛ حيث إن تقوية الروابط، والأواصر في خضم التعاملات المباشرة، وغير المباشرة تعتمد على مبدأ الإنسانية، التي تعزز ماهية الاجتماعية المبنية على قيم نبيلة، وخلق فضيل، يجعل العطاء ممتدًا، ومستدامًا، ويخلق مناخًا، يسمح بالتبادل، سواءً أكان في معنويات مثل المشاعر الطيبة، أو في الجوانب المادية، التي نرصدها في شتى أنماط التعاملات، وفي كليهما يبدو الارتياح متبادلًا، والرؤى مشتركة. الزمن من العوامل التي تسهم في تعزيز ماهية العلاقات المتجددة، وعبر مراحله المتصلة نجد أن لغة المصالح، قد اختفت، واستبدلت بلغة تعضد الصداقة، وترسخ ممارسات حميدة؛ حيث الثقة المطلقة، والاندماج في توجهات، تقوم على تفكير يحض على فلسفة التحسين، والتطوير، سواءً أكان للذات، أم لشتى الموارد التي يحوزها الطرفان، وهنا تقوض فلسفة النفعية البحتة، وتستبدل بجني ثمرات يانعة، قد لا تتوقف عند حد العلاقة الثنائية؛ إذ يعم الخير على الجميع. رفع الروح المعنوية قد يتوقف في بعض الأحيان على توافر، أو وجود العلاقات المتجددة، وهنا نتحدث عن المناخ الداعم، الذي تقوم عليه لبنة تلك العلاقات بين أطراف المعادلة؛ حيث تجد الطمأنينة لها مكانًا في القلوب، وتسكن النفوس، وتستقر وتهدئ؛ ومن ثم يصبح الوجدان صافيًا، يصعب أن ينال منه ما يعكر الصفو، أو يبعث على إثارة الاضطرابات، التي قد تكون داخل الفرد، أم خارج محيطه، وهذا في مجمله ينقل الإنسان منا من حيز التفكير السلبي إلى واحة التفكير الإيجابي؛ لتتفجر لديه طاقات محفوفة بالإبداع، ومفعم بالأفكار الملهمة. لدينا أحاسيس مرهفة، ومشاعر إيجابية في مكنونها، نستطيع أن نحافظ عليها إذا ما تحرينا توافر مقومات العلاقات المتجددة السوية في مكونها، وهذا يقوي لدينا الرغبة في حل قضايانا، ومشكلاتنا بحكمة بالغة، وفلسفة تقوم على التفكير، ومقدرة على استلهام الحلول من قلب التحديات التي نعايش مفرداتها؛ فتتكون الرؤى التي نختار منها بشكل جماعي ما يسهم في أن يكون البديل الأفضل، والحل الأمثل في ضوء المعطيات، التي تحصلنا عليها. حياتنا العلمية، أو العملية، أو المعيشية، يصعب أن تسير هادئة، بعيدة عن علاقات متجددة، تساعد في تنمية مقدرتنا على ردم الفجوة، التي تمخضت عن اعتمادنا الكامل على الجانب التقني؛ حيث تسمح للوجدانيات بمتنفس نقي، يقوم على تعظيم دور المشاعر، والأحاسيس؛ فينقلها من حالة الركود، إلى الفاعلية، التي تكمن في الأعماق؛ فهذا دون مواربة يخرجنا من مسارات قد بدت لنا في لحظة ما أنها محكمة الإغلاق، إلى ساحة منفتحة للعلاقات الإنسانية، التي تفرز لنا أفكارًا خارج الصندوق. العلاقات المفعمة بالحب، والمشاعر الجياشة، والممتلئة بطاقات تحث على التعاون، والتشارك من أجل تحقيق غايات نبيلة، قد تكون مشتركة، أو غير مشتركة؛ ومن ثم فهي علاقات مستدامة، تعجل التواصل وأطر الاتصال مستدامة ومتنوعة؛ فهي تتحدى المتغيرات، وتنطلق من مساحات الفكر الخصب، الذي لا يصاب قطعًا بالضعف، أو تؤثر عليه نوازل تزول فعاليتها بمرور الزمن، وهنا نوقن أن العلاقات المتجددة دومًا ما توقظ الأذهان، وتعمل على التخلص من شتى المحبطات، وأسبابها. تجديد العلاقات لا يعني بحال الحرص على المصالح الضيقة، وعلى وجه التحديد الخاصة منها؛ لكن تعني أن نعزز الإحساس بفيض الإيجابية؛ فنرصد ارتياحًا نفسيًا يعلو السمت العام للإنسان؛ فيتدفق من لسانه كلمات راقية، رقراقة، ويبدو سلوكه محمودًا متقبلًا، غير مشوب، بل، يمتلك قيمًا يحافظ بها على نسيج علاقاته الاجتماعية وفق تنوعاتها، ودرجاتها المختلفة، وهنا نضمن أن تنتشر بشائر المحبة بين أطياف المجتمع. جراء العلاقات المتجددة نشعر بالمعزة، والعزة، والفخر، والتفاخر، والتقدير المتبادل؛ فيزداد القدر، والمقدار، وتتعالى درجات التمني، والامتنان؛ فتبدو ملامح السعادة كاسية للوجوه، ونوقن بأن غذاء الوجدان قد بات مشربه طيبًا، وريحته من عنبر، ومسك عاطفة جياشة، وتعامل يتسم بالصدق والمصداقية؛ فما أحوجنا جميعًا! للعلاقات المتجددة فيما بيننا.. ودي ومحبتي لوطني وللجميع.