تحولت الحرب التى يشنها نتنياهو على غزة إلى إبادة متعمدة، خاصة مع رفض رئيس وزراء الاحتلال ومعاونيه الحديث عن سلام أو دولة فلسطينية، ورفض مساعى وقف الحرب لمدة 5 سنوات وهى اقتراحات تم تداولها خلال الأيام الأخيرة، وخلال 24 ساعة فقط استشهد 70 فى قطاع غزة، وكل يوم يتم قتل 20 أو أكثر بتعمد، أغلبهم من الأطفال، ومع هذا لا يبدو أن هناك سعادة أو اقتناع داخل إسرائيل، حيث تتصاعد الاحتجاجات والمظاهرات التى تطالب بوقف الحرب، وتعتبر أن نتنياهو عجز طوال 17 شهرا عن تنفيذ وعوده باستعادة المحتجزين بالحرب، وبالتالى هناك غضب من توسيع العملية العسكرية لقوات الاحتلال فى قطاع غزة، وتعطيل التوصل إلى اتفاق بشأن صفقة المحتجزين. تجددت مظاهرات شارك فيها آلاف الإسرائيليين وسط تل أبيب بدعوة من عائلات المحتجزين فى غزة للمطالبة بإعادة أبنائها دفعة واحدة، حيث دعت العائلات إلى مظاهرات تحت شعار: «لم يتبق لنا سوى دفعة واحدة»، تأكيدا على أن الصفقة الشاملة هى الخيار الوحيد المتبقى لإنقاذ ذويهم، ويطالبون نتنياهو بإنهاء الحرب، وإعادة جميع المحتجزين سواء الأحياء أو الأموات. قالت عائلات المحتجزين، فى مؤتمر صحفى: «إن الضغط العسكرى على حماس لم يجعلها أكثر مرونة، بل أكثر إصرارا على شروطها، كما أنه لم يطلق سراح أبنائهم، بل جعلهم عرضة للموت»، وقالوا: إن الوزير المكلف بالمفاوضات، رون ديرمر، أخبرهم بأن الإفراج عن ذويهم سيحتاج إلى 6 أشهر، ولهذا طالب أهالى المحتجزين، الرئيس الأمريكى دونالد ترامب، بالتدخل، وأنه الوحيد القادر على إقناع نتنياهو بوقف الحرب وإعادة المحتجزين. أعلنت هيئة أهالى المحتجزين فى بيان لها: «إن لم نتحرك الآن، فإننا نحكم على الأحياء بالموت، ونفقد القدرة على استعادة جثامين من قضوا»، كما تظاهر عشرات الإسرائيليين أمام منزل الرئيس إسحاق هرتسوج، ومنزل رئيس لجنة الخارجية والأمن فى الكنيست، يولى أدلشتاين، بمدينة هرتسيليا، داعين إلى تسريع المفاوضات لعقد صفقة تبادل مع حركة حماس. وفى هذا السياق، أعلنت بعض القيادات من العسكريين المتقاعدين أو الاحتياط رفضهم استمرار الحرب، وأنها لم تؤد إلى نتائج، واتفقوا على أن هناك ضرورة لتدخل الرئيس الأمريكى ترامب لوقف الحرب، وسحب الضوء الأخضر الذى منحه لنتنياهو لارتكاب إبادة تلطيخ أى مساع للسلام، وتضاعف من كراهية الولاياتالمتحدة باعتبارها شريكا فى قتل الفلسطينيين وتجويعهم وحصارهم، وإغلاق المعابر ومنع الطعام والشراب والوقود، وهو ما يعد قتلا متعمدا لملايين الفلسطينيين، ولم تؤد إلى نتيجة غير خدمة بقاء نتنياهو فى السلطة من دون أن يجلب غير الخوف للسكان. تأتى هذه المظاهرات والاعتراضات بالداخل، وسط تقارير من البنك المركزى الإسرائيلى بأن استمرار الحرب رفع التضخم 3.3% فى مارس بجانب تداعيات نقص العمالة، ويتوقع البنك المركزى أن استمرار التصعيد فى غزة لستة أشهر أخرى- بما فى ذلك استدعاء أكبر لقوات الاحتياط- قد يخفض نمو الناتج المحلى الإجمالى إلى 3% فقط هذا العام، وأن تحسن الاقتصاد الإٍسرائيلى يعتمد على انتهاء الحرب واستعادة عجلة الإنتاج، وعودة العمل فى المؤسسات والشركات بكامل الطاقة، لأن نقص العمالة من غزة، وأيضا سحب الاحتياط، للتجنيد، بينما تتواصل أزمة كبيرة فى ملف التجنيد الإسرائيلى، خاصة فى ضوء استمرار العدوان الإسرائيلى على غزة لمدة أكثر من 17 شهرا. فى المقابل، نقلت «يديعوت أحرونوت» عن مصادر حكومية استمرار رفض إسرائيل لمقترح وقف إطلاق النار مع الفصائل الفلسطينية فى غزة لمدة خمس سنوات، مع إعادة جميع المحتجزين، بينما يستمر الانتقاد لسياسات الحرب من دون أفق واضح، ويرفض مساعى السلام التى تقدمها مصر وقطر والوسطاء، مع الرهان على تدخل أمريكى يسحب الموافقة على استمرار الحرب، خاصة مع فشل أى صفقات أعلنها ترامب.