تنتهى غداً، الثلاثاء، فعاليات الملتقى الإبداعى للفرق المسرحية المستقلة "أوروبا البحر المتوسط " المقامة بمكتبة الإسكندرية. قدم الملتقى على مدار عشرة أيام متتالية باقة من العروض المسرحية المتميزة والمتنوعة، راقصة وغنائية وكلاسيكية، وأهم ما يميزه انفراده بتقديم عروض للأطفال وإتاحة الفرصة لعدد كبير من مدارس الإسكندرية لدعوة التلاميذ لمشاهدة تلك العروض بالمجان، بل وتوفير الانتقالات. نجح المهرجان فى أن يكون ملتقى للفرق المسرحية، الحر منها والمستقل، بعيداً عن أى توجه حكومى، وبات عنصر الحرية فى تناول أى موضوع متاحاً، وكسر تابوهات الجنس والسياسة والدين. اعتمدت عروض المهرجان على لغة مشتركة يفهمها جميع الجنسيات، أمر يؤدى إلى التلاقى الفعلى والتفاعل مع ما يقدم، ولكن ينقص المهرجان عنصر الدعاية، فمازال جمهور الإسكندرية لا يعلم شيئاً عن وجود مهرجان فى مدينته، فما بالنا بجمهور ومحبى المسرح فى بقية محافظات مصر. الدكتور محمود أبو دومة مدير الملتقى أكد لليوم السابع أن الملتقى مازال يحمل الكثير من المفاجآت فى دوراته المقبلة، خاصة وأن جمهوره يزداد كل عام، وأضاف أنه لا تشغله فكرة المنافسة، لأن المهرجان ليس تنافسياً، ولكن من ضمن فلسفته وأهدافه التلاقى والتعرف على ثقافات الآخرين واختيار حوض البحر المتوسط كان سببه التشابه فى الثقافات وأحيانا العادات والتقاليد، وهذا ما اكتشفناه خلال الدورات السابقة والدورة الحالية، والملتقى كما يعلم الجميع ليس من أهدافه تقديم عروض مسرحية فقط، ولكن برنامج التعليم والتدريب والورش من أهم محاوره، والتى تخلق نوعاً من التلاقى الحقيقى بين المسرحيين من كل الجنسيات. ولفت أبو دومة إلى أن الملتقى يعد مساحة للتعلم وتبادل الخبرات والخروج من المساحات الضيقة، التى حصرنا أنفسنا فيها كمسرحيين إلى آفاق أرحب.