تواصل إيران استفزازها لدول الخليج، خاصة بعد اشتداد حربها مع دولة الإمارات على الجزر الثلاثة الحدودية المتنازع عليها وأهمها جزيرة "أبو موسى"، حيث زار اليوم، الجمعة، القائد العام لقوات الحرس الثورى الإيرانى، اللواء محمد على جعفرى، تلك الجزر وبعد انقضاء شهرين على زيارة الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد للجزر فى أبريل الماضى، فى خطوة قد تؤدى إلى تزايد التصعيد فى المنطقة. وذكرت وكالة "فارس" الإيرانية للأنباء، اليوم، أن القائد العام للحرس الثوري، اللواء محمد على جعفرى، يرافقه قائد القوات البحرية، قاما بزيارة "الجزر الإيرانية الثلاث فى الخليج الفارسى"، وهى جزر "أبو موسى"، و"طنب الصغرى"، و"طنب الكبرى". وزعم اللواء جعفرى فى ختام هذه الزيارة أن بلاده تدعو إلى استتاب الأمن فى منطقة الخليج وطالب البلدان الإسلامية ولاسيما دول الخليج بمساعدة بلاده لقطع يد الاستكبار العالمى، وجعل الأعداء يقطعون الأمل. وشددت وكالة الأنباء المقربة من الحرس الثورى الإيرانى، على أن هذه الجزر تقع ضمن "الخليج الفارسى"، وهى التسمية التى تصر عليها طهران للممر المائى الذى يفصل إيران عن جيرانها العرب، الذين يطلقون، من جانبهم، عليه اسم "الخليج العربى". ومن المتوقع أن تدين دولة الإمارات الزيارة إذ إنها تؤكد سيادتها على الجزر بموجب اتفاقية وقعت عام 1971 غداة انسحاب البريطانيين منها، لكن إيران ترفض سيادة الإمارات على الجزر، وتقول إنها طالما كانت جزءا من أراضيها وإنها لم تتخل أبدا عن سيادتها عليها. تصاعدت الحرب الإعلامية بين إيرانوالإمارات بعد زيارة الرئيس أحمدى نجاد إلى جزيرة "أبو موسى" فى أبريل الماضى بغية الاطلاع على سير التدريبات، والاستعدادات التى يتمتع بها رجال القوة البحرية لحماية المنطقة التى يطلقون عليها دوما "الخليج الفارسى"، الأمر الذى ترفضة دول الخليج، وتصر على تسمية هذا المسطح المائى موقع التماس مع إيران ب"الخليج العربى". ووصف وزير خارجية الإمارات، عبدالله بن زايد آل نهيان، زيارة الرئيس نجاد لجزيرة أبو موسى بأنها تشكل انتهاكاً صارخاً لسيادة الإمارات العربية المتحدة على أراضيها، ونقضاً لكل الجهود والمحاولات التى تبذل لإيجاد تسوية سلمية لإنهاء الاحتلال الإيرانى للجزر الإماراتية الثلاث. إلا أن المسئول العسكرى الإيرانى سعى خلال زيارتة للجزر إلى مغازلة دول الخليج بتصريحاتة والتى قال فيها: "إن الدول الإسلامية بإمكانها الاعتماد على بعضها، لتوفير الأمن والاستقرار فى المنطقة، وتقطع بذلك أيادى الاستكبار عن العالم الإسلامى". يشار إلى أن قضية الجزر الثلاثة تعود إلى عام 1971، ويدور الخلاف حول ملكيتها بين إيرانوالإمارات منذ ذلك الحين، وتمارس إيران سلطاتها على الجزر مقيمة العديد من المشاريع عليها، مما يثير غضب الإمارات التى ترفض هذه الإجراءات.