جاءنى الصندوق مهرولاً ساخراً يخرج لسانه ويضحك بصوت مرتفع، فسألته منكسراً ما الذى يدعوك للضحك؟ الصندوق: اختياراتك : ماذا تقصد؟ الصندوق: دائماً تراهن على الورقة الخاسرة : لا تبالغ فى السخرية الصندوق: منذ أكثر من عام فى الاستفتاء على التعديلات الدستورية سمعتك وأنت تقف أمامى وتردد قول أمل دنقل "من قال لا فى وجه من قالوا نعم" واخترت لا وفى النهاية أخرجت لك لسانى بنعم. : بعد ذلك اعترفت أنت أن نعم كانت خاطئة الصندوق: وبماذا أفادك اعترافى، لقد كان اعترافى شرك لك حتى تقع فى الفخ القادمة : ولكنك لم تستطع أن تخدعنى بعدها فلا يلدغ المؤمن من جحر مرتين الصندوق: وما قولك فى الانتخابات التشريعية؟ : ماذا عنها؟ الصندوق: لقد رأيت الثقة فى عينيك وأنت تصوت لصالح شباب الثورة ولقد أشفقت عليك فقد كانت الورقة الخاسرة : أنت تشمت، والشماتة ليست من شيم الكرام الصندوق: أنا لا أشمت ولكنى أتعجب من انحيازك الدائم للورقة الخاسرة : فى انتخابات الرئاسة لم أنحز للورقة الخاسرة الصندوق: (ينظر إلى بطرف عينه) لا تكذب لقد رأيت الورقة التى وضعتها : (ترددت مرتبكاً ) وماذا رأيت؟ الصندوق: رأيتك تصوت لأبو الفتوح : أبو الفتوح لم يخسر الانتخابات، لقد خاض المعركة بشرف وكسب احترام الناس الصندوق: العبرة بالنتائج، وأنا مشفق عليك : وبماذا تنصحنى؟ الصندوق: أن تضع المرة القادمة الورقة الرابحة : سوف أستفتى قلبى الصندوق: لقد خدعك قلبك ثلاث مرات من قبل واختار الورقة الخاسرة : ومن أستفتى؟ الصندوق: عقلك، اختر هذه المرة بعقلك (ذهبت إلى جولة الإعادة ووقفت أمام الصندوق واستحضرت كل تجاربى السابقة وعزمت أن أضع الورقة الرابحة حتى لا يسخر منى الصندوق مرة أخرى وضعت الورقة ثم ذهبت إلى منزلى فريسة للانتظار والقلق حتى جاءنى الصندوق فى ساعة متأخرة من الليل ساخراً ليخبرنى بأننى اخترت الورقة الخاسرة).