سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
عُمرة على كرسي الرحمة.. الحاجة زينب سبعون عاما وشوق لا يشيخ.. عملية جراحية منعتها من المناسك فتدخل وزير الداخلية لمساعدتها.. بدموع الفرح سردت لحظات لا تنسى.. وبعثة القرعة سطرت مشهدا من الإنسانية بصحن الطواف
في قلب المشهد الروحاني الذي تتجلّى فيه معاني الرحمة والمواساة، رسمت بعثة حج القرعة المصرية لوحة إنسانية خالصة، أبطالها سيدة مسنّة تحمل في قلبها الشوق إلى بيت الله، وفي جسدها آثار عملية جراحية حديثة، لكن لم تقف العقبات الصحية عائقًا أمام تحقيق حلمها، بعدما تدخلت البعثة فحوّلت محنتها إلى فرحة غامرة. الحاجة زينب الجمل، سيدة سبعينية من محافظة دمياط، سافرت إلى الأراضي المقدسة بعد أن أجرت عملية دقيقة في العمود الفقري. وقبل مغادرتها أرض الوطن، كان القلق يساورها خشية ألا تتمكن من أداء العمرة، وبالأخص مناسك الحج، التي تتطلب جهدًا بدنيًا لا يُستهان به. وعند وصولها إلى الأراضي المقدسة، واجهت بالفعل صعوبات جسدية جعلتها غير قادرة على الحركة بسهولة، ما زاد من مخاوفها وأحاطها بحالة من الحزن والتوتر. الحاجة زينب الجمل لكن قلب الحاجة زينب لم يكن وحده من حمل أمنيات العمرة، فقد رصدت بعثة حج القرعة حالتها عن قرب، وسارعت إلى رفع الأمر إلى وزير الداخلية اللواء محمود توفيق، الذي وجّه فورًا بتقديم كل أوجه الدعم والرعاية اللازمة لها، وتذليل أي صعوبات قد تواجهها خلال رحلتها الإيمانية. بناءً على تلك التوجيهات، خصصت البعثة سيارة مجهزة طبيًا لنقلها من الفندق إلى الحرم، ورافقتها في الرحلة ضابطة وشرطية من القوة النسائية التابعة للبعثة، حيث ظلتا بجوارها حتى أدّت مناسك العمرة كاملة، ثم عادتا بها إلى مقر إقامتها بسلام. وتلقت السيدة وعدًا قاطعًا بأن تحصل على رعاية خاصة ودعم متواصل خلال موسم الحج، لضمان أدائها للمناسك دون مشقة تفوق قدراتها الصحية. لحظة العودة من العمرة كانت مشحونة بالعاطفة، إذ ذرفت السيدة زينب دموع الفرح، ورفعت يديها شاكرةً الله على أن منّ عليها بهذه النعمة، ثم وجهت الشكر لوزير الداخلية على إنسانيته وحرصه، ولضباط بعثة الحج الذين لم يدخروا جهدًا في إسعاد قلبها والتخفيف عنها. ليست قصة الحاجة زينب إلا نموذجًا واحدًا من عشرات المواقف التي تجسّد فيها بعثة حج القرعة قيم التكافل والدعم والرعاية، لتؤكد أن مهمتها لا تتوقف عند حدود التنظيم فقط، بل تمتد لتشمل العمل الإنساني والوجداني في أدق تفاصيله. الحاجة زينب الجمل منذ وصول أولى رحلات الحجاج المصريين إلى المطار بالأراضي المقدسة، أظهرت بعثة حج القرعة تنظيمًا دقيقًا يليق برحلة العمر. الحجاج استُقبلوا بترحاب كبير، حيث نُظمت لهم احتفالات استقبال بالفنادق، قُدمت خلالها الهدايا الرمزية، لتكون بداية روحية ونفسية دافئة تعزز من الشعور بالأمان والانتماء. وفي إطار جهود التيسير على الحجاج، تم نقلهم عبر أتوبيسات مكيفة ومجهزة لتوفير أقصى درجات الراحة، مع تطبيق نظام إلكتروني سلس لتسكينهم بالفنادق دون عناء أو انتظار. كما تم تخصيص فرق متخصصة لمساعدة الحالات الإنسانية المختلفة، مع إيلاء عناية خاصة لكبار السن والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة. الشرطة النسائية كان لها حضور لافت داخل البعثة، حيث تم الاستعانة بها لمرافقة السيدات ومساعدتهن في أداء المناسك، ومساندتهن نفسيًا وجسديًا عند الحاجة. إلى جانب ذلك، نظّمت البعثة زيارات منظمة للحجاج إلى الروضة الشريفة والمزارات الإسلامية، بما يضمن استثمار الرحلة دينيًا وروحيًا على النحو الأمثل. ولم تغفل بعثة الحج عن أهمية الجانب الديني التوعوي، فقد وفرت مجموعة من علماء الدين المصاحبين للحجاج، لشرح مناسك العمرة والحج، والرد على استفسارات الحجاج بطريقة مبسطة، تُراعي تفاوت الخلفيات الثقافية والتعليمية. من الناحية الصحية، جُهزت البعثة بعيادات طبية متنقلة داخل الفنادق، تقوم بالكشف المجاني على الحجاج وصرف الأدوية اللازمة، في إطار الحرص على وقاية الحجاج من أي أمراض أو مضاعفات صحية. الحاجة زينب الجمل وتم تشكيل غرفة عمليات مركزية بمدينة رسول الله لمتابعة الحجاج على مدار الساعة، والتدخل السريع حال وجود أي طارئ. ولم تقتصر جهود الرعاية على الجانب الطبي فقط، بل تم تقديم وجبات جافة للحجاج تراعي الجوانب الصحية، مع إصدار نشرات دورية تنصحهم بتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس، وتفادي الإجهاد الحراري، والتأكيد على ضرورة شرب المياه والسوائل بانتظام، في ظل ارتفاع درجات الحرارة بموسم الحج هذا العام. بهذه المنظومة الشاملة من الخدمات، تُجسد بعثة حج القرعة المصرية رؤية حديثة للعمل المؤسسي، تُعلي من قيمة الإنسان، وتضع راحة الحاج وسلامته على رأس أولوياتها، لتمنحه فرصة أداء الشعائر بأمان ويقين وطمأنينة.