5000 عدد من «اليوم السابع»، رحلة مع النجاح والإبداع والابتكار، كل كلمة خطت خلال تلك الرحلة، كانت بمثابة نتاج عمل فكرى ومهنى متميز، تحقيقات وتقارير ولقطات وسرديات خرجت من القلب فولجت فورا إلى قلوب القراء، وأحدثت حالة صحفية فريدة من نوعها، ورسخت لحقيقة أن البطل دائما هو الخبر، والصدق والشفافية هما أقصر الطرق للنجاح. طوال عقد ونصف، لم تكن علاقتى باليوم السابع علاقة موظف بعمله، بل كانت شغفا وعشقا لمشروع كان حلما للجميع، وأصبح حقيقة، ماثلة وشامخة، شاهدة على أن البشر يستطيعون صنع المعجزات، حيث نجحت «اليوم السابع» فى مزج أحلام جميع من انتمى إليه، وصاغ من تلك الأحلام والآمال قصة كبيرة عبرت عن شغف وإلهام كل من شارك فى بناء هذا الصرح العملاق، وعندما خرجت القصة العظيمة إلى الحياة، وجد فيها كل الحالمين قصتهم وهويتهم وشخصيتهم وطموحهم، فامتزجوا فيها حتى النخاع. اسأل أى شخص ممن عاصروا إرهاصات البناء، وتثبيت اللبنات وتشكيل الذات، لهذا الكيان العملاق، «هل حققت «اليوم السابع» حلمك الصحفى وشغفك المهنى» سيجيب لك بنعم، وجدت حلمى يتحقق، وشغفى يتجسد، وكل ما تمنيته فى تجربتى الصحفية وجدته ماثلا أمام عيناى، فقد تعاملت «اليوم السابع» مع الكثير من الاتجاهات وبمقدرة كبيرة امتصت جميع الاختلافات، وتماهت مع جميع الأطياف، تأثر به الجميع، ولم تتأثر بأحد، بل ظلت ثابتة على مبدأها الذى ترسخ منذ ميلادها، مبدأ أن الخبر الصحفى والمعلومة هما الحقيقة الوحيدة التى يجب الالتفاف حولها وإبرازها. «اليوم السابع» لم تكن فقط تحقيقا لأحلام صحفية كبيرة، بل كانت ثورة صحفية شاملة، أخذت بيد المهنة من غياهب النسيان والاضمحلال، إلى آفاق النور وومضات التألق، فأصبح يحق أن نؤرخ للنقلات الزمنية الهامة فى تاريخ الصحافة المصرية والعربية بما قبل ظهور «اليوم السابع»، وبعد انطلاقها. لم تكن رحلتى مع «اليوم السابع» مترفة ومليئة بالورود، بل كانت تحديات مستمرة، ومهمات دائمة، فقد كان قانون «اليوم السابع» الذى خطت مواده بنفس مداد إنشاء الجريدة: «لا تعش على نجاح انتهى.. لكن ابحث دائما عن نجاح جديد»، وهو الناموس الأبدى الذى ما زال يحكم عجلة العمل بالجريدة، فكل يوم جديد يولد، لا بد أن يصاحبه نجاح جديد، وعلى كل من يعمل بالجريدة ألا يركن إلى نجاحاته السابقة ولكن عليه أن يضمن استمرار تلك النجاحات يوما بعد يوم، ومن هذا المنطلق كانت التحديات كبيرة والعمل شاق، حيث كل منا مطالب دائما بالتجديد والإبداع والتميز والابتكار، وكل نجاح تحقق لى أو لغيرى من الزملاء كان وراءه عمل كبير ومتميز ودؤوب، ولأن النجاح صعب، فقد كان هناك دائما تقدير لكل نجاح أو إبداع، كان الجميع يفرح وكأنه هو صاحب الفرح. فى «اليوم السابع» هناك مجال متسع للإبداع والتميز، والابتكار، لا يغلق الباب أبدا فى وجه أحد، بل كان دائما هناك من يشجع ويهدى ويرشد للطريق السليم، حتى تكتمل الفكرة ويخرج المنتج بالشكل المرضى، ولذلك وجدنا منتجات وأفكارا صحفية وإعلامية سابقة للعصر، كانت بمثابة ثورة كبيرة للمهنة، دفعت فى شرايينها الكثير من أكسير الحياة، وكانت فاصلا مهما نحو مسابرة المهنة لتطورات الزمن، ومواكبة العصر. ستبقى «اليوم السابع» دائما فى القلب، فهى العشق المهنى الأبدى وعنوان الهوية الصحفية ومصدر الإلهام وينبوع الرضا والأمن والاستقرار، عاشت مصر .. عاش اليوم السابع.