سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"المتحدة تكسب الرهان بمدفع رمضان".. فكرة البرنامج رائعة.. واختيار محمد رمضان موفق.. والتتر قدّم كل أنماط الشعب المصري.. والفقرات متكاملة.. وأتمنى تقديم الجائزة الكبرى في ليلة القدر
كثيرون من الشباب الآن لم يعاصروا ظهور برنامج "كلام من دهب" الذي كان يقدمه الإعلامي الكبير طارق علام. هؤلاء لم يروا حجم النجومية التي كان يتمتع بها طارق علام وقتها، وهي نجومية أبت أن تخبو حتى الآن، برغم مرور السنوات الطوال عن صاحب هذا البرنامج، الذي كان حلم الظهور فيه يراود كل الناس في برّ مصر. هذا الزخم الذي صاحب البرنامج لم نرَ مثيلًا له في الكثير من التجارب المماثلة، وهذا الترقب لظهور تتر البرنامج كان مثار دهشة كبيرة بالنسبة لي الآن، وهو ما جعلني أتساءل: لماذا احتل هذا البرنامج كل هذه المكانة الجماهيرية، برغم أن الجائزة كانت "جنيهًا ذهب" ليس أكثر؟ الإجابة حملها لي برنامج "مدفع رمضان" الذي يقدمه النجم الكبير محمد رمضان، وفي الحقيقة، فإني لا أملك إلا إبداء الإعجاب بفكرة هذا البرنامج الرمضاني بامتياز، وليس فقط للفكرة، ولكن للتنفيذ أيضًا، وأستطيع أن أقول بارتياح إن اختيار محمد رمضان تحديدًا لتقديم هذا البرنامج هو ثلاثة أرباع ضمان نجاحه، فرمضان يتميز دائمًا بأنه من أكثر النجوم قربًا للناس، ليس فيما يقدمه فحسب، وإنما أيضًا لطبيعة تكوينه الشكلي والجسماني والاجتماعي، وهو من الفنانين القلائل الذين لا تشعر أبدًا بأنه "يمثل" القرب من الناس أو الانتماء إليهم. وأستطيع أن أدّعي أن من اختار محمد رمضان حصل على العلامة الكاملة (10/10) في كاستينج العمل. "مدفع رمضان" بهذا الاختيار، كما قلت، ضمن جانبًا كبيرًا من النجاح، بشكل أعاد إلى الأذهان نجاح برنامج "كلام من دهب"، الذي كان يحقق أمنيات البسطاء ويقيم المسابقات بينهم، ليستفيد المشاهد ويستفيد صُنّاع العمل، وهو ما يتناسب مع فكرة "الكرم الرمضاني" بشكلها الشعبي الجميل، فها هو معنى "الرزق" يُقدَّم في شكل جذاب، عن طريق نجم محبوب، وبصياغة محترفة متقنة، والإتقان هنا لا ينسحب على فكرة البرنامج كما قلت، ولا على اختيار محمد رمضان للعمل فحسب، إنما امتد ليشمل الرؤية الإخراجية للمخرج ياسر سامي بكل عناصرها، منذ بداية التتر، الذي جسّد فيه محمد رمضان العديد من أنماط الشعب المصري باقتدار، فهو العامل وسط العمال، والبائع مع البائعين، والموظف البسيط، والأب الحنون، وغيرها من أنماط يتقن محمد رمضان تقديمها بحرفيته التمثيلية، وهو ما جعل تتر المقدمة قادرًا على مخاطبة الجميع، بعد أن قدّم رمضان ألف وجه بذات الإجادة. تتنوع الفقرات التي يقدّم فيها محمد رمضان جوائزه وهداياه للجمهور، ولا يفوتني هنا أن أشيد بالحملة الإعلانية غير التقليدية التي سبقت البرنامج، فإن حرص محمد رمضان على أن يعلن عن أماكن تواجده لمنح الجماهير جوائزها، أضاف زخمًا كبيرًا للبرنامج، وأسهم في تحويله – قبل انطلاقه الرسمي – إلى حالة جماهيرية مرتقبة، وهو ما زاد من ارتباط الناس بالبرنامج ونَيله نصيب الأسد في المشاهدات بعد الإفطار، ففكرة تقديم جوائز للطبقة البسيطة من الجمهور تُسهم في شيوع حالة من الترقب والرضا في ذات الوقت، وهو ما عبّر عنه محمد رمضان بكثير من التوفيق حينما قال: "كل سنة بعمل مسلسل من بطولتي، والنهاردة هعمل مسلسل من بطولة الجمهور". ما بين اختيار فائز عشوائيًّا بناءً على افتراض شرط مبتكر مثل: "من يحمل هاتفًا دون كاميرا؟"، وما بين اختيار رجل أو امرأة من بسطاء شعب مصر، وتحقيق أمنية لآخر في محافظة بعيدة من محافظات مصر، واختيار رقم هاتف عشوائي، تتنوع فقرات برنامج "مدفع رمضان" وتتكامل، لتكون الجائزة الكبرى هي "مليون جنيه" يفوز بها سعيد الحظ في ليلة العيد، وهنا يطيب لي أن أقترح أن تكون الجائزة الكبرى ليست في ليلة العيد، وإنما في ليلة القدر، ليلة 27 رمضان، وذلك لارتباط هذا اليوم في المخيلة الشعبية بتحقيق الأحلام والرغبات، حيث توارث المصريون حكاية أن ليلة القدر تظهر للموعود في صورة هالة نور، من يراها ويطلب أمنية تتحقق له، ولهذا أُطلقت العديد من البرامج بهذا العنوان "ليلة القدر"، وحرصت برامج أخرى على جمع التبرعات في تلك الليلة. ولهذا، أرى أنه من المناسب هنا أن يكون منح الجائزة الكبرى في ليلة القدر، أو منح جائزتين بقيمة مليون جنيه، إحداهما في ليلة القدر، والأخرى في ليلة العيد.